عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-02-2009, 03:44 AM   #2
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

وإن قلت سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك :
سبحته وحمدته وعظمت جلاله وسلطانه ، واعترفت بعبوديته بحق إذ لا معبود سواه 0 كم يقولها المصلي في اليوم والليلة من خمس مرات إلى أضعافاً مضاعفة لمن يتقربون بالسنن والنوافل ... أرأيت يا من لا تصلي حرمانك !
وإن قلت لبيك وسعديك والخير كله بيديك ، والشر ليس إليك 0 والله تعالى يقول : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها ) الروم 30
فمن لم يفعل ما خُلق له ، وفُطر عليه من محبة الله وعبوديته ، والإنابة إليه عُوقب على ذلك بأن زين له الشيطان ما يفعله فإن صادف قلباً خالياً – قابلاً للخير والشر ... ولو كان فيه الخير الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر ، فإذا خلا القلب وفرغ عُوقب بتسليط الشياطين ، وقد لا يحس بألم العقوبة وهذه من أعظم العقوبات ...

وإذا تمعنت في الكنز الثالث : وهو كنز عظيم في قراءة المثاني والقرآن العظيم ، أم القرآن ، فاتحة الكتاب الشافية الواقية ، الكافية ... أعظم سورة في كتاب الله ، اشتملت على أمهات المطالب ولذلك لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، في كل ركعة ... سبعة عشر مرة تُقرأ في الفريضة ،
إنها خطاب بين الرب وعبده :
فإذا قال الحمد لله رب العالمين ، ففي هذه الآية حمد اللــه نفسه على عدم الشريك ، وحمد نفسه على أنه لا يموت ، وحمد نفسه على أنه لا تأخذه سنة ولا نوم ، وحمد نفسه بأنه لا يظلم أحد ... فأنت إذا حمدته بقراءتك الحمد لله رب العالمين : قال الله : حمدني عبدي 0

الرحمن الرحيم ، الرحمة وصفه ، والرحيم الراحم لعباده ، والرحمة سبب واصل بينه وبين عباده فإذا قرأت الرحمن الرحيم : قال الله : أثنى علىّ عبدي ... مالك يوم الدين : إذا قرأتها قال الله : مجدني عبدي ... إياك نعبد ، وإياك نستعين ، عبودية الله لا غيره ، بأمره وشرعه لا بالهوى ولا بالرأي ، والاستعانة به على تحقيق عبوديته التي تدفع الرياء والكبرياء ...

فإذا قرأت : إياك نعبد وإياك نستعين : تحقق لك ذلك ... بقوله جل في علاه : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ...
حمد وتمجيد وثناء وعظمة لا تجدها إلا في هذه السورة التي حرمت من تكرار قراءتها ما أنزلت في الكتب السماوية مثلها .

ياعجباً ! أي مقام أجل وأعلى من هذا المقام ... الله بعزته وجلاله يخاطبنا ، يسمعنا ونحن نناجيه بهذه الآيات ، ثم يجيبنا ، ويشف صدورنا اللطيف الخبير 0 ثم إذا قلت ( إهدنا الصراط المستقيم ) وهذه غاية المسلم ... إذا كنت لا تتلوها ولا ترددها لأنك هاجراً لصلاتك ، فكيف يهديك الصراط المستقيم ؟ الست تريد أن تسير إلى ربك بصراط مستقيم في الدنيا فيصون لك نور الصراط يوم القيامة فهما متلازمان ، إذا اعوج صراطك في الدنيا – أظلم صراطك يوم القيامة ...

صراط من ؟ استمع !
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين :
أتريد أن تكون من الذين أنعم الله عليهم ؟ كيف ؟ ولماذا ؟ ستقول أني أثقلت عليك بكثرة السؤال ، إني أريد أن أجد لك مخرج ، انعم الله علينا وعليك بأن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، الأمة المصطفاة ، أمة الإجابة ، الأمة التي عرفت الحق واتبعته وهي منة من الله يمن بها علينا ... غير المغضوب عليهم من اليهود ولا الضالين من النصارى ...

طيب إذا كنت أصلاً لا تصلي ، فلن تقرأ الفاتحة ، ولن تنال بركة آياتها ، ولن تكون من الذين أنعم الله عليهم ... إذاً ستكون ممن ؟ من اليهود والنصارى ؟ حاشاك !
لكن ليس لديك إلا اختيارين ودقق فيها النظر :
إما الصراط المستقيم السائر على السكة المحمدية ، أو سكة أهل الغضب والضلال 0 وأظنك تعلم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :
( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم وإذا كان الويل والتهديد لمن أخرها عن وقتها : قال تعالى:
( ويلُ للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون ) الماعون 4- 5
فيا لك من آيات حق لو اهتدى * بهن مــــريد الحق ، كن هواديــــا
ولكن على تلك القــلوب أكنة * فليست وإن أصغت تجيب المناديا

نرجو ألا تكون منهم ... هيا ! بادر بالصلاة لتتمتع بقراءة الفاتحة وبركتها ، وتنال مطالبك بها ، وامسح بها على قلبك لتشفيه ...ودافع الضد بضده ، لتخمد النفس الشيطانية التي أقعدتك عن الخير ، ونصبت لك الكمين الذي لا ينقطع إلا بارتباطك بالرب الرحيم الرحمن... مالك يوم الدين محتمياً بكمال ربوبيته ، متعلقاً بصفات الكمال والجمال سبحانه ...

الكنز الرابع : متى تعظم الله إذا لم تكن تركع ، كيف يسمع الله حمدك وأنت أصلاً قد حُرمت من قولك سمع الله لمن حمد ه ، فلم تحمده ولم يسمعك !
حرمت لذة السجود ، وتسبيح العلي الأعلى في علاه ... حُرمت من القرب منه ، فأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد ... يسبح المصلي ربه مئات التسبيحات ... هل سألت الله المغفرة متى ذلك ! إذا كنت لا تسجد فأنت لم تتمتع بالجلوس بين السجدتين ، ولم تتجه إلى الله بقول رب اغفر لي وارحمني وارزقني واجبرني كم يقولها المصلي في اليوم والليلة 0

الكنز الخامس : شرع الله للمصلي الجلوس للتشهد الأول ، وافهم معناه وعظمته ، التحيات لله والصلوات الطيبات :
: تشمل معاني التعظيم كلها لله تعالى ، ففيها الثناء المطلق لربوبيته ، فجميع الصلوات والأعمال والأوصاف الطيبة هي مستحقة لله تعالى 0 ثم تسلم على خير العباد ، وسيد المرسلين الذي لاقى ما لاقاه في سبيل دعوته ... وجاهد في الله حق جهاد ، لينقذ أمته من النار 0 عليه صلوات ربي وسلامه ، فتقول :
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته :
ورحمة الله ... صفة حقيقية لله تعالى تليق بجلاله يرحم بها عباده ، فهل أنت مستغن ِ عن رحمته ؟ وبركاته البركة الخير الكثير التي تفيض بها الخيرات الإلهية 0

السلام علينا : إنك تسلم على نفسك وعلى الحاضرين الإمام والمأمومين ، والملائكة ... وعلى عباد الله الصالحين ... هم من صلح باطنه وظاهره ، وهم القائمون بما أوجب الله عليهم من حقوقه ، وحقوق عباده 0 قال الترمذي : من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً وإلا حُرم هذا الفضل العظيم ... فهل أنت عبداً صالحاً أيها المفرط في صلاتك ؟
أترك الجواب لك !

وقد جاء في الحديث فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض فيفرح المصلي بهذا الفضل العظيم ...
والذي لايصلي لن يحظى بهذا السلام ... ولن يسلم عليه أحد 0

ثم الشهادة : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، التي من كانت آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ، والمسلم يذكرها عند وضوئه وفي صلاته في التشهد الأول فيكررها في اليوم والليلة ما يزيد على العشرين ، نسأله ألا يحرمنا فضله وأن يجعلها آخر كلامنا من الدنيا 0

ثم شرع لك في آخر الصلاة أن تثني على الرب تعالى بأنه حميد مجيد ، فالحمد والمجد على الإطلاق لله الحميد المجيد ، فالحميد الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال ، والمجيد العظيم
فهو المجيد ، وكلامه مجيد ، وعرشه مجيد ... وهو أحق بالثناء والمجد ...الواسع القادر الغني ...
متى تثني عليه ؟ ومتى تثني على صفاته ؟

ثم الانتهاء من الصلاة ، والجلوس في المصلى ، والتسبيح وقراءة آية الكرسي ، واستغفار الملائكة للمصلي ... فضل عظيم ، ونعم متتالية ... فضل من الله ونعمة ... يتمتع بها المصلي 0 ينطلق المسلم من صلاته منشرح الصدر شاكراً لعظيم نعمه ، مستبشراً بفضله ، طامعاً في
رحمته وجنته ...

فإذا كنت ذا لب وأنا لديّ يقين بذلك غيّر نفسك وسلوكك واستعذ من الشيطان الرجيم ، فسيعصمك الله ويغير أحوالك ... فكما تتغير الصحراء القاحلة إلى روضة غناء ، وكل ذلك بقدرته ، قادر على أن يغير أحوالك إذا صدقت معه ... وسيقبل توبتك ، فمن صفاته سبحانه تواب رحيم 0
لقد نادى الله النصارى ودعاهم إلى التوبة وقد أدعو الولد له ـ سبحانه ـ تعالى عما يشركون
فقال جل في علاه : ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) المائدة 74 وقد روي في السنن عن علي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما من مسلم يذنب ذنباً فيتوضأ ويحسن الوضوء ، ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر له ) وقرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران 135 _ صحيح رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه 0

قم ... انهض ... امسح عن قلبك ران البعد ...واظب على الطاعة ثم رجاء الله ... فهل ينبت البذر دون تفقد الأرض ؟

عزيمة وإرادة ... تصميم وشجاعة ... تجاهد بها جيوش إبليس ، فهو قد قطع على نفسه العهد
( فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين ) 82 ، 83 ص وفي المقابل ذكر الله تعالى : ( ...إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) النساء 76 قم واسأل الله أن يشرح صدرك فقد سأله موسى عليه السلام قبلك وهو نبي قال :
( رب اشرح لي صدري )0 عندما أراد أن يواجه فرعون الظالم الطاغية ... قلها وواجه عدوك إبليس بها ،وحطم سلاسله الغلاظ بنور التوحيد ... قل في تسليم ويقين :
رضيت با لله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ورسولاً ... استعن بالله ولا تعجز ... استأنف المسير ... حطم ظلام الماضي ، ولا تسمم مستقبلك به ، تعهد نفسك ، وراجع سجلات حياتك ، واطمس ظلمة المعاصي والبعد ، بنور الصلاة والإيمان 0

صحح توبتك واستغفر ربك على ما مضى ولا يكن استغفارك بلسانك فذلك استغفار المراوغين ولا ينطبق عليك قول القائل :
أستغفر اللــــه من أستغفر اللــه ** من لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد ** سددت بالذنب عند الله مجراها
أسع في فكاك رقبتك فالمولى عز وجل يقول : ( ويحذركم اللـــه نفسه ...) آل عمران 30

قم الآن توضأ وتتطهر فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ... قم طهر سرك وقلبك ... ماذا تنتظر ! لا تكن قلباً بليداً لا يستيقظ إلا إذا حل به البلاء 0 ألا تحب الله ؟ ألست مشتاقاً لمناجاته ؟

ألست بحاجة لمن تأنس بقربه ؟
ألا تريد أن يسكن قلبك ويطمئن من قلقه ؟
إذاً لا تدع قلبك أرضاً صلبة سبخة لا تقبل بذراً ، ولا تمسك ماءً ، ولا تنبت زرعاً 0

وثق في أن الله سيبدل سيئاتك حسنات إذا تبت توبة نصوحاً يقول عز وجل : ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) الفرقان70 وخرج الإمام أحمد ، من حديث عقبة بن عامر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مثل الذي يعمل السيئات ، ثم يعمل الحسنات ، كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل حسنة أخرى ، فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض )

إذا قم جرب ، انطرح بين يديه ، وقل :
يارب ... يارب ...
قل اللهم إني عائد إليك فاقبلني ... فهو كريم غفور رحيم ...
الجأ إليه ... وقل يارب ، يا من تحب التوابين ، إني تائب فاغفر لي 0 قل يامن بذكره تطمئن القلوب ... اجعلني من الذاكرين قل يامن خشعت له قلوب المحبين ... اجعلني من أحبابك الخاشعين ...

اصرف جهدك كله لله ، تضرع إليه بالدعاء ، واسأله أن يثبتك ، لأن العمر سريع الزوال ، فقد أكون أنا ، أو أنت الليلة أو غدا من أهل القبور 0 حطم إبليس وجنوده وعقباته ... فلكل ذات إنسانية سلاحها ، وسلاح المسلم صلاته ينمو بنموها ويضمر بضمورها 0

سلام عليكم يا من كنتم لا تصلون ، سلام عليكم... فالله سيغفر لكم إذا رجعتم ، وأخلصتم بصلاتكم وعزمتم نادمين على ألا تفرطوا فيها ... ستباشر السكينة قلوبكم ، ويسكن خوفكم ، وتهدأ نفوسكم وستخرجون بإذن الله من دائرة
( ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ولقد أثنى الله على خواص خلقه بقوله :
( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً ) الفرقاان 65 ويقول تعالى مخوفاً أولياءه من النار :
( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون ) الزمر 16 الآن نادي بنداء الإيمان وردده بيقين :
( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ) آل عمران 193

لقد خصصتك أخي بهذه الرسالة ... وأنت تفهمني ...
لم نعد نُلح عليك بترك المعاصي "
إنما نقول لك صلِ قبل أن يصلى عليك 0

سائلة المولى فاطر السموات والأرض أن يجعلها هداية لك ، ولغيرك من الذين بعدوا عن الله ، وإني لأرجو الله سبحانه بأسمائه وصفاته أن تبلغ الآفاق ، وأن يجعل فيها تحريك لقلوب الذين لا يصلون ، وأن يجعلها خالصة لوجهه ، وأن يرفعني بها في الفردوس الأعلى ، ويريني بفضله بركتها في الدنيا ، ويجعل فيها زيادة في صلاتي وخشوعي وإيماني 0

سبحانك ما خاب يوما من رجاك
فإني أرجوك بأحب الأسماء إليك
أن تقر عيني بصلاح ذريتي وأزواجهم ، وإخوتي وذرياتهم
وشباب المسلمين وفتياتهم يا من لا يخيب سائله ...

خيرية الحارثي
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة