عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-05-2008, 11:33 AM   #2
معلومات العضو
بنت الجزيرة
عضو

افتراضي


الحديث في رب السموات والأرض دواء القلوب وبلسمها ،،،

وهذه قصة رائعة (من كتاب منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين )

وقبل سنتين ونصف تقريباً حدثني أحد الإخوان في الله أن صاحباً له كان ممن مَنَّ الله عليه بمعرفته والشوق إليه والإقبال عليه ، وكان كلما جلس في مجلس وسمع البعض يتكلمون فيه عن الحور العين والشوق إليهن قال لهم متعجباً : أفلا أدلكم على ما هو أعظم من الحور العين ؟! ، فيسألونه بتعجب عن ذلك وقد كانوا غافلين عنه ! . فيقول لهم : إن رؤية الله تعالى والشوق إليه أعظم نعيماً من الحور العين والشوق إليهن ! . >>
وفي حدود عام 1423هـ توفي ذلك الرجل الصالـح ، فرآه أحدُ أصحابه في المنام بعد أيام من وفاته فسأله : أين أنت الآن ؟ ، فقال : أنا في الجنة بحمد الله ؛ فقال له الرائي : هل تصف لنا الجنة وحورها الحسان ؟ . فقال له : ويحك ! ، أفَلاَ تسألني عن رؤية الله تعالى ! ، ثم قال : ( والله لقد أعطانـي الله أن أرى وجهه الكريم متى ما أردتُّ ! ) انتهى .>>
فتأمل ذلك ! ، ولا عجب فقد جاء في حديث صهيب الرومي - رضي الله عنه – الذي تقدم ذكره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في رؤية أهل الجنة لربهم - سبحانه وبحمده - : ( فَمَا أُعطُوا شَيئـاً أحَبّ إليهِمْ مِنَ النَّظـَرِ إلى رَبـِّهِـمْ ) (1) ، وقال الإمـام ابن القيـم - رحمه الله - : ( الشوق إلى مجرد الأكل والشرب والحور العين في الجنة نـاقـص جـداً بالنسبة إلى شوق المحبين لله تعالى ، بل لا نسبة له إليه البتة ! ) انتهى (2) . >>
وقال الإمام ابن الأثير - رحمه الله - : ( رؤية الله هي الغايـة القصـوى في نعيم الآخـرة ، والدرجـة العليـا من عطايا الله الفاخـرة ، بلغنا الله منـه ما نرجو ) انتهى (1) .>>
ولذلك فإن الملائكة - عليهم السلام - لا يأكلون ولا يشربون وليست لهم شهوة إلى النساء ، ومع هذا فهم في نعيم لا يبلغه وصفنا من قربهم لربهم وحبهم له وشوقهم إليه !.>>
وبهذه المناسبة فقد أورد الإمام ابن رجب - رحمه الله – أبياتاً رقيقة في محبة الله تعالى لأحد العارفين ، يقول فيها (2) :>>

هَنِيئاً لِمَنْ أضْحَى وَأنتَ
حَبِيبُـهُ وَطُوبَـى لِصَبٍّ
أنتَ سَاكِن سِرِّهِ وَمَا ضَرَّ
صَباً أن يَبِيتَ وَمَا لَهُ
وَمَنْ تكُ رَاضٍ عَنْهُ في
طَيِّ غَيْبهِ فَيَا عِلَّـةً في
الصَّدْرِ أنتَ شِفَاؤهَا
عُبَيْدُكَ فِي بَـابِ الرَّجَا مُتَعَلِّقٌ .>>

>>

وَلَوْ أنَّ لَوْعات الغرَامِ
تـُذِيـبُهُ وَلَوْ بَـانَ عنهُ
إلفُهُ وَحَبِيـبُـهُ نصِيبٌ مِنَ
الدُّنيَـا وأنتَ نَصِيبُهُ فمَا
ضرَّهُ في الناسِ مَن
يَستغيبُهُ وَيَا مَرَضاً فِي
القلْبِ أنتَ طَبيبُهُ إذا لَمْ
تـُجِبْهُ أنتَ مَنْ ذا يُجيبُهُ!..>>


التعديل الأخير تم بواسطة بنت الجزيرة ; 13-05-2008 الساعة 11:38 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة