عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-12-2007, 08:18 PM   #6
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( كريمة ) ، وحول هذا الموضوع تعرضت لمسألة في غاية الأهمية في كتابي الموسوم :

[align=center]( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع وزالسحر والعين بالرقية )[/align]

تحت عنوان :

[align=center]( محاكاة المعالج للحالة المرضية [ الشفاء النفسي ] ) [/align]

وهوعلى النحو التالي :

أما الجانب الآخر والذي أراه مهماً في التعاطي مع الحالات النفسية من قبل المعالج فهو ما يعرف بـ ( الشفاء النفسي ) من حيث سيطرة المعالج على انفعالات الناحية الروحية لدى المرضى 0

يقول الرازي : الحزن الجديد يقوي الحزن القديم الكامن في النفس ، والأسى يبعث الأسى ويثير الأحزان ، قال الشاعر :

[align=center]فقلت له إن الأسى يبعث الأسى000فدعني فهـذا كلـه قبر مالك [/align]

( الفخر الرازي – 18 / 193 ) 0

قلت : فإن كان الأمر كذلك فإن الفرح الجديد يقيض الحزن القديم الكامن في النفس ، والفرح يبعث الفرح ويزيل الحزن والألم ، وقصة يوسف وأبيه عليهما السلام دليل وشاهد على ذلك ، فقد ابيضت عينا يعقوب – عليه السلام – من الحزن على يوسف ، وشم ريح يوسف قبل وصول البشير ، وعودة البصر بوضع القميص على الوجه ، وكل هذا علاج نفسي ****** 0

قال الدكتور عبدالرزاق الكيلاني : ( المعالجة النفسية مهمة للمريض 00 كالمعالجة الدوائية أو أكثر منها ، وغايتها تقوية ثقة المريض بنفسه 00 وبقدرته على التغلب على محنته بمعونة الله سبحانه وتعالى فتنضم قواه النفسية إلى قواه البدنية ، ويتغلب بمشيئة الله تعالى على مرضه ، فيكون شفاؤه أسرع إذا كان الله سبحانه وتعالى مقدرا له ذلك ) ( الحقائق الطبية في الإسلام - ص 277 ) 0

قال الدكتور أحمد حسين علي سالم : ( بالرغم من أن للانفعالات وظائف هامة في حياة الإنسان إذ إنها تعينه على حفظ ذاته وبقائه ، إلا أن الإسراف فيها يضر بصحة الإنسان البدنية والنفسية0 فانفعال الخوف مثلاً، مفيد للإنسان لأنه يدفعه إلى اتقاء الأخطار التي تهدد حياته 0

أما إذا أسرف الإنسان في خوفه فأصبح يخاف من أشياء كثيرة ليس فيها ما يهدده بأخطار حقيقية ، فإن الخوف يصبح في هذه الحالة مضراً 0 ووجود مثل هذه المخاوف الكثيرة يعتبر في العادة دليلاً على اضطراب الشخصية ، وقد بيّنت الدراسات الحديثة في الطب النفسي أن اضطراب الناحية الانفعالية عند الإنسان من الأسباب الهامة في نشوء كثير من الأمراض البدنية 0

وأشارت بعض الإحصائيات أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يترددون عادة على عيادات الأطباء إنما هم يشكون أساساً من اضطرابات انفعالية ناشئة عن مشكلاتهم النفسية ، وأن ما يحتاج هؤلاء المرضى إليه ليس علاجاً طبياً وإنما هم في الحقيقة في حاجة ماسة إلى علاج نفسي 0

وقد أصبح من المعروف الآن بين الأطباء أن أحسن ما ينصح به هؤلاء المرضى هو التخلص من القلق 0 وقد سبق القرآن الكريم العلوم الطبية والنفسية الحديثة في الاهتمام بتوجيه الناس إلى التحكم في انفعالاتهم والسيطرة عليها لما في ذلك من فوائد صحية كثيرة لم تعرف معرفة علمية دقيقة إلا في العصر الحديث ) ( المرض والشفاء في القرآن الكريم – ص 273 – 274 ) 0


ولا بد أن تحظى هذه الناحية بقدر كبير في حياة المعالج ، خاصة إذا علم أن لها وقع وتأثير في الواقع العملي للمرضى ، ولا أعني هنا مطلقاً تدخل المعالج في قضايا الطب النفسي ، بقدر ما أعنيه من توظيف النصوص الشرعية والمواقف العطرة في سيرة الرسول وتقديم ما يتلائم وظروف الحالة المرضية ، خاصة أن الحالات النفسية بأمس الحاجة لتوجيهات الشريعة التي توفر كثيراً من الوقت والجهد في العلاج والاستشفاء 0

يقول الاستاذ محي الدين عبد الحميد تحت عنوان " علاج الأمراض النفسية بالقرآن " : ( إن الأمراض النفسية التي يعرض لها الإنسان في حياته تكشف الضعف الإنساني ، وتدفع العاقل دفعا إلى اللجوء إلى الله والوقوف ببابه ، يطلب العافية ويرجو رحمة ربه 0

والمؤمن الحق ، يستمد صحته الجسدية والنفسية ، ومقاومته للآلام والأدواء ، من هذا المعين الذي لا ينضب ، وهذا النبع الجياش الذي لا تنقضي عجائبه ، من القرآن الكريم ، حيث تتفاعل روحه النقية مع
آياته ، وتتجاوب فطرته السوية مع معانيه ، فينفض عن نفسه آثار آلامه ومتاعبه وكلما اقترب من ربه ، وعاش مع كتابه تاليا ، وذاكرا ، ومتدبرا كلما أحس بالراحة ، وشعر بالهدوء والسكينة 000 لأنه يعرف من الذي يقصد وجهه ، ويلتمس حماه ، ويعلم أنه مع الله الذي يجير ولا يجار عليه 000 ومع الله الذي لا يذل من استجار به ، ولا يضيع من لاذ بجنابه 000 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة يونس – الآية 57 ) 0

وكلما عظم خطبه اشتد إلى الله فزعه ، وطالت ضراعته ، وأقبل على كتاب ربه ، وقد رسخ في أعماق وجدانه أن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا 000 وإن كان قد أصابه ضر ، فبما كسبت يديه ، وإن الله كريم يعفو عن كثير وهو على كل شئ قدير 0

( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ) ( سورة الأنعام – الآية – 17 ) 000 ) ( الشافيات العشر من الكتاب والسنة – ص 36 – 37 ) 0

ومن هنا فإن تطويع هذه الناحية وبالتالي استفادة المعالجين من هذا الجانب – أعني الجانب الديني - وتوظيف كل الإمكانيات والطاقات والقدرات لتقديمها خدمة لحالات الأمراض النفسية ، مؤكداً على التزام منهجية واضحة تعتمد على التقيد بكل ما هو نافع ومفيد ، دون الخوض أو البحث في قضايا الطب النفسي التي لها رجالاتها وأخصائيوها ، وهذا ما أكد عليه آنفاً بعض رجالات الطب النفسي وأخصائيوه 0

هذا ما تيسر لي اخيتي الفاضلة ( كريمة ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة