عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-06-2005, 04:54 AM   #6
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

Arrow

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل (كود آر)

نستطيع القول بأن من الجن من هم في منزلة الملائكة، من جهة الصلاح والعبادة والتقوى، والشاهد ما ذكره المفسرون عن إبليس عليه لعنة الله تبارك وتعالى، ووسوسته لآدم وزوجه في الجنة.

وقد أطلق مسمى ملك على من وصل في طاعته وصلاحه رتبة الملائكة، فقد ورد في قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف: 31)، بل إن الآية ورد فيها تزكية صفة ملك بقوله تعالى (كريم)،

وقد وردت هذه التزكية في حق يوسف عليه السلام في الحديث الشريف، فعن أبي هريرة‌ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ‌:‌ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)‌.‌ ‌(‌صحيح‌)‌ انظر حديث رقم‌:‌ 4610 في صحيح الجامع‌.‌


وهناك دليل استنباطي من قوله تعالى: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (النمل: 40).

قال ابن كثير في تاريخه: (المشهور أنه آصف بن برخيا وهو ابن خالة سليمان، وقيل هو رجل من مؤمني الجان كان فيما يقال يحفظ الاسم الأعظم. وقيل رجل من بني اسرائيل من علمائهم، وقيل إنه سليمان وهذا غريب جدا. وضعفه السهيلي بأنه لا يصح في سياق الكلام....).

وحسب علمي الخاص عن عالم الجن وأسرارهم، ووفقا لهذه الآية فالذي ترجح لدي أن هذا الرجل هو من الجن المؤمنين الذين يصعدون إلى السماء السابعة، وله علم واطلاع على ما فيها من صفحة أم الكتاب، وعلمه هذا كان سببا في إحضار عرش ملكة سبأ، واضيف من معلوماتي الشخصية عنه أنه من الجن الصالحين المنظرين إلى يومنا هذا.

فإن كان المقصود بعلم الكتاب في الآية هو التوراة، فسليمان عليه السلام بصفته نبي المفترض انه أعلم قومه بالكتاب، إذا فليس المقصود هنا علم التوراة، ولم يتبقى إلا كتاب آخر لا علم لسليمان به، ألا وهو صفحة أم الكتاب في السماء السابعة.

إن سليمان عليه السلام طلب من ملئه أمرا شاقا لا يقدر عليه الإنس من جنوده، وهو احضار العرش من سبأ، ولكنه في قدرة الجان فقط، إذا فكلام نبي الله سليمان عليه السلام موجه هنا للجان في الأصل، وليس موجه إلى الإنس، وإلا لو كان الكلام موجها للإنس فهذه معجزة لا يقدر عليها إلا النبي سليمان عليه السلام، إذا فلم يكن هناك حاجة أن يطلب هذا من الإنس، لأنه هو أولى الناس به.

عن أبو التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان كبيرا أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد قل، قال: (ما أقول؟) قال: (قل؛ أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن)، قال: فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى)، أخرجه: أحمد (14913 )
وهذا الحيث شاهد على أن من الشياطين من يعيشون تحت الأرض، ومنهم من يعرج في السماء الدنيا، وعلى هذا فالجن المؤمن يعرج في السماوات السبع، بينما الشياطين تعرج في السماء الدنيا فقط، وممنوعة من اختراقها وتجاوزها إلى السماء الثانية وما بعدها، والشاهد قال تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ) (الملك: 5 ).

أما تجاوز أحد من الخلق إلى ما بعد السماء السابعة فهذا الشرف العظيم لم يحدث إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، وقد تم هذا في معجزة المعراج في السماوات السبع إلى بساط انس الله تبارك وتعالى، وعلى هذا فقد فاقت منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة ورتبة الملائكة.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة