عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-08-2012, 04:54 AM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

روى البخاري في المفرد وغيره (البخاري في الصحيح ومسلم)عن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين).
-إصلاح ما فسد بما يناسب من الأعمال الصالحة:
أ-حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا أسأت فأحسن)الصحيحة 1238عن معاذ.
ب-حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-(وإذا عملت سيئة فاعمل إلى جنبها حسنة تمحها السر بالسر والعلانية بالعلانية) الصحيحة 1475عن معاذ.
جـ-قال –صلى الله عليه وسلم-)من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار )الصحيحة2299
فقه الحديث :أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-بإتباع السيئة الحسنة لمحوها كما قال تعالى :{أن الحسنات يذهبن السيئات)الآية، ثم بيّن طريقة الإحسان الواردة في الحديث قال –صلى الله عليه وسلم-(السر بالسر والعلانية بالعلانية) الحديث.
فتكون التوبة من جنس المعصية ،فإذا كانت بالبصر المعصية تاب بالبصر وزكّاها بتلاوة القرآن كما قال ابن مسعود أديموا النظر في المصحف)وإذا كانت المعاصي باللسان تاب اللسان وزكّاه بالذكر والقول الطيب فإذا اغتاب رجلا تاب بالثناء على مايعرف منه من محاسن ويدعو له بالغيب فتكون زكاة اللسان فإذا أساء سرا تاب سرا وإذا أساء علانية تاب علانية.
والحكمة في ذلك في أمرين:
أ-إصلاح ماوقع من نجاسة المعصية في العضو المرتكب للمعصية (تمحُها)وذلك بتطهيره وتزكيته فإن الذنوب جراحات كما قال تعالى :{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن يسبقونا **الآية وشفاؤها بمداواة هذه الجراحات في محلها والقيام على أسباب شفاءها.
أما المضيع لهذا الأمر فحاله :أن تجتمع عليه الجراحات والمعاصي حتى تهلكه ولاقوة له على اصلاحها وقد بين النبي –صلى الله عليه وسلم-هذا الأمر كما في حديث سهل بن سعد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)الصحيحة 389
إذا كان الهلاك بترك محاسبة النفس على محقرات الذنوب بكبائر الذنوب والمعاصي.
ب-أن يشتغل العبد العاصي القاصد للتوبة بإصلاح الأعضاء السليمة ويغفل عن العضو الفاسد فمازال الشيطان يراوده ويكيد له من هذا العضو المجروح ،فيكون المسلم حاله كمن جرح في يده ،فأهمل الجرح وعالج قدمه فالذي يعصي بلسانه لا تصلح له توبة ولا تسلم له حتى يتوب في لسانه وكذا البصر وكذا السمع .
ثانيا/محاسبة النفس على المعاصي قبل وقوعها:
وتحصل هذه المحاسبة بالنظر في ثلاثة أشياء:
أ-النظر في أسباب المعاصي لأن كمال العبد أن يدرك :سبيل المجرمين إدراكه سبيل المؤمنين.
ب-النظر في آفات النفس وشرورها.
جـ-البصيرة بمكائد الشيطان وطرق مكره.
د-إدراك مراتب المعاصي وأنواعها.
أما تفصيل ذلك اختصارا):
- إن المسلم البصير اذا أدرك هذه الأمور الأربعة وقام على نفسه تعاهدا ومحاسبة فثمرته :
-السلامة بتوفيق الله وهدايته .
-رد كيد العدو في نحره وإخماد فتنته .
وإليك بيان الأمور الأربعة :
(أولا):أصول المعاصي :(1)
-قال ابن القيم في الفوائد (ص293):"أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة:
أ)-تعلق القلب بغير الله.
ب)-طاعة القوة الغضبية (الغضب).
جـ)-طاعة القوة الشهوانية (الشهوة).
وهي الشرك والظلم والفواحش ،فغاية التعلق بغير الله الشرك وغاية طاعة القوة الغضبية القتل وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله تعالى :{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون**الفرقان 68 "اهـ
(ثانيا)أسباب المعاصي بواعث الإثم):
-قال ابن القيم في الفوائد(ص297):"ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين:إحداها:سوء ظنه بربه.
وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حالا .والثانية :أن يكون عالما بذلك وأن من ترك لله شيئا أعاضه (أي عوضه)خيرا منه ،ولكن تغلب شهوته صبره وهواه عقله.
(فالأول):من ضعف علمه.
(والثاني):من ضعف عقله وبصيرته"
-طرق الشيطان على العبد آفات النفس):
قال ابن القيم في الفوائد (ص296):"كل ذي لبّ يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا من ثلاث جهات:
أحدها: التزيد والإسراف :فيزيد على قدر الحاجة فتصيير فضلة وهي حظّ الشيطان ومدخله إلى القلب..
الثانية: الغفلة: فإن الذاكر في حصن الذكر فمتى غفل فُتح باب الحصن..
الثالثة: تكلف مالا يعينه من جميع الأشياء "اهـ(2)
قال الله تعالى :{فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولاتجد أكثرهم شاكرين**الأعراف 16.17
-نقل ابن القيم في الإغاثة (ص96) قال شقيق :مامن صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد:1-من بين يدي،2-ومن خلفي ،3-وعن يميني،4-وعن شمالي،فيقول:لاتخف {فـإن الله غفور رحيم**فأقرأ{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى**طه 82.




(1)وذكر ابن القيم في الفوائد (ص295)أن مايضاد أصول المعاصي هي أصول الطاعات وهي :التوحيد والعدل والعفة..."

(2)حتى العلوم والأعمال ،راجع شرح المناوي لحديث "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "من شرح جامع السيوطي.

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°

التعديل الأخير تم بواسطة أسامي عابرة ; 05-08-2012 الساعة 05:02 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة