عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-03-2007, 06:40 AM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Arrow ( && محاضرة قيمة للشيخ الألباني حول التكفير والحكم بغير ما أنزل الله && ) !!!




بارك الله في الجميع ، موضوع قيم أنقله لكم عن الأخ الحبليب وتالمشرف القدير :

( أبو عمر الليبي )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محاضرة قيمة للشيخ الألباني رحمه الله
حول التكفير والحكم بغير ما أنزل الله

وجَّـه للعـلامـة الألبـاني حفظه الله تعالى الســؤال التالــي:

لايخفى عليكم ياشيخ . . . الساحة الأفغانية التي تكثر فيها الجماعات والفرق الضالة والتي استطاعت - وللأسف - أن تَبثَّ أفكارها الخارجة عن منهج السلف الصالح في شبابنا السلفي الذي كان يجاهد في أفغانستان . . . ومن هذه الأفكار تكفير الحكام !! وإحياء السنن المهجورة كالإغتيالات !! كما يَدَّعون .
والآن وبعد رجوع الشباب السلفي إلى بلادهم قاموا ببث هذه الآراء والشُّبه عندنا . وعَلِمنا يا شيخ أنه حصل بينكم وبين أحد الإخوان قبل عدة سنين مناقشة طويلة في مسألة التكفير . وهذه الأشرطة تسجيلها غير واضح . لذا نود من فضيلتكم البيان في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا .

الجواب :

الحقيقة أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام ، بل وللمحكومين أيضاً ، هي فتنةٌ قديمة تَبنَّتها فرقةٌ من الفرق الإسلامية القديمة وهي المعروفة بالخوارج ، والخوارج طوائف مذكورة في كتب الفرق ، ومنها فرقة لا تزال موجودة الآن باسم آخر وهو : الأباضية .

وهؤلاء " الأباضية " كانوا إلى عهد قريب منطوين على أنفسهم ليس لهم أي نشاط دعوي كما يقال اليوم ، لكن منذ بضع سنين بدأوا ينشطون وينشرون بعض الرسائل وبعض العقائد التي هي عين عقائد الخوارج القدامى ، إلا إنهم يتسترون ويتشيعون بخصلة من خصال الشيعة ، ألا وهي التُّقية .

هم يقولون نحن لسنا بالخوارج . . . وأنتم تعلمون جميعاً أن الإسم لا يغير من حقائق المسميات إطلاقاً ، وهؤلاء يلتقون في جملة ما يلتقون مع الخوارج في تكفير أصحاب الكبائر ، فالآن توجد بعض الجماعات التي تلتقي مع دعوة الحق في اتباع الكتاب والسنة ، لكنهم مع الأسف الشديد يقعون في الخروج عن الكتاب والسنة من جديد بإسم الكتاب والسنة .

والسبب في ذلك يعود لأمرين اثنين في فهمي ونقدي ، أحدهما : هو ضحالة العلم وقلة التفقه في الدين ، والأمر الآخر : وهو مهم جداً أنهم لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية ، والتي هي أساس الدعوة الإسلامية الصحيحة التي يعتبر كل من خرج عنها من تلك الفرق المنحرفة عن الجماعة التي أثنى عليها رسول الله صلىا الله عليه وسلم في غير ما حديث ، بل والتي
ذكرها ربنا عزوجل دليلاً واضحاً بيناً على أن مَنْ خَرجَ عنها يكون قد شاق الله ورسوله ، أعني بذلك قوله عزوجل : ( وَمَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِع غَيْرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَولَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسآءَتْ مَصِيراً ) . [ النساء : 115 ]

الله عزوجل - لأمر واضح جداً عند أهل العلم - لم يقتصر على قوله عزوجل : ( وَمَـن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى .. نُوَلِهِ مَاتَوَلَّى ) لم يقل هكذا ، إنما أضاف إلى مشاققة الرسول ، اتباع غير سبيل المؤمنين ، فقال عزوجل : ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَاتَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً ) [ النساء : 115 ] .

إذاً اتباع غير سبيل المؤمنين وعدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جداً إيجاباً وسلباً ، فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين ، ومن خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم وبئس المصير .

من هنا ضلت طوائف كثيرة . . . وكثيرة جداً . . . قديماً وحديثاً ، حيث إنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين ، وإنما ركبوا عقولهم ، بل اتبعوا أهوائهم في تفسير الكتاب والسنة ، ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة ، وخطيرة جداً ، من ذلك : الخروج عما كان عليه سلفنا الصالح .

هذه الفقرة من الآية الكريمة : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) لقد دندن حولها وأكدها عليه الصلاة والسلام تأكيداً بالغاً في غير ما حديثٍ نبوي صحيح ، وهذه الأحاديث التي أنا أشير إليها - وسأذكر بعضاً منها مما تساعدني فيه ذاكرتي - ليست مجهولة عند عامة المسلمين فضلاً عن خاصتهم ، لكن المجهول فيها هو انها تدل على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة . هذه النقطة يسهو عنها كثيرٌ من الخاصة ، فضلاً عن العامة ، فضلاً عن هؤلاء الذين عُرِفوا : بجماعة التكفير .

هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين ، وقد يكونون أيضاً مخلصين ، ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عزوجل من الناجين المفلحين .

لابد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين : بين الإخلاص في النية لله عزوجل ، وبين حسن الإتباع لما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام .

فلا يكفي إذاً أن يكون المسلم مخلصاً وجاداً فيما هو بصدده من العمل بالكتاب والسنة والدعوة إليهما ، فلا بد بالإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجاً سوياً سليماً .

تلك الأحاديث المعروفة كما أشرت آنفاً حديث الفرق الثلاث والسبعين ، ولا أحد منكم إلا ويذكره ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : " تَفرَّقت اليهودُ على إحْدَى وسبعينَ فرقةً ، وتَفرَّقت النَّصارى على اثْنتينِ وسبعينَ فرقةً ، وستفترقُ أمتي على ثَلاثٍ وسبعينَ فرقـةً ، كلُّها في النارِ إلا واحدة " قالوا : من هي يارسول الله ؟ قال:"هي ما أَنا عليه وأصحابي"

نجد أنَّ جواب النبي لأولئك الذين سألوا عن الفرقة الناجيه يلتقي تماماً مع الآية السابقة : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

فالمؤمنون المقصودون في هذه الآية الكريمة : هم الأصحاب ، أو مايدخل في عموم الآية : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) هـم أصحـاب الرســول عليه الصلاة والسلام

وفي الجواب عن ذلك السؤال عن الفرقة الناجية . . . ماهي . . . ما أوصافها ؟ قال : هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي .
لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بـ : " ما انا عليه " وقد يكون ذلك كافياً في الواقع للمسلم الذي يَفهم حقاً الكتاب والسنة ، ولكنه عليه الصلاة والسلام كتحقيقٍ عملي لقوله عزوجل في حقـه : ( بِالْمُؤْمِنِيـنَ رَءُوفٌ رَّحِيـمٌ ) فمن رأفته ورحمته بأصحابه وفي أتباعه أنه أوضح لهم أنَّ علامةَ الفرقة الناجية : هي التي تكون على ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ما عليه أصحابه من بعده .

فإذاً لا يجوز للمسلم أنْ يقتصرَ فقط في فهمه للكتاب والسنة على الوسائل التي لا بد منها . . . منها مثلاً معرفة اللغة العربية . . منها الناسخ والمنسوخ . . . وكل القواعد . .

لكن من هذه القواعد العامة : أنْ يرجع في كل ذلك إلى ما كان عليه أصحاب النبي ،لأنهم - كما تعلمون من كثير من الآثار ومن سيرتهم - أنهم أخلص إلى الله في العبادة وأفقه منا بالكتاب والسنة إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي كانوا يتخلَّقون بها .

هذا الحديث يلتقي مع الآية تماماً ، حيث إنه ألمح عليه السلام في هذا الجواب انه لا بد من الرجوع - ليكون المسلم من الفرقة الناجية - إلى ما كان عليه أصحاب الرسول .

يشبه هذا الحديث ، حديث الخلفاء الراشدين الذي ذكر في السنن من رواية العِرْباض بن سَارِية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : أوصنا يارسول الله . قال : " أوصيكم بالسَّمعِ والطاعة وإنْ وُلِّي عليكم عبدٌ حَبَشي ، وإنه منْ يَعشْ منكم فسيــرى اختلافــاً كثيــراً ، فعليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء الرَّاشدين . . " إلى آخر الحديث .

الشاهد من هذا الحديث هو كالشاهد من جوابه عليه السلام عن السؤال السابق ، حيث حثَّ أمته في أشخاص أصحابه أن يتمسكوا بسنته ، ثم لم يقتصر على ذلك . . قال : " سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " .

إذاً لا بد لنا من أنْ ندندن دائماً وأبداً . . إذا أردنا أن نفهم عقيدتنا . . أن نفهم عبادتنا . . أن نفهم أخلاقنا وسلوكنا . . لابد من أن نعود إلى سلفنا الصالح لفهم كل هذه الأمور التي لابد منها للمسلم ، ليتحقَّق فيه أنه من الفرقة النَّاجية .

من هنا ضلَّت طوائفُ قديمة وحديثة ، حينما لا يَلْتفتون إطلاقاً إلى الآية السابقة ، وإلى حديث الفرقة الناجية ، وإلى حديث سنة الخلفاء الراشدين من بعده عليه السلام ، فكان أمراً طبيعياً جداً أنْ يَنحرفوا كما انحرف من سبقهم من المنحرفين عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح .

من هؤلاء الخوارج قديماً وحديثاً . . . أصل التكفير الذي برز قرنه في هذا الزمان ، الآية التي يدندنون حولها دائماً وأبداً ألا وهي قوله تبارك وتعالى : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) ، ونعلم جميعاً أن هذه الآية جاءت في خاتمتها بألفاظ ثلاثة : ( فَأُوْلَئكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) ، ( فَأُوْلَئكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ، ( فَأُوْلَئكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) .

فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية - اللفظ الأول منها : ( فَأُوْلَئكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) : أنهم لم يُلِمُّوا على الأقل ببعض النصوص التي جاء فيها ذِكْرُ لفظة " الكفر " ، فأخذوا لفظة الكفر في الآية على أنها تعني الخروج من الدين ، وأنه لا فَرْقَ بين هذا الذي وقع في الكفر ، وبين أولئك المشركين من اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأخرى الخارجة عن ملة الإسلام !
بينما " الكفر " في لغة الكتاب والسنة لا تعني هذا الذي هم يدندنون حوله ، ويسلطون هذا الفهم الخاطىء على كثير من المسلمين ، وهم بريئون من ذاك التكفير الذي يطبقونه على هؤلاء المسلمين .

شأن لفظة التكفير من حيث إنها لاتدل على معنى واحد ، وهو الردة والخروج عن الملة ، شأن هذا اللفظ شأن اللفظين الآخرين الذَّين ذُكرا في الآيتين الأخريين - الفاسقين والظالمين - فكما أنه ليس كلُّ من وُصِف بأنه كفرلايعني أنه ارتد عن دينه ، كذلك لا يعني أن كلَّ مَنْ وُصِفَ بأنه ظالمٌ أو فاسق ، بأنه مرتدٌ عن دينه .

هذا التنوع في معنى اللفظ الواحد هو الذي تدُل عليه اللغة ، ثم الشرع الذي جاء بلغة العرب . . . لغة القرآن الكريم كما هو معروف .

من أجل ذلك كان من الواجب على كل مَنْ يتصدَّى للحكم بما أمر الله عزوجل - لست أعني الآن الحكام ، إنما أعني حكاماً أو محكومين - من الواجب على هؤلاء أن يكونوا على علمٍ بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .

والكتابُ لا يمكن فهمه - وكذا ما ضُمَّ إليه - إلا بطريق معرفة اللغة العربية معرفة خاصة ، وقد يكون إنساناً ما ليس عنده معرفةٌ قوية أو تامة باللغة العربية ، فتساعده في استدراك هذا النقص الذي قد يشعر به في نفسه عودته إلى مَنْ قبله من العلماء ، وخاصة إذا كانوا من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية ، فرجوعه إليهم حينئذٍ سيكون مساعدة له لاستدراك ما قد يفوته من اللغة العربية وآدابها .

نعود الآن إلى هذه الآية : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) [ المائدة : 44 ] هل من الضروري أن يكون هذا اللفظ : ( فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) أنه يعني كفراً خروجاً عن الملة أم قد يعنى ذلك وقد يعني ما دون ذلك ؟

هنا الدِّقة في فهم هذه الآية ، فهذه الآية الكريمة : ( فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ) قد تعني الخارجين عن الملة وقد تعني أنهم خرجوا عملياً عن بعض ما جاءت به الملة . . . الملة الإسلامية .

يساعدنا على ذلك قبل كل شيء ترجمان القرآن ، ألا وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، لأنه من الصحابة الذين اعترف المسلمون جميعاً - إلا من كان من تلك الفرق الضالة - على أنه كان إماماً في التفسير ، ولذلك سمَّاه بعض السلف من الصحابة -ولعله هو عبد الله بن مسعود - بترجمان القرآن .

هذا الإمام في التفسير ، والصحابي الجليل ، كأنه طَرَق سمعه يومئذ ما نسمعه اليوم تماماً أن هناك أناساً يفهمون هذه الآية على ظاهرها دون التفصيل الذي أشرت إليه آنفاً ، وهو أنه قد يكون ليس هو المقصود ، بالكافرين : المرتدين عن دينهم ، وقد يكون ليس هو المقصود ، وأنه ما دون ذلك ، فقال ابن عباس رضي الله عنه : ليس الأمرُ كما يذهبون أو كما يظنون وإنما هو كفرٌ دون كفر .

ولعله كان يعني بذلك الخوارج ، الذين خرجوا على أمير المؤمنين ، ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المسلمين ، وفعلوا فيهم ما لم يفعلوا بالمشركين ! فقال : ليس الأمر كما قالوا أو كما ظنوا ، وإنما هو كفرٌ دون كفرٍ . . . كفر دون كفر .

هذا الجواب المختصر الواضح من ترجمـان القـرآن في تفسير هذه الآية ، هو الذي لايمكن أنْ يُفهمَ سواه من النصوص التي ألمحتُ إليها آنفاً في مطلع كلمتي هذه . . أنَّ كلمة الكفر ذُكِرت في كثير من النصوص مع ذلك ، تلك النصوص لايمكن أنْ تُفسَّروا به الآية . . لفظ الكفر الذي جاء في تلك النصوص لا يمكن أنْ يُفسر بأنه يساوي الخروج من الملة . . فمن ذلك مثلاً الحديث المعروف في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سِبابُ المسلمٍ فسوقٌ ، وقتاله كُفر " . . . " قتاله كفر " عندي هو تفننٌ في الاسلوب العربي في التعبير ، لأنه لو قال قائل : " سباب المسلم وقتاله فسوق " يكون كلاماً صحيحاً ، لأن الفسق هو المعصية وهو الخروج عن الطاعة .

لكن الرسول عليه السلام باعتباره أفصح مَنْ نطق بالضاد قال : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " .

ترى هل يجوز لنا أنْ نُفَّسر الفقرة الأولى من هذا الحديث " سباب المسلم فسوق " بالفسق المذكور في اللفظ الثاني أو الثالث في الآية السابقة : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) . . ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) و " سباب المسلم فسوق " ؟

نقول : قد يكون الفسق مرادفاً للكفر الذي بمعنى الخروج عن الملة ، وقد يكون الفسق مرادفاً للكفر الذي لا يعني الخروج عن الملة ، وإنما يعني ما قاله ترجمان القرآن أنه : كفرٌ دون كفر .

وهذا الحديث يؤكِّد أنَّ الكفر قد يكون بهذا المعنى ، لماذا ؟

لأن الله عزوجل ذكر في القرآن الكريم الآية المعروفة : ( وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى~ أََمْرِ اللَّهِ ) [ الحجرات : 9 ] .

ذَكَر هنا ربُّنا عزوجل الفِرقة الباغية التي تقاتل الفرقة الناجية . . . الفرقة المحقة المؤمنة . . . ومع ذلك فما حَكَمَ عليها بالكفر ، مع أنَّ الحديث يقول : " وقتاله كفر " .
إذاً قتالهم كفر : أي دون كفر ، كما قال ابن عباس في تفسير الآية السابقة .

فقتال المسلم للمسلم بغيٌ واعتداء وفسق وكفر ، ولكن هذا يعني أن الكفر قد يكون كفراً عملياً وقد يكون كفراً اعتقادياً ، من هنا جاء هذا التفصيل الدقيق الذي تولَّى بيانه وشرحه الإمام بحق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ومن بعده تلميذه البار ابن قيم الجوزية ، حيث إن لهم الفضل في الدندنة حول تقسيم الكفر إلى ذلك القسم الذي رَفَع رايته ترجمان القرآن بتلك الكلمة الجامعة الموجزة ، فابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن قيم الجوزيةُ يفرقون أو يُدَندنون دائماً بضرورة التفرقة بين الكفرِ الإعتقادي والكفر العملي ، وإلا وَقَعَ المسلم من حيث لا يدري في فتنة " الخروج " عن جماعة المسلمين التي وقع فيها الخوارج قديماً ، وبعض أَذْنابهم حديثا .

فإذا قوله " وقتاله كفر " لا يعني الخروج عن الملة وأحاديث كثيرة وكثيرة جداً ، لو جمعها المتتبع لخرج منها رسالة نافعة في الحقيقة ، فيها حجة دامغة لأولئك الذين يقفون عند الآية السابقة ، ويلتزمون فقط تفسيرها بالكفر الإعتقادي ! بينما هناك نصوص كثيرة وكثيرة جداً التي فيها لفظ " الكفر " ولا يعني أنها تعني الخروج عن الملة .

فحسبنا الآن هذا الحديث لأنه دليل قاطع على أن قتال المسلم لأخيه المسلم هو كفرٌ بمعنى الكفر العملي وليس بالكفر الإعتقادي .

فإذا عُدنا إلى " جماعة التكفير " واطلاقهم الكفر على الحكام وعلى من يعيشون تحت رايتهم بالأولى الذين يعيشون تحت أمرتهم وتوظيفهم ، فوجهة نظرهم هي الرجوع إلى أنَّ هؤلاء ارتكبوا المعاصي فكفروا بذلك !

من جملة الأمور التي يذكرني بها سؤال الأخ السائل آنفاً ، أنني سمعت من بعض أولئك الذين كانوا من جماعة التكفير ثم هداهم الله عزوجل ، قلنا لهم : ها أنتم كفَّرتم بعض الحكام فما بالكم تكفرون مثلاً أئمـة المساجد ، خطباء المساجد ، مؤذني المساجد ، خَدَمة المساجد ، ما بالكم تكفرون أساتذة العلم الشرعي في المدارس الثانوية أو الجامعات !!

الجواب : لأنَّ هؤلاء رضوا بحكم هؤلاء الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله !!

يا جماعة هذا الرضى إنْ كان رضى قلبياً بالحكم بغير ماأنزل الله حينئذٍ ينقلب الكفر العملي إلى كفر إعتقادي ، فأي حاكم يحكم بغير ما أنزل الله وهو يرى أن هذا الحُكْم هو الحُكم اللائق تَبنيه في هذا العصر ، وأنه لا يليق تبني الحُكم الشَّرعي الموجود في الكتاب والسنة ، لا شك أن هذا كفره كفرٌ اعتقادي وليس كفراً عملياً ، ومَنْ رضي بمثل هذا الحكم أيضاً فليحق به .

فأنتم أولاً لا تستطيعون أنْ تحكموا على كلِّ حاكمٍ يحكم ببعض القوانين الغربية الكافرة ، أو بكثير منها ، أنه لو سُئِل لأجاب : بأن الحكم بهذه القوانين هو اللازم في العصر الحاضر ، وأنه لا يجوز الحكم بالإسلام ، لو سئلوا لاتستطيعون أن تقولوا بأنهم لا يجيبون بأن الحكم بما أنزل الله اليوم لا يليق وإلا لصاروا كفاراً دون شك ولا ريب.

فإذا نزلنا إلى المحكوميـن وفيهم العلمـاء وفيهم الصالحـون وإلى آخره . . كيف أنتم ؟ مجرد أنْ تروهم يعيشون تحت حُكْمٍ يشملهم كما يشملكم أنتم تماماً ، لكنكم تُعلنون أنهم كفار ، وهؤلاء لا يعلنون أنهم كفار بمعنى مرتدين ، ولا أنهم يقولون : إن الحكم بما أنزل الله واجب وأن مخالفة الحكم الشرعي بمجرد العمل . . هذا لا يستلزم الحكم على هذا العالِم بأنه مرتدٌ عن دينه !

• ثم قال حفظــه اللــه تعالى :

من جملة المناقشات التي توضِّح خطأهم وضلالهم : قلنا لهم : متى يُحكم على المسلم الذي يشهد أنْ لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقد يصلي كثيراً أو قليلاً . . . متى يحكم بأنه ارتد عن دينه ؟

يكفي مرة واحدة . . . ولا يَجب أن يُعلن - سواء بلسان حاله أو بلسان مقاله - أنه مرتد عن الدين .

كانوا كما يقال : لا يَحيرون جواباً . . لايدرون الجواب !! فأَضطرُ إلى أن أضرب لهم المثل التالي ، أقول :

قاضٍ يحكم بالشرع . . . هكذا عادته . . . لكنه في حكومة واحدة زلَّت به القدم فحكم بخلاف الشرع ، أي أعطى الحق للظالم وحرمه للمظلوم . . . هل هذا حكم بغير ما أنزل الله أم لا ؟
هل تقولون بأنه كفر بمعنى الكفر . . . كفرُ ردة ؟

قالوا : لا .

قلنا : لم وهو خالف الحكم بالشرع ؟

قال : لأن هذا صدر منه ذلك مرة واحدة .

قلنا : حسناً ، صدر نفس الحكم مرة ثانية أو حكم آخر لكن خالف فيه الشرع أيضاً ، فهل كفر ؟
أخذتُ أكرر عليهم ثلاث مرات . . متى تقول أنه كفر ؟ . . لا تستطيع أن تضع حدَّاً بتعداد أحكامه التي خالف فيها الشرع .

تستطيع العكس تماماً إذا علمت منه أنه في الحكم الأول اسْتَحسنه واستقبح الحكم الشرعي أن تحكم عليه بالردة . وعلى العكس من ذلك ، لو رأيتَ منه عشرات من الحكومات المتعددة خالف فيها الشرع . لكن قلت له : ياشيخ أنت حكمتَ بغير ما أنزل الله فلم ذلك ؟ يقول : والله خِفْتُ . . خشيت على نفسي ، أو ارتشيت مثلاً ، وهذا أسوأ من الأول بكثير إلى آخره . . . مع ذلك لا تستطيع أنْ تقولَ بكفره حتى يُعلن . .

يُعْرِب عن كفره المضمر في قلبه ، أنه لا يرى الحكم بما أنزل الله عزوجل ، حينئذ تستطيع أن تقول بأنه كافرٌ كفرَ ردَّة .

إذاً وخــلاصــة الكــلام الآن : أنه لابد من معرفة أن الكفر كالفسق والظلم . . ينقسم إلى قسمين: كفر ، ظلم ، فسق ، يُخرج عن الملة ، وكل ذلك يعود إلى الاستحلال القلبي ، وخلاف ذلك يعود إلى الإستحلال العملي .

فكل العصاة وبخاصة ما فشا في هذا الزمان من استحلال الرّبا . . . كل هذا كفر عملي ، فلا يجوز لنا أنْ نُكفِّر هؤلاء العصاة لمجرد ارتكابهم معصية واستحلالهم إياها عملياً . . . إلا إذا بَدَر منهم أو بدا منهم ما يَكشف لنا عمَّا في قرارة نفوسهم أنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله عقيدة ، فإذا عرفنا أنهم وقعوا في هذه المخالفة القلبية . . حكمنا حينئذ أنهم كفروا كفرَ ردة .

أما إذا لم نعلم ذلك فلا سبيل لنا إلى الحكم بكفرهم لأننا نخشى أن نقع في وعيد قوله عليه الصلاة والسلام : " من كفّـر مسلمـاً فقد بـاء بـه أحدهمـا " .

والأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة . . . وكثيرة جداً ، نذكر بهذه المناسبة بقصة ذلك الصحابي الذي بارز مشركاً ، فلما رأى المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فما بالا لها الصحابي ، وقتله ! فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار كما تعلمون ، فاعتذر الرجل أنه ما قالها إلا خوفاً من القتل ، فكان جوابه : " هل شَقَقتَ عن قلبه ؟ ! "

إذاً الكفر الإعتقادي . . . ليس له علاقة بالعمل . . . له علاقة بالقلب، ونحن لا نستطيع أن نقول نعلم ما في قلب الفاسق . . . الفاجر . . . السارق . . . المرابي . . . إلخ . . . إلا إذا عبر عما في قلبه بلسانه . . أما عمله فعمله ينبىء أنه خالف الشرع مخالفة عملية .

فنحن نقول : إنك خالفتَ وانك فسقتَ وفجرت ، لكن مانقول : إنك كفرت وارتددت عن دينك ، حتى يَظهرَ منه شيءٌ يكون لنا عذرٌ عند الله عزوجل أنْ نحكمَ بردَّته ، وبالتالي يأتي الحكم المعروف بالإسلام ألا وهو قوله : " مَنْ بدَّلَ دينَه فاقْتلوه " .

ثم كنتُ ولا أزال أقول لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفيـر حكام المسلمين : هبوا ياجماعة أن هؤلاء كفارٌ كفرَ ردةٍ ، وأنهم لو كان هناك حاكم أعلى عليهم واكتشف منهم أن كفرهم كفر ردة لوجب على ذلك الحاكم أن يطبق فيهم الحديث السابق . " مَنْ بدَّلَ دينَه فاقتلوه " . . .

الآن ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلمنا جدلاً أنَّ كلَّ هؤلاء الحكام هم كفارٌ كفرَ ردة ؟ !

ماذا يمكن أن تعملوا ؟ !

هؤلاء الكفار احتلوا كثيراً من بلاد الإسلام ونحن هنا مع الأسف ابتلينا باحتلال اليهود لفلسطين .

فماذا تستطيعون أنتم أو نحن أن نعمل مع هؤلاء ، حتى تستطيعوا أنتم أنْ تعملوا مع الحكام الذين تظنون أنهم من الكفار ؟ !

هلا تركتم هذه الناحية جانباً ، وبدأتم بتأسيس وبوضع القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة الحكومة المسلمة ، وذلك باتباع سُنة الرسول التي رَبَّى أصحابه عليها ونَشَّأهم على نظامها وأساسها . . .

وذلك ما نحن نعبر عنه في كثير من مثل هذه المناسبات ، بأنه لا بد لكل جماعة مسلمة تعمل بحق لإعادة حكم الإسلام ، ليس فقط على أرض الإسلام ، بل على الأرض كلها ، تحقيقاً لقوله تبارك وتعالى : ( هُوَ الَّذِي~ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِاْلهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ‏[ التوبة : 33 ] .

وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن هذه الآية ستتحقق فيما بعد.

فلكي يتمكن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني هل يكون البدء بإعلان الثورة على هؤلاء الحكام الذين يظنون فيهم أن كفرهم كفرُ ردةٍ ثم مع ظنهم هذا - وهو ظن خطأ - لايستطيعون أن يعملوا شيئاً !

إذاً لتحقيق هذا النبأ القرآني الحق ( هُوُ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِاْلهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِهِ . . . ) ما هو المنهـج ؟ ما هـو الطريق ؟ . . لا شك أن الطريق هو ما كان رسول يدندن . . . ويذكر أصحابه في كل خطبة : " وخير الهدي هدي محمد " .

إذاً فعلى المسلمين كافة ، وبخاصة منهم مَنْ يهتم لإعادة الحكم بالإسلام على الأرض الإسلامية بل الأرض كلها ، أنْ يبدأ من حيث بدأ رسول الله وهو ما نكنى نحن عنه بكلمتين خفيفتين :

التَّصفيــة والتربيـــة .

ذلك لأننا نحن نعلم حقيقةً يَغفل عنها - أو يتغافل عنها بالأصح لأنه لا يمكن الغفل عنها - يتغافل عنها أولئك الغُلاة الذين ليس لهم إلا إعلان تكفير الحكام ثم لا شيء ! ! وسيظلون كما ظلت جماعة من قبلهم يَدْعون إلى إقامة حكم الإسلام على الأرض ، لكن دون أن يتخذوا لذلك الأسباب المشروعة .

سيظلون يعلنون تكفير الحكام ثم لا يصدر منهم إلا الفتن !

والواقع في هذه السنوات الأخيرة التي تعلمونها بدءاً من فتنة الحرم المكي . . . ثم فتنة مصر وقتل السادات وذهاب دماء الكثير من المسلمين الأبرياء بسبب هذه الفتنة . . . ثم أخيراً في سوريا . . . ثم الآن في الجزائر مع الأسف . . . إلى آخره .

كل هذا سببه أنهم خالفوا نصوصاً من الكتاب والسنة . . . من أهمها : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الأَخِرَ ) [ الأحزاب : 21 ] .

إذاً نحن أردنا أنْ نُقيمَ حكمَ الله في الأرض هل نبدأ بقتال الحكام ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم ؟ أم نبدأ بما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

لاشك أن الجواب : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .

بمـاذا بـدأ رســـول اللـــــه :

تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين بعض الأفراد الذين كان يَظن فيهم أن عندهم الإستعداد لتقبل الحق ، ثم اسْتَجاب له من اسْتَجاب كما هو معروف في السيرة النبوية ، ثم الضعف والشدة اللذان أصابا المسلمين في مكة ، ثم الأمرُ بالهجرة الأولى والثانية إلى آخر ما هنالك . . . حتى وطَّد الله عزوجل الإسلام في المدينة . . . وبدأت هناك المناوشات ، وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفار من جهة ، ومن جهة اليهود وهكذا .

إذاً لابد أن نبدأ نحن بالتعليم كما بدأ به الرسول ، لكن نحن لا نقول الآن بالتعليم ، لماذا ؟ أي لا نقتصر فقط على كلمة تعليم " الأمة الإسلامية " لأننا في وضعٍ الآن ، أنه دخل في التعليم الإسلامي ما ليس من الإسلام بسبيل إطلاقاً ، بل به ما يُخرب الإسلام ويقضي على الثمرة التي يمكن الوصول إليها بالإسلام الصحيح .

ولذلك فواجبُ الدعاةِ الإسلاميين أن يبدأوا بما ذكرت آنفاً :

1 - بتصفية هذا الإسـلام مما دخـل فيه من الأشيـاء التي تفسـد الإسـلام . . . ليس فقط في فروعه . . . في أخلاقه . . . بل في عقيدته أيضاً . . .

2 - والشيء الثاني الذي يقترن مع هذه التصفية : تربيةُ الشبابِ المسلم الناشىء على هذا الإسلام المصفى .

ونحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن منذ نحو قرابة قرن من الزمان لوجدنا كثيراً منهم لم يستفيدوا شيئاً رغم صياحهم ورغم " زعاقهم " إنهم يريدونها حكومة إسلامية ، ربما سفكوا دماء أبرياء . . . كثيرة . . . وكثيرة جداً . . . دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً إطلاقاً .
فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة وهم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام .
وبهذه المناسبة نحن نقول : هناك كلمة لأحد أولئك الدعاة كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها وأن يحققوها . . تلك الكلمة هي قوله : أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم لكم في أرضكم .
لأن المسلم إذا صحَّح عقيدته بناءً على الكتاب والسنة فلا شك أنه من وراء ذلك ستصلح عبادته فتصلح أخلاقه وسلوكه . . إلخ .

لكن هذه الكلمة الطيبة في نقدي وفي نظري ، لم يعمل عليها هؤلاء الناس فظلُّوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة ، وصدق فيهم قول ذلك الشاعـــر :

ترجوا النَّجاةَ ولم تَسْلكْ مَسَالكها إنَّ السفينةَ لاتَجري على اليَبس

لعل هذا الذي ذَكرتُه كفاية ، جواباً على هذا السؤال .

- نقلاً عن شريط مسجل بتاريخ 12 جمادى الأولى سنة 1413هـ الموافق 7/11/1993م
من موقع الشيخ محمد الحمود النجدي حفظه الله

اسأل الله ان يكون الرد شرعي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة