عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-05-2009, 09:28 AM   #5
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

افتراضي

دخلت على الأم وهي في حالة يرثى لها ...



مخاوفها لا تنتهي ...



لا يستطيع أحد أن يلومها ...



فالأفكار كثيرة ... والظنون أكبر من الخيال



جلست بجانبها ... ذكرتها بالله تعالى



عددت لها مزايها بأنها أم صالحة أحسنت التربية ، حريصة على أبنائها ، هي قدوة حسنة والله لن يخيب ظنها ... سيحفظ الله تعالى لها الأبناء والبنات ويبعدهم عن كل شر ... أو ضحت لها أن ابنتها منبتها حسن ، وأننا لم نرى منها سلوكا سيئا قط ، وإن الإنسان قد تمر به لحظات غفلة ... قد يتلاعب الشيطان بالإنسان .. والإنسان ضعيف قد يذنب ولكن الله غفور رحيم ... رحيم بعباده يغفر الذنوب جميعا ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )) ..



هي في سن حرجة قد يقع منها أمر لا تدرك مسؤوليته ... قد تكون عاطفتها سيرتها في اتجاه خاطئ ولكن يتوجب علينا ألا نتركها في هذا الطريق ... يتوجب علينا توجيهها ...



عندها قاطعتني ... فقالت : أريحيني ، أين كانت ؟؟ مع من خرجت ؟؟



فأخبرتها بالحقيقة وقلبي يمتزق حزنا وخوفا عليها من هذا الخبر ..



سكتت ... بكت بصمت ... قبلتُ رأسها ، أفهمتها أن ابنتها بخير ولم يصبها أذى ... قالت لما ذا تفعل ذلك !!!


ومن هو هذا الذي تجرأ !!



فقلتُ لها ... أماه صبرا ... لا عليكِ من الشاب نحن نتصرف معه بإذن الله تعالى ... ما يهمنا الآن هو ابنتك ... نريد أن نستر عليها ، نحافظ على سمعتها وسمعتكم في آن واحد ... نريد أن تتم الفتاة دراستها ... نريدها أن تحيا حياة آمنة ... نريدها أن تتقرب من الله تعالى ... نريدها أن تتغير للأفضل ... نريدها أن تتعلم من هذا الدرس القاسي ، لا أن ندمرها ... فإذا لم تساعديها وأنتي أحن من في الأرض عليها ... فمن بالله عليكِ يساعدها ؟!!!



فنظرت إلي وعينيها الدامعتين تمتلىء ألماً و حزناً وقهراً مما حدث



لكِ الله أيتها الأم ... لستِ والله ملامة !!!



فقلتُ لها : أشهدُ الله تعالى بأني سأساعد ابنتك ، ولن يعرف اسمها أحد ... ولن نقول بأمرها لأي أحد في المدرسة .



فرفعت رأسها للمديرة : فطمنتها وقلت لها ... تطمني أيضا أشهد الله تعالى عليها أن لا تنطق باسمها وتستر عليها ... فأجابت المديرة : بنعم



ولم أعطها فرصة للسؤال : وقلت وكذلك الوكيلة أشهد الله عليها أن تحفظ الموضوع وتستر البنت ... فردت الوكيلة : أكيد



فأنزلت الأم رأسها ... فقبلت رأسها ثم قلت لها : أماه ، أنستر نحن على ابنتك وأنتي لا تسترين عليها ... أنحفظ سرها وأنتي لا تعدين بذلك



فقالت : لا والله ، فأنا أولى منكن بابنتي ، فهي حبيبتي وثمرة فؤادي



حينها تذكرت أمي حفظها الله ... فبكيت



ولله الحمد والمنة هدأت الأم وأخذتُ أرقامها للتواصل ... واتفقت معها أن تمسح دموعها وكأن أمرا لم يحدث ... وإن سألوها أين كانت الفتاة فلتقل في المدرسة وكفى ، على أن أتابعها بنفسي وهي تراقبها من الجهة الأخرى ... ونخطط لإصلاحها وإخراجها مما هي فيه من غفلة .



ذهبتُ للفتاةِ فأخبرتها بأن الأم تفهمت ، ويجب عليها أن تمسح دموعها ولا تحدث بالأمر أحد وتذهب مع أمها ... فنظرت إلي ، فقلت وأنا معكم .. لا تخافي لن أترككِ بعون الله ...



اطمأنت ... خرجت مع أمها ، وتبعتهم لأعرف منزلها واطمئن عليهما فيما بعد ولو بزيارة سريعة ...



دخلتا المنزل وأنا أنظر إليهما ... وهناك رن هاتفي مجددا !!!




من المتصل ؟




سنرى ....









........................ وللحديث صلة
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة