عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 11:34 AM   #9
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، ثم أما بعد ،،،

أعود كي أقف وقفات تفصيلية مع ما ذُكر من قبل المذكورة ، وكما هو حالي في تبيان الحق وأهله ، ورائدي وقائدي في تقرير المسائل الشرعية هو كتاب ربي وسنة رسولي صلى الله عليه وسلم 0

تبدأ المداخلة بقول : ( ما زلت عند رأيي , ولنبدأ النقاش ) 0

أقول وبالله التوفيق : هل يعقل أن تقدم كافة الأدلة والبراهين من كتاب الله ومن السنة المطهرة لشخص ما في مسألة مقررة عند أثبات علماء أهل السنة والجماعة ، ثم تأتي الإجابة بـ ( ما زلت عند رأيي ، ولنبدأ النقاش ) ، القضية والمسألة لا تحتاج إلى نقاش لأنها محسومة سلفاً هذا لمن أراد الحق وأهله ، أما أولئك الذين أدخلوا العقل في المسألة فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرعوا أو يعودوا لجادة الحق والصواب ، ومن هنا فإن منطلقي في الرد لس مراعاة النقاش مع المذكورة بقدر ما هو تفنيد المزاعم والأباطيل التي تطرحها دون رادع أو وازع ، وقد يقول قائل ، لم نَرك كنتَ قاسياً مثل هذه المرة في ردودك على الآخرين ، أقول نعم ، لأن الذي يرفض الحق ، ويرفض ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا بد أن يوقف عند حده ، ولا بد له من صارم بتار يقلعه عن زيغه وضلاله ، ومن هنا فإني سوف أقف مع كل ما ذكر من قبل المذكورة كي أفند الشطحات التي وقعت فيها ، وكما قلت سابقاً فما أظن إلا أنها لا تملك من العلم الشرعي إلا كما تملك جدتي ، واعذروني على مثل هذا التعبير ولكن سوف يظهر لكم هذا الأمر جليلاً من خلال ما ذكرت في مداخلتها تلك 0

أولاً : تقول المذكورة : ( لقد مررت بصفحتكم وقرأت بعض القصص التي تسمونها واقعية عن التلبّس بالجن والرقية الشرعية منها . أود أن ألفت انتباهكم إلى أن المؤمن الحق لا خوف عليه من الجن ، مع احترامي لآرائكم وقصص الأطباء والعارفين التي تسردونها عن تجاربهم وما مروا به مع المرضى ، وموافقتي لكم على أن الرقية الشرعية أمر صحيح ومفيد ومذكور في القرآن ، ولكن هذا التلبس بالجن ليس صحيحاً لمن هو مؤمن يخشى الله ) 0

أقول وبالله التوفيق :

أولاً : أحمد الله سبحانه وتعالى أنها عارفة بأن الرقية الشرعية مفيدة ، علماً أن المذكور في القرآن الكريم أنه شفاء ورحمة ، وقد أكدت السنة المطهرة على مسألة الرقية الشرعية وأنها خير وشفاء بإذن الله عز وجل 0
فإن كان الذي يقرر المسائل الشرعية بالنسبة لنا هو الكتاب والسنة ، فأنا على يقين تام بأن مصادرنا في إثبات هذه المسألة هي هذين المرجعين العظيمين ، وأقوال أثبات أهل العلم قديماً وحديثاً ، فكيف تعقب المذكورة فتقول : ( ولكن هذا التلبس بالجن ليس صحيحاً لمن هو مؤمن يخشى الله ) فمن أين مصادرك في هذا النفي الذي تزعمين ، أنا على يقين تام أنك سوف تقولين قال : القرضاوي ، وقال النابلسي ، وقال فلان وعلان ، فهل مصادر التشريع بالنسبة لكِ هؤلاء الرجال ، أم ما اتفقنا عليه سوياً قبل ذلك وهو الكتاب والسنة والأثر ، سؤال يحتاج إلى إجابة ؟؟؟
وأقرك في أن المؤمن لا يخشى الجن وهذا حق وصدق ، فالمؤمن الحق لا يخشى إلا الله ، ولكن هذه مسألة ، وتلبس الجن التي ذكرتيها مسألة أخرى 0

ثانياً : أما قولك : ( فإن الجن لا يتعامل إلا مع من يشرك بالله ويؤمن بقدرة الجن ) ،

أقول وبالله التوفيق : هذا الكلام ليس صحيحاً على إطلاقه ، فالبعض يتعامل مع الجن بطرق كفرية أو شركيه ، وهذا كافر أو مشرك بحسب حاله ، والبعض الآخر يتعامل من باب ( الاستعانة بالجن ) وهذا آثم كما بينت في موضوع الاستعانة ، وقد ذكرت ذلك في كتابي ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

ثالثاً : أما قولك : ( وما تفعلونه في سرد هذه القصص إنما يعين على هذا –تعني الشرك- ) 0

أقول وبالله التوفيق : ولا أدري في حقيقة الأمر ماذا تقصد المذكورة فيما تعنيه ، وإن كنت اعتقد أنها تعني بأن سرد مثل هذه القصص يساعد على الشرك ) ، لتعلم المذكورة أن من أساليب القرآن الكريم في عرضه وبيانه للحق وإظهاره هو ( الأسلوب القصصي ) ، وإيراد بعض القصص التي ذكرت إنما هيَّ معجزات لأنبياء الله وهيَّ حق وصدق ، وهذا الأسلوب ورد كثيراً في القرآن الكريم ، ويكفي أن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب يقول في ( مختصر سيرة الرسول ) : ( القصص جنود الله في الأرض لا يقدر المعاند أن يردها ) ، فذكر القصص لم يكن إلا للإستئناس ، ولم يقصد بها تخويف المؤمنين الصادقين ، وقد قلتِ بأن المؤمن الحق لا يخاف إلا الله ، وهذا حق وصدق ، أما أن القصص تعين على الخوف من الجن أو تعين على الشرك ونحو ذلك فهذا ليس صحيحاً ، وقد ذكرت بعض القصص في السنة المطهرة وهيَّ تتحدث عن أذى الجن للإنس : كحديث الفتى حديث عهد بعرس والذي قتله جني على شكل ثعبان والقصة مذكورة في صحيح الإمام مسلم ، وقصة سعدية أم زفر على أحد قولي أهل العلم ، وقصة عثمان ابن العاص ، والحديث في صحيح ابن ماجة للعلامة الألباني ، ونحو ذلك من قصص أخرى ، وما كان موقعي الرئيسي وكذلك منتدى الكلمة الطيبة – قسم الرقية الشرعية – إلا لإيضاح الحق للناس ، وتبيان الأصول الشرعية المقررة لفهم الرقية بشكل عام ، والأمراض الروحية بشكل خاص ، وكلي حرص كما يرى القراء الأعزاء على ترسيخ هذا المفهوم مؤصلاً تأصيلاً شرعياً في عقول وقلوب الناس 0

رابعاً : أما قولك : ( ساهموا في إرساء الإيمان والتقوى في قلوب المسلمين وحثوا على قراءة القرآن لأنه دليلنا في هذه الدنيا وملاذنا ، وفيه شفاء للناس ، ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم ، فأغلب هذه القصص غير واقعية ، وتفسيرها الأمثل أنها لمرضى الانفصام ، الوسواس ، وأمراض أخرى نفسية من التي يخجل معظم مجتمعاتنا من التداوي منها ، بينما لا يخجلون من الادعاء بأنهم متلبسون بالجن لأغراض شتى ) 0

أقول وبالله التوفيق : ومن لا يقول لك بأن ما نسعى إليه جاهدين هو إرساء الإيمان والتقوى في قلوب المسلمين ، لأننا نعتز بديننا ، ونحث على التمسك بكتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما الذي يدعي بأن التلبس هو خرافات وخزعبلات ويضرب بأقوال الأمة عرض الحائط فهذا هو بحق من يوصف بالمهرطق 0
إن الذي يدعي بأن التفسير الأمثل لحالات الاقتران الشيطاني هو انفصام ووساوس وأمراض نفسية أخرى ، ما أراه إلا وقد أصبح دينه ومذهبه الطب النفسي وأخصائيوه ، ونحن لا ننكر مطلقاً الأمراض النفسية وتأثيراتها ، وعلاجها ، ولكن الأمراض النفسية شيء ، والأمراض الروحية شيء آخر ، فعودي إلى رشدك وصوابك لأن ما تقولينه هو هذيان وقصر نظر 0

خامساً : ثم تقول : ( أرجو ألا تعتبروا رسالتي لكم نقداً يجب عدم الإصغاء إليه ، لكن إن كان لكم رأي غير هذا ، تفضلوا بفتح باب النقاش ، وإن شاء الله سنهتدي جميعاً إلى الخير الصلاح ) 0

أقول وبالله التوفيق : وأي نقاش تريده المذكورة بعد أن ذَكرتُ لها كافة الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ومثلها كمن تقول له : إن الربا محرم بنص القرآن والسنة ثم تورد له كافة الأدلة الدالة على ذلك ، فيقول بعد ذلك : نفتح باب النقاش في مسألة حرمة الربا ، أما القول بأننا سنهتدي جميعاً ، فأحمد الله سبحانه وتعالى أن هدانا لعقيدة أهل السنة والجماعة وجعلنا نسير على منهج سلفنا الصالح – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - ، ونرجو للآخرين الهداية والتوفيق والسداد ، إن كانوا طلاباً للحق وأهله 0

سادساً : ثم تقول : ( الأمة الإسلامية اليوم بحاجة لمن يقوي إيمانها ويجعل من المسلمين مؤمنين حقاً وليس بالاسم فقط كما هو حالنا ، فكونوا دعاة خير وصلاح ، جزاكم الله خيراً على ما تحاولون القيام به ، وهدانا وهداكم إلى الصراط المستقيم ، وما فيه خير أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - في الدنيا والآخرة ) 0

أقول وبالله التوفيق :هذا موضوع آخر لا نخالف فيه بإذن الله تعالى ، ونحن بحاجة للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأسأل الله أن نكون كذلك ، وفي حقيقة الأمر نحاول جاهدين تتبع كل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ونقول قولة الإمام الشافعي – رحمه الله - : ( ما وافق الكتاب والسنة من قولي فخذوه ، وما خالفهما فاضربوا به عرض الحائط ) ، والبقية الباقية على من ترك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وركن إلى أقوال مجردة لا تنضبط بضوابط الشرع ولا تحتكم في تقرير المسائل الشرعية لا إلى كتاب ولا إلى سنة ، بل الأدهى من ذلك والأمر أنه أصبح يتلقف مصادر التشريع من الطب النفسي وأهله ، فهنيئاً ، وطوى لمن كان منهجه مثل ذلك 0

سابعاً : ثم تتابع القول فتقول : ( أشكر لكم فتح باب الحوار والنقاش ، مع أنني أحسست بالكثير من التهكّم في إجابتكم ، والطريقة التي ذكرتم فيها مراسلتي لكم صورتني بمن يكيل الاتهامات بينما هو على غير دراية بشيء ، فقولكم " إنما ذهبت الأخت إلى أبعد من ذلك فاتهمتنا في عقيدتنا وديننا ، ومن هنا فقد حذفت الموضوع " بعيد عن الحقيقة ، فأنا لم أتهمكم في عقيدتكم أو دينكم ) 0

أقول وبالله التوفيق : بالله عليكم ألا يجوز لنا أن نتهكم بمن يقول " ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم ، فأغلب هذه القصص غير واقعية ، وتفسيرها الأمثل أنها لمرضى الانفصام ، الوسواس ، وأمراض أخرى نفسية " ، واعتقد أن في هذه الكلمات كفاية عن كل مقولة ورواية 0

ثامناً : ثم تقول : ( هناك بعض أنواع المعارف التي يجب أن يعرفها كل مسلم مؤمن ، وهي فرض عين على كل مسلم ، من هذه العلوم التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر ، وموضوع الجن من العقائد التي يجب أن تُعلم بالضرورة ، لأنه لولا هذه المعرفة ضاع المؤمنون أمام أول من يدعي معرفة ابسط الأشياء ، والغيبيات بما فيها الجن ، مثال على ذلك 0
ستجدون المواضيع والكتب التي استعنت بها في إجابتي في آخر الرد تحت عنوان مراجع ، ويمكن لجميع القراء العودة إليها للبحث المستفيض في هذا الموضوع ، وهي لعلماء معروفين مشهود لهم مثل د. يوسف القرضاوي ، د. محمد راتب النابلسي ، د. محمد حسان ، وأطباء نفسيين معروفين بأسسهم الدينية ممن يجيبون على أسئلة الناس على صفحات ------- ) 0

أقول وبالله التوفيق : أما الشق الأول من الكلام فلا غبار عليه البتة ، ونحن موقنون بما ذهبت إليه المذكورة ، أما الشق الآخر فلا نقبله مطلقاً ، لأن المفترض والمذكورة باحثة كما تدعي وأشك في ذلك إنما هيَّ تريد إثبات وجهة نظرها فبحثت في الكتب التي توافق هواها ، وكان حري بها أن تقول : وقد عدت إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً وتوصلت إلى 0000 ، وهذا لم يحدث بل استشهدت ببعض العلماء أو طلبة العلم المغمورين كالشيخ القرضاوي ، والنابلسي ، ومحمد حسان ، والأدهى من ذلك والأمر إنها تعيد الأمر إلى الأطباء النفسيين في إجاباتهم على تساؤلات الناس في موقع مذكور ، ولم أقف لها على إحالة إلى كتاب معتبر لأئمة أهل السنة والجماعة كـ " فتح الباري " لابن حجر العسقلاني ، أو " آكام المرجان " للشبلي ، أو " فقه السنة " للبغوي ، أو " عالم الجن والشياطين " للدكتور عمر الأشقر ، أو " عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة " للدكتور فواز عبيدات ، أو منهاج " الشرع في إثبات المس والصرع " لعلي بن حسن عبدالحميد ، ونحو ذلك من كتب أخرى ، وكذلك لم تتطرق لكلام علماء الأمة الأجلاء في هذه المسألة : كالإمام النووي ، والعلامة المناوي ، وابن عبدالبر ، وابن مفلح ، والإمام أحمد ، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، والعلامة الشيخ المحدث الألباني ، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمبن – رحم الله الجميع – والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ، ونحوهم من علماء أثبات ، والباحث الحق لا يترك مسألة صغيرة ولا كبيرة في موضوع بحثه إلا ويتطرق إليها ، وبعد ذلك يرجح قولاً على قول بناء على ما يترجح له من أدلة في المسألة ، وأفيد المذكورة أن هناك منهاجاً لأساليب البحث العلمي مقرر عند العلماء ، وأشك حتى أنها تعرف مثل هذا المصلح ، مثل هذا الأسلوب في البحث لا يجعلني فقط أتهكم على طريقة عرض الموضوع بل وأضحك كذلك ، والأجدر بالمذكورة أن تعود إلى الله سبحانه وتعالى وتركن إلى جادة الحق والصواب لا إلى الطب النفسي وأهله ، وأحيلها إلى كتابي ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) وفيه حوالي ستمائة وتسعون صفحة في العلاقة بين الرقية والطب ، والرد الشرعي على شبهات الطب النفسي ، وهو بحث قيم تأصيلي في هذا الجانب 0

تاسعاً : ثم تقول : ( الموضوع يهمني جداً ، وقرأت كل ما وجدت عن هذا الموضوع عن العلماء والأئمة وتفاسير القرآن ، والحمد لله قمت بحفظ كل هذا في مراجع ، واليوم بعون الله سأعرضها على كل من يهمه الأمر كي يحكم بعقله حسب قول الله تعالى ورسوله الكريم 0 كل ما قصدته فتح باب الحوار في هذه المسألة التي أصبحت مسلّمة عند الكثير من ضعاف الإيمان حتى بات هاجس الجن والتلبس به يطغى على حياتهم ويشغلهم عن أمور دنياهم وينغص عليهم ) 0

أقول وبالله التوفيق : قولي لي بالله عليكِ أي علماء وعلماء تفسير ، والتفاسير التي رجعت إليها كي تدوني ما توصلت إليه دراستك أختي الفاضلة ، إن كنت تقصدين منهج الأشاعرة فنحمد الله سبحانه وتعالى أن منهجنا منهج السلف الصالح ، وليس لصاحب منهج آخر مكان في منتدانا الطيب هذا ، أما إن كنت تقصدين علماء الأمة العاملين العابدين ، فقد ذكرناها لكِ في العرض الشامل قبل أن أدون لكِ هذه الكلمات ، وأفاجأ بأن مرجعك القرضاوي والنبلسي ومحمد حسان وأطباء علم النفس ، ولا أقدح في هؤلاء إنما منهجنا وعقيدتنا تقوم على أن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال ، وأحب أن تعلمي أن منهجنا واضح بين يقوم على الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ومن خالف في مسألة قد أُجمِع عليها فكلامه مردود وما وافق الكتاب والسنة فهو منهجنا وعقيدتنا 0
أما مسألة الهاجس والتلبس الذي يطغى على حياة بعض المسلمين ويشغلهم عن أمور دنياهم وينغص عليهم ، فهذا أمر آخر ليس له علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ، وواجبنا أن نظهر للناس هذا العلم وفق ما جاء في كتاب ربنا وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، ونبين لهم أمور دينهم فيما يتعلق بهذا العلم ، وهذه الأمراض التي قد تصيب الإنسان 0

عاشراً : ثم تقول : ( أشكر لكم دعاءكم المستمر لي بالهداية خلال الإجابة ، وأنا بدوري أدعو لي ولكم ولجميع المسلمين بالهداية إلى طريق الصواب والبعد عن طريق البدع والضلالات 0 كما أحب أن أخبركم بأنني قمت بتصفح الموقع بأكمله )

أقول وبالله التوفيق : إن كنت أدعو لكِ سابقاً فقد كنت أحسن الظن وكنت اعتقد أنك ممن لا يعلم في هذا العلم شيء وأردتِ أن تعرفي الحق وأهله ، أما بعد ما تبين لي من رفضك الحق وأهله ، ورفضك لكافة الأدلة والبراهين التي ما تركتُ شاردة ولا واردة فقد تغير الأمر الآن ، واعلمي أننا أقوياء في الحق ، وإن تكلمنا فبإذن الله سبحانه وتعالى لا نتكلم إلا بالحق ومن الحق ، والحق كل الحق في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال علماء الأمة العاملين العابدين قديماً وحديثاً 0

حادي عشر : ثم تقول : ( وأنا الآن بصدد مناقشة الموقع بأكمله وليس قسم القصص الواقعية فقط 0 سوف أحصر إجابتي حول النقاط التالية : لقد أبديت اهتمامي بصفحة " قصص واقعية " ، والقصد من النقاش أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى من يقوي إيمانها بدلاً من تخويف الناس الذين لا يعلمون ماهية عالم الجن وما أخبرنا به ديننا الحنيف ، فيصدقون كل ما يقال ، ويعزون كل ما يحدث معهم مما شابه ما سمعوه إلى الجن ، فتكبر مخاوفهم وتشغلهم عن أسس ديننا ، وتقوي قدرة الشيطان على الوسوسة إليهم ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل هذا الموضوع في مسألة الصرع ، وهل تعتقدين إن إظهار الرقية الشرعية بمظهرها الشرعي ، وكذلك تعريف العامة والخاصة بالأمراض الروحية وأثرها وتأثيراتها ، وإيراد بعض القصص التي تؤكد هذه المسألة وحدوثها ، ولا يخفى على جاهل بل لنقل عاقل أن الهدف والغاية لكل مسلم هو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهل ترين الناس الآن منشغلين في هذه المسألة ، والأمة الآن تعيش في ضياع وبعد عن الكتاب والسنة إلامن رحم الله ، فقدشغلتهم المسلسلات والفنانين والفنانات والرياضة والحفلات والمنكرات على اختلاف أنواعها ، وتقولين بعد كل ذلك نخوفهم بتلك القصص ، ومسألة أخرى في غاية الأهمية وهيَّ أن تعلمي أن أغلب من يدخل الموقع ، هو إنسان قد ابتلي بمرض من الأمراض الروحية من صرع أو سحر أو عين ، وهو يبحث عن الحق ، وواجبي وواجب الإخوة أن نظهر لهم هذا العلم كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بدل أن يقتحم مواقع السحر والشعوذة والدجل والضلال أو أن يرتاد السحرة والمشعوذين ، وهنا تكون الطامة الكبرى ، والمؤمن الحق لا يحاف لا من الجن ولا من غيرهم فارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى 0

ثاني عشر : ثم تقول : ( تصوروا أن إنسانا دخل في الإسلام حديثاً ، ما هو موقفه من هذه القصص ؟ أنا ككل المسلمين ، أؤمن بوجود عالم الجن ، وتأثيرهم على ضعاف الإيمان ممن يسلمون بقدرة الجن على مس الإنسان بالضرر ، ولكن ليس لهم سلطان على المؤمنين الحق ، وهنا تكمن مهمتنا ، في تثبيت الإيمان وعدم إزاغة العقول إلى غير ذلك عن طريق هذه القصص
هناك نوعان من الصرع : مرض عصبي ، ومرض نفسي من مس الشيطان ، إذا كفر الإنسان بالله، أما إذا اعتقد الإنسان بالله ، وقال أعوذ بالله من همزات الشياطين وأن يحضرون فليس للشيطان على الإنسان من سلطان ، إذن ليس هناك داعي للخوض في هذه الأمور وليس هناك خوف على المؤمنين الذاكرين ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل من يدخل الإسلام حديثاً بعرض مثل تلك القصص هذا من ناحية ، أما من الناحية الثانية فنحن لا نعتمد في إثبات هذه المسألة من الناحية الشرعية على ذكر تلك القصص كما أشرت آنفاً ، إنما القصد من إيرادها هو الاستئناس والعبرة والعظة ، وأنا على يقين تام بأن الذي يدخل الإسلام ويعتنقه عن قناعة تامة ، ويؤمن بالله سبحانه وتعالى ، ويعلم أن البرزخ حق ، وأن النار حق ، وأن الجنة حق ، ولا أعتقد أن لديه أي مشكلة في أن يعلم أن الجن قد تقترن بالإنس وقد تؤذيه بصرع أو سحر أو عين لأن الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة تؤكد على ذلك 0
أما أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين فهذا عين الحق ، ولكن هذه المسألة مسألة أخرى ليس لها علاقة بمسألة الصرع كما ذكر أهل العلم ، وكما سوف أبين لكِ في الاستشهادات التي ذُكرت من قبلكِ ، فقد بين أهل التفسير وأهل العلم في كثير من الآيات التي تتحدث عن هذا المفهوم ، أن الشيطان ليس له طريق إلى المسلم الحق بالوسوسة والإضلال 0
أما قولكِ : " هناك نوعان من الصرع : مرض عصبي ، ومرض نفسي من مس الشيطان إذا كفر الإنسان بالله " ، أولاً النوع الأول هو مرض عضوي وليس عصبي كما ذكرتِ ، وهو يقع نتيجة أخلاط في الدماغ كما ذكر ذلك الأطباء ، وأما النوع الثاني فكيف يكون " مرض نفسي من مس الشيطان " ، لا زلت أشعر تناقضاً كبيراً في كلامك ، وأشعر أنك لا تفرقين بين المرض النفسي والاقتران الشيطاني ، فتارة تقولين " ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم " ، فقولي لي بالله عليك هل تقرين أصل المسألة أم لا ؟؟؟ وإن كنت تقرين ذلك بحق الكافر دون المؤمن ، فمن باب أولى أن يصاب المؤمن بهذا المرض لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ، وما قصص بعض الصحابة عنا ببعيد ، لأن الأصل في المسألة هو : هل يقترن الجن والشياطين بالإنسان ، فإن كان جوابك بنعم فقد يصيب ذلك الكافر والمسلم ، وإن كانت الإجابة بلا ، فالمعنى أنه لا يقترن لا بمسلم ولا بكافر 0
أما بالنسبة للذكر والدعاء كما أشرتِ ، فمما لا شك فيه أن الذكر والدعاء من أقوى وأعظم الوسائل التي تقي المسلم بإذن الله سبحانه وتعالى من إيذاء الشياطين ، ولكن هذا لا يتعارض مع قدر الله سبحانه وتعالى ، وقد يبتلى المؤمن بالاقتران لحكمة يعلمها الله ، كما حصل مع بعض الصحابة أمثال سعدية وعثمان ابن العاص – رضي الله عنهم أجمعين – 0

ثالث عشر : ثم تقول ( الجن أقوام مثل الإنس ، ومنهم الصالح ومنهم الطالح الخبيث من الجن هم الشياطين الذين أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نستعيذ به منهم ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول" أعوذ بالله من الخبث والخبائث " الجن لا يعلم الغيب ، ولكنهم عالم يمتلك خصائص تختلف عن خصائص عالم الإنس ، لهذا يمكنهم أن يعلموا بعض الأمور التي وقعت ، وأكثرهم كاذبون ، وأي تعامل بين أي جن وبين أي إنسان يكفّر الإنسان أي إنسان يتعامل مع الجن أفاك أثيم مهما كان زيه ولو لبس العمامة وادعى معرفة بالله هل يُلقي الجن للإنس علوماً وأخباراً ؟ هل للشياطين سلطان على الإنس في عقائدهم وإرادتهم وأعمالهم ؟ ) 0

أقول وبالله التوفيق : لم تأتي بجديد فكلنا يعلم أن الجن أقوام : فمنهم الصالح ومنهم الطالح ، ونعلم كذلك أننا مأمورون بالاستعاذة منهم ، ونعلم أيضاً أن الجن لا تعلم الغيب ، ونعلم أنهم يعلمون غيباً حاضراً ، فأنواع الغيب ثلاثة : غيب الماضي ، وغيب الحاضر ، وغيب المستقبل ، فالأول والثاني قد يُعلم من قبل الجن والشياطين ، أما النوع الثالث فلا يعلمه إلا الله ، ونعلم كذلك أن أكثر الجن كاذبون بدليل : " صدقك وهو كذوب " كما ثبت من حديث أبو هريرة – رضي الله عنه - ، أما قولك " وأي تعامل بين أي جن وبين أي إنسان يكفّر الإنسان " فهذا ليس على إطلاقه كما بين ذلك أهل العلم ، فمن كان يتعامل معهم بالسحر والشعوذة والعزائم والطلاسم والكواكب والنجوم فهذا كافر لا شك في كفره ، أما من يستعين بهم دون الطرق الكفرية فهذا آثم ، وقد فصلت في هذه المسألة : ( الاستعانة بالجن ) في كتابي ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0
والسؤال الذي أطرحه على المذكورة : وما دخل كل ما ذكرت بأصل المسألة ( الاقتران الشيطاني ) هذا من ناحية ، أما من الناحية الثانية فكل ما ذكرتهِ جاء نصه في الكتاب والسنة والأثر ، ولذلك نحن مع كل ما قلت ولا نخالفك الرأي بذلك ، لأن قائدنا في ذلك الكتاب والسنة ،
والسؤال الثاني الذي أطرحه عليكِ : لماذا تأخذين وتقرين بكل ذلك مع أن أصله في الكتاب والسنة ، ولا تأخذين وتقرين بمسألة الصرع وأصلها ثابت في الكتاب والسنة وأقوال علماء الأم !!!

رابع عشر : ثم تتابع الحديث فتقول : ( بيت القصيد ، وأكثر ما يهمني من كل هذا النقاش ، هو أنه ولله الحمد ، المؤمنون معصومون من أذى الشيطان ومسه ولبسه ما داموا يتقون الله ويعلمون أنه ليس للجن عليهم من سلطان ، قال الله تعالى في سورة الحجر : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( الآية 42 ) 0

أقول وبالله التوفيق : إن كان القصد بالوسوسة والإغواء فالإجابة بنعم ، مع أن المؤمن أحياناً قد يقع في الخطأ وهو بالتأكيد من وسوسة وإغواء الشيطان ، ثم يستغفر ويتوب ، أما إن كان القصد الاقتران والتلبس ، فهذا الكلام غير صحيح ، لأن الآية أصلاً لا تتحدث عن الاقتران ، بقدر ما تتحدث عن الإغواء والوسوسة والضلال ، يقول الدكتور عمر الأشقر – حفظه الله - : ( دعواهم أن السحر من عمل الشيطان ، والشيطان لا سلطان له على عباد الله ، نقول : إن المراد بقوله : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) أي في الإغواء والإضلال ، أما إصابة الشيطان العبد الصالح في بدنه فالآيات لا تنفيها وقد جاء في القرآن ما يدل على إمكان وقوعها ، كما حصل لأيوب وموسى - عليهما السلام - ) ( عالم السحر والشعوذة – ص 187 ) 0

خامس عشر : ثم تقول : ( وأبدأ حديثي هنا عن الجن كمفهوم مما ورد في القرآن والسنة ، ومن آراء العلماء الذين قرأت لهم ، واستمعت إلى خطبهم ، وحضرت دروسهم : ورد ذكر الجن صراحة في القرآن الكريم سورة الرحمن ، قال تعالى : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) ( سورة الرحمن - الآية 33 ) ، وبناء على ذلك , فأنا لا أنكر وجود الجن ، ولا أنكر تأثير بعض خبثاء الجن على الإنس ) 0

أقول وبالله التوفيق : لم نأتي كي نتناقش في مفهوم الجن ، فالحمد لله كلنا يعلم أن الجن موجودون وهم مأمورون منهيون ، ومنهم الكافر والمسلم ، ومنهم الصالح والعاصي والفاجر ، ومسلمهم نهم في الجنة ، وكافرهم في النار ، ولهم أنواع ذكرت في السنة المطهرة وهم يأكلون ويضعنون ، الخ 000 ، المسألة ليست إثبات وجود الجن من عدمهم ، ثم تقول : " فأنا لا أنكر تأثير بعض خبثاء الجن على الإنس " والله قد تحيرت معك ، أولاً تقولين : " ولا داعي لهذه الخرافات عن الجن ومن تلبّس بهم " ، أريد أن أعرف إجابتك واضحة : هل تؤمنين أن الجن يتلبس ويقترن بالإنس ؟؟؟

سادس عشر : ثم تتابع فتقول : ( ولكن ما يهمني هو أنه ليس كل ما نسمعه من قصص عن الجن صحيحة ، وأغلبها ملفقة ولا تمس الواقع بصلة ) 0

أقول وبالله التوفيق : كل ما ذكرته من قصص في الموسوعة الشرعية أحداث ومجريات حصلت معي شخصياً ، وأقسم بالله على ذلك ، وإن أردت فسوف أحيلك إلى بعض الحالات التي كانت تعاني من تلك الأمراض ، وتتحدثين معهم شخصياً ، وقبل أن أذكر أية قصة في الموسوعة أخذت الإذن من أصحابها دون ذكر اسم أو تنويه أو إفصاح عن أصحابها ، وهذا القَسَمُ ليس كي أثبت لكِ ذلك ، فأنت لست من العدول الثقات ، التي تحكم على الصحة من الخطأ ، أما إن كنت تكذبيني فيما ذكرته من قصص واقعية ، فسوف أقف أنا وأنت بين يدي العزيز الجبار ونحتكم عنده سبحانه وتعالى وهو الحكم العدل 0

سابع عشر : ثم تقول : ( فهناك من الفتيات من تخطئ مع شاب ثم تأتي وتدّعي أن هناك من الجن من يجامعها ، وهناك من له مصلحة من وراء هذه الادعاءات سواء مادّية يستخدم الرقية "الشرعية" وأساليب مقززة للحصول على عائد مادي مدعياً قدرته على الاتصال بالجن وطردهم من الإنسان – المصروع - أو معنوية في أن يجعل من نفسه مهاباً ومسموع الكلمة بين الناس ضعيفي الإيمان بالله ) 0

أقول وبالله التوفيق : وما دخل ذلك في الموضوع ، أتريدين يا أمة الله أن ننكر مسألة شرعية أثبتها الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً من أجل ادعاء فارغ من فتاة ساقطة ، عودي لكتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) لتعلمي كثير من القواعد المتعلقة بهذا العلم ، كما أحيلك إلى كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) الذي أسهبت وفصلت فيه لكثير من المخالفات الشرعية من قبل كثير من المعالجين ، ولا يعني مطلقاً أننا نقر ونرضى بكثير من التصرفات المادية وغير الأخلاقية التي تنتهك باسم الرقية الشرعية من قبل هؤلاء ، ولا بد أن نفرق بين العلم كعلم ، وبين السلوكيات المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح – رضوان الله عليهم أجمعين - في تقرير المسائل الشرعية 0

يتبع

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة