عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-07-2005, 09:36 PM   #1
معلومات العضو
منبر الحق

Thumbs up إليك يا من قد ابتلي بالمرض والابتلاء !!!



ان الـمرض نوع من الاحسان الإلـهي والـهدية الرحـمانية لقسم من الناس......

أيها المريض... لا تقلق، اصبر! فان مرضك ليس علـّة لك بل هو نوع من الدواء؛ ذلك لان العمر رأس مال يتلاشى، فان لـم يُستثمر فيسضيع كل شيء، وبـخاصة اذا انقضى بالراحة والغفلة وهو يـحث الـخطى الى نهايته، فالـمرض يكسب رأس مالك الـمذكور أرباحاً طائلة، ولا يسمح بـمضيـّه سريعاً، فهو يُبطىء خطوات العمر، ويـمسكه، ويطوّله، حتى يؤتي ثـماره، ثـم يغدو الى شأنه. وقد ذهب طول العمر بالامراض فقيل: ((ألا ما أطول زمن النوائب وما اقصر زمن الـهناء!)).

وهل تعلم ايها المبتلى ايها المريض بأن مرضك هذا يقودك للعباده نعم....

انه يـجعل من دقائق عمرك في حكم ساعات من العبادة، لماذا؟؟؟

لأنك حين تصاب بالمرض تتضرع وتلتجأ الى خالقك... الرحيم مستجيراً به متوسلاً اليه، منطلقاً من احاسيسك التي تُشعرك بعجزك وضعفك امام تلك الامراض والـمصائب. فينال بذلك التضرع عبادةً معنوية خالصة متجردة من كل انواع الرياء.

وهناك روايات صحيحة على ان العمر الـممزوج بالـمرض والسقم يعدّ للـمؤمن عبادة

على شرط عدم الشكوى من الله سبحانه..

فلا تشكُ يا اخي - من الممرض ! بل كن شاكراً له.

فالمرض يقوم بدور مرشد ناصح امين موقظ، فلا داعي بعدُ الى الشكوى منه، بل يـجب التفيـّؤ في ظلال الشكر - من هذه الناحية - واذا ما اشتدت وطأته كثيراً فعليك بطلب الصبر منه تعالى.

أيهاالـمريض الشاكي!



اعلم انه ليس لك حق في الشكوى، بل عليك الشكر، عليك الصبر؛ لان وجودك واعضاءك واجهزتك ليست بـملكك انت، فانت لـم تصنعها بنفسك، وانت لـم تبتعها من اية شركة او مصنع ابتياعاً، فهي اذن ملكٌ لآخر. ومالك تلك الاشياء يتصرف في ملكه كيف يشاء،

ولله تعالى الـمثل الاعلى - الذي البسك ايها الـمريض قميص الـجسد، واودع فيه الـحواس النورانية الـمرصعة كالعين والاذن والعقل، فلأجل اظهار نقوش اسـمائه الـحسنى، يبدّلك ضمن حالات متنوعة ويضعك في اوضاع مـختلفة. فكما انك تتعرف على اسـمه ((الرزاق)) بتجرعك مرارة الـجوع، تتعرف على اسـمه ((الشافي)) بـمرضك.
لوكانت هذه الدنيا دائمة فعلاً، ولو انزاح الـموت عن طريقنا فعلاً، ولو انقطعت اعاصير الفراق والزوال عن الهبوب بعد الآن، لانـخرطتُ في صفك ولرثيتك باكياً لـحالك. ولكن مادامت الدنيا ستخرجنا منها قائلة: ((هيا اخرجوا..!)) صامـّة اذانها عن صراخنا واستنجادنا. فعلينا نـحن قبل ان تطردنا هي نابذة لنا، ان نهجر عشقها والاخلاد اليها من الآن، بايقاظات الامراض والسعي لاجل التـخلي عن الدنيا قلباً ووجداناً قبل ان تتخلى هي عنـّا.

نعم، ان الـمرض بتذكيره ايانا هذا الـمعنى اللطيف والعميق، يهمس في سرائر قلوبنا قائلاً:

((بنيتك ليست من الصلب والـحديد بل من مواد متباينة مركبة فيك، ملائمة كل التلاؤم للتحلل والتفسخ والتفرق حالاً، دع عنك الغرور وادرك عجزك وتعرّف على مالكك، وافهم ما وظيفتك وتعلـّم ما الـحكمة والغاية من مـجيئك الى الدنيا؟)).

و تفكـّر جيدآ في معنى العبادة الـمعنوية التي يتضمنها مرضك والثواب الاخروي الذي يـخفيه لك، .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة