عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-01-2010, 11:22 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي بعض ثمرات الطاعة

بعض ثمرات الطاعة




إخواني: من أراد دوام العافية فليتق الله، ما أقبل مقبلٌ عليه إلا وجد كل خير لديه، ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثر في ثوب غفلته:

واللَهِ ما جِئتُكُم زَائِراً ... إِلَّا الأَرضُ تُطوى لي
وَلا انثَنَى عَزمي عَن بابِكُم ... إِلَّا تَعَثَّرَت بأَذيالي

روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قال ربكم عزَّ وجل: لو أنَّ عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أُسمعهم صوت الرعد)0 قال أبو سليمان الداراني: من صفا صفا له، ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسن في ليله كفى في نهاره0 وقال الفضيل بن عياض: إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي0 فيامن من يريد دوام العيش على البقاء، دم على الإخلاص والنقاء، وإياك والمعاصي، فالعاصي في شقاء المعاصي، والمعاصي تذل الإنسان وتخرس اللسان، وتغير الحال المستقيم، وتحمل الاعوجاج مكان التقويم0 قال يحيى بن أبي كثير: لما أصاب داود الخطيئة نفرت الوحوش من حوله، إلهى رد على الوحوش كي أستأنس بها، فردها الله عليه، فأحطن به واصطففن إليه فرفع صوته بقرآنه الزبور، فنادته هيهات هيهات يا داود قد ذهبت الخطيئة بحلاوة صوتك، فكان يقول: بح صوتي في صفا أصوات الصديقين، وأصبحت كالبازي المنتف ريشه يرى حسران كلما طار طائرٌ:

يَرى طائِراتُ الجَوِ يَخفِقنَ فِى الهَوىَ ... فيذكر رِيشاً مِن جناحيهِ وافر
وَقد كانَ دَهراً في الرِّيَاضُ مُنَعَّماً ... عَلى كُلِ من يهوى مِن الصَّيدِ قادر
إِلى أَن أَصابتهُ مِن الدهر نَكبَةً ... فأَصبحَ مَقصوصَ الجناحينِ حاسر
مَضى السابِقونَ الأَوَّلون لفورهم ... وقصَّرت في أَمري وإِني لخاسر


كتب الأخلاق والرقاق
الكتاب : مواعظ ابن الجوزي
المؤلف : ابن الجوزي
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة