عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-05-2008, 11:43 AM   #4
معلومات العضو
بنت الجزيرة
عضو

افتراضي


من هو الله؟


بسم الله الرحمن الرحيم

اخي ..اختي...في الله ، هل تفكرت يوما وانت تنطق شعار حياتك القادمة: ( لا اله الا الله)، من هو هذا الاله؟ ، الذي بنطقك هذه الشهادة، فانك تجعله محور فعلك القادم في كل العمر، وتجعل من الحياة فرصة مكرسة لمعرفته من كتابه المسطور( القران) وكتابه المنظور ( الكون) ، ثم الاستعداد للقاءه بالفناء في امره ونهيه، والصبر على مقدوره!

ما من احد يملك ان يعرفك بالله، كما عرف الله نفسه، وتعرف اليك باسمائه وصفاته، فاعط القلب فرصة لتلك المعرفة، عساها ان تعينه على الاستعداد لذلك اللقاء العظيم، وانت وحدك مع ربك، لا تملك الا ما قدمت هنا، لتعرف وتستعد!...

الله

هل تساءلت يا اخي يوما عن ما احتارت فيه العقول من سر وراء الوجود؟، ورايت قلبك قلقا وهو يتقلب بين الاهواء ليبحث عما يفتقد من الحق، وينشد معرفة اصل قدومك الى هذه الدنيا؟، انه : ( الله) الذي تالهه القلوب عما سواه، فتعبده وحده بحق، لانه وحده الاله الحق، وهو (اعرف المعارف) ، فبه وحده يكتسب كل ما سواه امكان ان يعرف!

الرب الحي القيوم

وهل تعجبت وانت ترى الطفل ينمو، والشجرة تزهر، والبحر يموج في كون متغير، لا ينفك يتدرج وهو يصل كمالات غير محدودة؟ ،او هلا نظرت الى تاريخك الشخصي لترى كيف اعطيت الصورة والاسم ، وصنعت لتصل هذه اللحظة الان؟، ان الله هو ( الرب) الذي تدرج بكل شئ للوصول به الى كماله، فهو يربي كل ما سواه من بداية ايجاده، وحتى ابعد مدى لامداده، وما من مرب كالله ( الحي) بذاته، والذي يستمد كل ما سواه حياته منه، ولا يستمد هو حياته مما سواه ، لكمال اوصافه، ( القيوم) بكل شئ سواه، فلا يدور كوكب ولا يدق قلب الا بقيومية ( الله) عليه، وذلك لكمال افعاله

الرحمن الرحيم

ان امر الكون لعجب، في غمرة من الاحداث المتداخلة، وكل منها باتقان يؤدي دوره، ليصنع لك اللحظة،واصل الاتقان احسان، وهو من مقتضيات الرحمة التي وسعت ذلك الكون، ذلك ان الله هو ( الرحمن) بذاته، الذي ما من رحمة الا منه، ولا يكون منه الا الرحمة، وهذا يقتضي ان ما من احسان في الوجود الا منه، ولا يكون منه الا الاحسان، كما انه (الرحيم) بفعله بكل ما سواه، الذي رحمته دائمة لا تنقطع، ورحمته عمت كل من سواه، فكل من سوى الله مرحوم بالله، وهو موجود باحسان الله: وهواتقانه خلقه ومنته عليهم بلا انتظار الجزاء منهم ، لانه ( الغني) بذاته عنهم ، ( المغني) لكل ما سواه

اللطيف الحكيم العدل

وانك قد لا تفقه بعض قدر الله عليك وهو يربيك، حين يعتريك الالم، فتظن في الرحيم الظنون، وتنسى انه ( اللطيف) الذي يتوصل الى مراده بما خفي من الاسباب، فيجعل من الالم طريقا لارادة القرب منه، فيكون في اصله احسانا لقلبك التائه، من الله ( الحكيم) الذي يعمل بعلم، ( العدل) الذي يضع الشئ موضعه،فتطمان انك في كل ذلك تكتنفك رحمته التي وسعت كل شئ

الملك

في اغماض عينك الصغيرة، او دوران الشمس الكبيرة في فلكها، فان ثمة امر واحد نافذ، لـ ( الملك) لا يتخلف شئ في الوجود عن الخضوع لسلطانه ،مهما ظننت ببصرك القصير ان في الظاهر هناك من يكون له بعض السلطان عليك ممن سواه، واجدر فعل يكون منك، هو ان تقرر ان تكون عبدا لهذا الملك، بدل ان تجعل من نفسك المسكينة لنفسك ربا، او تتخذ من بصرك القصير هاديا فتطيع ربا من ذوي السلطان قد جعل من نفسه لنفسه ربا!

الاحد الصمد

ان القلب الذي يعرف الله يعرف قدر نفسه، لان الله هو ( الصمد) الذي يفتقر اليه كل ما سواه ، ولا يفتقر هو الى ما سواه ، وهل تملك الا الافتقار اليه وانت تعلم ان الخاطرة التي تمر في بالك في لحظة ادق من دقة قلبك، لا تكون الا به،كما انه ( الاحد) في صمديته، اي انه( الواحد) الذي هو كامل الذات والصفات بذاته، بائن عن خلقه ، (المتفرد) الذي ليس كمثله شئ ولم يكن له كفؤا احد

ذو الجلال والاكرام

ان القلب الذي يعرف الله، لا يملك الا ان يحبه ابلغ الحب، ذلك ان الحب يكون في القلب اما لكمال وجمال في ذات المحبوب، كما تحب زهرة، او يكون لفضل واحسان في فعل المحبوب، كما تحب اباك او امك، والله تعالى هو ( ذو الجلال والاكرام) ، فما من جلال وجمال ذاتي كجمال وجلال الله، وما من احسان ومنة كاكرام الله واحسانه الى كل من سواه، وبالتالي فلا يكون للحب معنى ابدا كما يكون حين يحب القلب ربه الجليل الكريم

الاول والاخر والظاهر والباطن

هل تحسرت على لحظة مضت ولن تعود؟، او قلقت من لحظة لا تدري ان كانت ستكون؟، ونظرت الى عمر الوجود السحيق او امتداده بعد موتك الى اعمار طويلة؟، وتساءلت اين الله من ذلك الزمن؟، الا فاعلم ان الله هو ( الاول) الذي ليس قبله شئ ، و ( الاخر) الذي ليس بعده شئ، فاستغرق ما قبل الزمان وما بعد الزمان، وما من زمان يحيط بخالق الزمان

لعل من المدهش ان تشهد سعة السماء، وتتخيل افاق الكون المنظور وغير المنظور التي لا يحدها تصور، لتعرف مكانك في الوجود، وتتساءل اين الله؟، الا فاعلم ان الله هو ( الظاهر) الذي ليس فوقه شئ فما من علو اعلى منه، و ( الباطن) الذي ليس ادنى منه شئ، فليس من شئ اقرب اليك من الله، حتى نفسك التي بين جنبيك، فاستغرق المكان وخارج المكان احاطة وعلما

طيب جميل حيي كريم

انك يا اخي قد الهت ربا ( طيبا جميلا حييا كريما ) حين الهت الله، فهو طيب لا يكون منه الا الخير، وجميل يحب الجمال الذي بثه فيك وفي كل ما حولك،ويحب منك تذوق الجمال وصناعته، وهو حيي كريم يستحيي منك اذا رفعت يديك اليه بالدعاء ان يردهما صفرا، وخزائنه ملأى لا تنفذ، فما من مقيد او حاصر لـ ( كن) التي يوجد بها من العدم ما يشاء

النور

هل ذقت لذة العلم بعد الجهل؟، وهل تطلعت روحك للمزيد؟ عن الكون وعن من كونه؟، ان الله هو ( النور) الذي يعرف به كل ما سواه، ولا سبيل لمعرفة شئ على وجه التحقيق ان لم تعرف الله

العلي العظيم القدوس

ان الله يا اخي هو ( العلي) في المكانة وعلى كل تصور للمكان يمكن ان يرد في خاطرك الكليل عن علو ذاته، وهو ( العظيم) الذي تعالت قدرته عن ان ينازعها من سواه، فهلا اعطيت قلبك فرصة ان يسبح ربنا ( القدوس) لعلوه وعظمته.

وبعد، فهل تراك قد تعرفت على الله؟ ام هل عرفته بعض المعرفة؟،ان ذاق قلبك الان بعض تلك النعمة، فقلها من قلبك: ( لا اله الا الله ) ولو مرة، فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة) ، فاخلو بها وحدك، ليغفر بها ذنبك، وافن بها عمرك لتدخل بها قبرك، ولتلقى بها الله ربك

انه طريق طويل صراطه مستقيم، وعساك الان تضع قدميك على اولى اعتابه، لترقى في مدارج السالكين اليه، ثم انه وحده (الهادي) وعليه الاعتماد ليوصلك اليه
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة