عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-10-2013, 01:15 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

Cool الجريمة الصامتة

سأتحدث اليوم عن موضوع من أندر المواضيع عرضة للحديث والشرح والتفصيل ، ربما قلة الحديث فيه من قبل علماء الاجتماع أو خبراء العلاقات الزوجية ، يعود الى عدم القدرة على تحديد أسبابه ، وعدم قدرة المتأذّي من الاحاطة بما يحصل له ، لماذا ؟ وكيف .

جريمة سريّة ، ذهب ضحيتها البعض ، وأقفلت ملفاتها في الأدراج السريّة في المحاكم الاجتماعية تحت بند - والمجرم مجهول الهوية - .

نتعرض في مسيرة حياتنا الى الكثير من انواع الإيذاء الجسدي أو النفسي ، أحد أنواعها - الغياب المتعمد لتسبيب الألم -
أو ATCH
--- Absent to cause harm ---

وليس ما نقصده هو الصمت الذي يستعمله البعض كناية عن عدم رضاهم عن تصرف ما ،أو أي نوع من الصمت الايجابي

وانما الصمت المرضي ، وهو ما سنشرحه في هذه الكلمات .
قد أشرت في كثير من مواضيعي الى آثارهذا التعامل ، والذي يعتبر من أسوأ طرق التعامل من الممكن ان يوجد في الطبيعة البشرية . ولكنني سأركز اليوم على هذا الموضوع وسنتناوله تفصيلا ، لمعرفة كيفية تحديده من البداية ، وطريقة التعامل معه. ، وننزع عنه كافة الأغطية ، سنترجم الصمت .... حتى لا تعود هذه الجريمة صامتة بالنسبة الى من يعاني منها ، وحتى يتمكن المجني عليه من قراءة عقل الجاني ........ثم بالنسبة الى الآخرين - تحديد الجاني الفعلي وحمله – ان أمكن - الى أقرب مصح نفسي لعزله عن بقية البشر المتأذّين منه .

سأستعمل في هذا البحث مصطلحين سيتكرران بكثرة هما :
المسيء – وهو الشخص الذي يستعمل هذا الإسلوب في تعامله مع الطرف الآخر- وهو ألطف تعبير استطعت ان أجده له .
المتأذي – وهو الشخص الذي يستقبل هذا التعامل من المسيء – وهذا أبسط تعبير بالنسبة الى حجم الأذى الذي يلحق به - .

الفلسفة التي يقوم عليها عقل المريض/المسيء هي ، أنه ان لم يستعمل العنف الجسدي في إيذاء الطرف الآخر ، فإن السكوت هو العقاب على .... "

وذلك أن في نفس هذا المريض نوازع كبيرة الى الظلم والتعدي ، والضرب ، والاعتداء الجسدي بأي شكل كان ، وقد لا يتوفّر له ذلك لأسباب مثل :

عدم القدرة على إيذاء الطرف الآخر جسديا ، للحماية التي يتمتع بها الطرف الآخر بوجود أشخاص حوله
او بعد المسافة بين الطرفين ! ، كأن يكون كل منهما في بلد ، وبالتالي من الصعب عليه ان يمارس نوازعه العدوانية بالضرب والإيذاء الجسدي .

فيقوم ببساطة بإهمال كل ما يأتي من الطرف الآخر ، والغياب التام عنه في عالم خاص ،و انكاره وجوده... ليسبب له مشاعر الألم ، الاحباط ، والدونية ، الاستفزاز والضغط النفسي ،، وذلك لحاجة الطرف الآخر الطبيعية الى الاكتراث العاطفي ، العناية ، التبادل العاطفي ، الاهتمام ، التأثير ، والاطراء مما قد يعرض الطرف الآخر الى جانب المشاكل النفسية والذهنية .. مشاكل صحية جمّة على المدى الطويل .

فهو إذن يؤذي الطرف الآخر بغيابه التام عنه ، ليشعره ، بقلة قيمته ، ليشعره بالاحتقار واللامبالاة ، وعدم الاهتمام بمشاعره ... وليشعره بالرفض التام .

كيف يستطيع ذلك ؟

لهذا المريض قدرة كبيرة على اطفاء كل مشاعره الانسانية ، واغلاق كل الاحاسيس المسؤولة عن العاطفة لديه تجاه ما قد يسببه من ألم للطرف الآخر ، بل قد ينكر ذلك تماما ، ويُوهم الآخرين انه هو ..الضحية .

له القدرة على التحول الى –ديك رومي متجمد – بسرعة كبيرة تجاه هذا الشخص بالذات
اما في حياته الاجتماعية ، فهو سيتصرف بأناقة ، وإحساس وهدوء وسعادة
سيظهر للجميع بمظهر اجتماعي لائق ، حتى يميل الجميع الى تصديق ما يدّعيه من ظلم يجده على يدي الطرف الآخر والى تصديق انه هو الضحية ، سيضع الشخص المتأذي / في خانة الظالم والمفتري ، وغير المتوازن عقليا امام أفراد العائلة

لأنه سيسعى بكل الوسائل الى تصديق وقبول هؤلاء من حوله والى اقناعهم بأنه هو المظلوم !

وعلى الناحية الأخرى

ما ان يبدأ الطرف الآخر باستقبال هذه المعاملة ، حتى يبدأ بالانزواء الاجتماعي ، تخف نشاطاته العملية كما الاجتماعية ، ستخف علاقته بالأصدقاء ، ستخف قدرته على المرح ، وتخف شهيته للأكل مما قد يعرضه الى مخاطر صحية ، سيبكي وحيدا ، وتصبح لديه صعوبة في اختيار التصرفات السليمة نظرا للضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له ، سيبدأ في ارسال رسائل شديدة اللهجة الى المسيء للتوقف عن اعطائه هذا الصمت وهذا البرود
بينما سيقوم المسيء بإطلاع غيره ومن حوله على هذه الرسائل لتأكيد فكرة انه هو الذي يتعرض الى معاملة سيئة
سيطلعهم على ادق التفاصيل

سيبدأ المتأذي بالحرب مع نفسه لاكتشاف ما الذي يحدث له ، ولماذا ؟ ، هل هو حقا ملوم ؟ لماذا يُعاقب ؟ هل هو المخطئ ؟ هل هو السبب في كل هذا ؟ .... ستتكون عقد الذنب على شيء لا تعرفه الضحيه ، ولن تستطيع ان تُشهد الآخرين على الأذى الذي ينزل بها لأن الضحية لا تعرف ولن تعرف أبدا ماذا يحصل لها .

من الصعوبة ان يعلم احد عن المعاناة التي يستقبلها الطرف الآخر ، وقد يرون تراجعه وردود افعاله الغريبة بطريقة لا يستطيع أحد ان يفسّرها ولا الشخص نفسه


وقد يقوم بمحاولة ارضاء المسيء بأي طريقة كانت والاستسلام للحرب الصامتة التي يشنها عليه دون ان يعرف ما هي جريمته ، فقط ليوقف هذه الحرب الدائرة داخل نفسه ،
وعندما يصل المؤذي الى قناعة بأنه قد استنزف كل الطاقات الذهنية والنفسية للطرف الآخر ، وانه قد استسلم تماما ، فقد يقوم بالاتصال به مؤقتا ... ليعود مرة ثانية الى اهماله عقابا له على الاعتراض على المعاملة الصامتة ... وهكذا دواليك

ان المؤذي يعلم يقينا عن هذا الالم الذي يسببه للطرف الآخر ، ويعرف تماما انه يستطيع ان يوقف كل هذا باتصال وكلام معه
الا انه يواصل ما هو عليه لإيقاظ كل المشاعر المؤلمة مجددا ومجددا ..عقابا على ذنب قام به المتأذي أو انتقاما منه ..أما ما هو ذنبه ...فلا أحد يعرف ،هو موجود فقط في خيالات هذا المريض.

السبب الحقيقي هو النوازع العدوانية والرغبة في السيطرة التامة على عقل وذهن الطرف الآخر وجعله يتصرف بجنون ، بطريقة ترضى خياله المرضي .


ان هذا التكتيك المستخدم من قبل الرجال /أكثر من ان تستخدمه النساء أدى بالمتضررات نفسيا الى اصابات صحية عضوية شديدة الخطر ، أو الى محاولات الانتحار ، لأن المعلوم انه لن يبقى في ذهن المرأة التي تتعرض الى هذه المعاملة من قبل شريكها الا.. الطريقة التي يعاملها بها ..ستتوقف حياتها العملية والاجتماعية تماما ، ولن يبقى لديها الا كيف تتخلص من هذه المعاملة ، محاولات الانتحار و و تكون صرخة من المرأة التي لا تستطيع التعبير عما تعانيه الى شريكها حتى يتوقف عن هذه المعاملة .

بقي ان نقول ان المريض هو شخص عومل بالإهمال وعدم الاكتراث لمتطلباته ووجوده منذ الصغر ، فتطور لديه هذا التكتيك للحصول على الاشياء التي لا يستطيع الحصول عليها ، وللسيطرة على المحيط الذي لا يبالي بوجوده .



أما الطريقة المثلى في التعامل مع هؤلاء المرضى ان قدّر لأحد ان يعايش شخصا منهم :
أولا : فقد كانوا في الماضي القديم يعاقبون المجرم بالإسلوب الذي كان يؤذي فيه الناس
وهذه الطريقة فعّالة مع هذا المريض ..اعطه شيئا من سمّه ، ليتجنبك ويبتعد عنك وعن الاساءة اليك
فالسن بالسن ، والعين بالعين
والغياب بالغياب
واللامبالاة باللا مبالاة

ثانيا : لا تمضي اي وقت ..في محاولة فهم سبب تصرفات هذا المريض ولا تلقي اللوم على ذاتك
فهذه اولى بوادر تغلغل هذا المريض الى ذهنك والسيطرة عليه
لست معنيا بقراءة أفكار أحد فلا تشغل نفسك بما لا يعنيك طالما انت لم تتصرف اي تصرف يؤدي الى هذه النتيجة .

ثالثا : اذا حدث واكتشفت انك امام مريض بعد فوات وقت طويل ، وبعد مضيك في معاناة لا بأس بها
فلم تتأخر بعد ، قف على الأرض ، واعرف انه لا ذنب لك فيما يدور في خيالات مريض وحاول استشارة المرشدين والخبراء للتخلص من آثاره الذهنية والنفسية ان وجدت .

رابعا : لا تتوقف عن يومياتك او نشاطاتك او علاقتك بالأصدقاء ، ولا تبتعد عن حلقاتك الاجتماعية والعملية
لا تهجر احلامك واهدافك ومساعيك
قم بأعمالك في وقتها . بعيدا عن أي ما يحاول ان يستفزك به هذا الشخص

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة