عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-05-2009, 07:28 PM   #6
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

القضية السادسة : زوجي سيء الخلق .. يضربني ويسيء إلي ..


كثيرة تلك الشكاوى من ضرب الأزواج زوجاتهم ، وقديمة قدم الخلق ، ويتراوح هذا الأسلوب من ضرب بسيط عفوي ، إلى ضرب مبرّح مؤذي ومؤلم .


ولكن لماذا يلجأ الزوج إلى هذا الأسلوب ؟!

1- سوء خلق الزوجة : فيأتي أسلوب الضرب أحياناً كرد فعل لسوء خلق الزوجة ، كعدم طاعتها أو استشارته ، أو عنادها ومخالفتها الزوج في كل كبيرة وصغيرة .

2- أن يكون الزوج من النوع العصبي ، سهل الاستثارة ، سريع الانفعال ، ضعيف التحكم في أفعاله ، فمع أي مخالفة لكلام أو أي قول لايعجبه يلجأ إلى هذا الأسلوب .


مما سبق نرى أن الزوجة قد تكون سبباً مباشراً للجوء الزوج لهذا الأسلوب ، ولكن بافتراض أن الزوجة من النوع المعاند أو المشاكس ، فهل الضرب هو العلاج ؟!



إن الزوجة الناشز الخارجة عن طاعة زوجها تعامل بالحسنى ، أولاً بالموعظة والنصيحة ، فإن لم تؤت ثمارها فيهجرها الزوج في الفراش ، فإن لم ينفع هذا ولا ذاك ، فالضرب غير المبرّح الذي لا يترك أثراً .

لكن لا يتسرع الزوج عند أي فعل لا يعجبه من زوجته فيضربها ، فهذا لا يصح ، بل وأضراره أكثر من منافعه ، وإذا اتبع الزوج تلك الخطوات التي ذكرناها وعامل زوجته برفق ، فإنه لن يضطر لضرب زوجته أبداً ، إن كانت تتق الله فيه .


وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شتم الزوجة أو ضربها ضرباً مبرحاً ، كما نهى أيضاً عن ضرب الوجه ، قال عليه الصلاة والسلام :
( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها في آخر اليوم ) . البخاري برقم
( 5204 ) .

وعنه صلى الله عليه وصلم أنه قال : ( فاضربوهن ضرباً غير مبرّح ) . قطعة من حديث عند مسلم في صحيحه .

قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 9 / 214 ) : وإن كان ولابد فيكن التأديب بالضرب اليسير ، بحيث لا يحصل منه النفور التام ، فلا يفرط في الضرب ولا يفرط في التأديب .


من خلال استقراءنا لجميع المشكلات التي استخدم فيها الأزواج أسلوب ضرب زواجتهم لتقويم سلوكهن ، كانت النتائج دائماً تأتي عكس ما يرغبون ، لأن الأزواج دائماً كانوا يسيئون استخدام هذا الأمر ، فيضربون زوجاتهم إما لأسباب تافهة ، وإما لأسباب مهمة ضرباً مبرحاً ، وهذا الفعل ، جعل زوجاتهم ينفرن منهم ، وتطورت المشاكل أكثر وأكثر ..

فليحاول الأزواج أن يحلوا جيمع مشاكلهم بالحسنى والحب والتفاهم والود ، وليكن مثلهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث تحكي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئاً قط ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا امرأة . صحيح الشمائل برقم ( 299 ) .

فليصبر الزوج إن رأى من زوجته شيئاً يكرهه ، ولتحاول الزوجة جاهدة أن تطيع زوجها ولا تستثير أعصابه ، وتصبر أيضاً على خلقه وطبعه ولا تجعل المشاكل تتطور ، ولتكن هي من يبدأ بالتهدءة وإخماد نيران الغضب ..



القضية السابعة : زوجتي متمارضة .. كثيرة الشكوى ..



الزوجة المتمارضة هي في الغالب عصبية ، ومدللة أحياناً ، وهي غالباً الأخت الكبرى في أسرتها ، تحملت الكثير ، وقاست في الحياة ، فلازمها الشعور بالتعب ، حتى وهي مستريحة ، وكثير من النساء يشتكين التعب والمرض ، وبشهادة الكثير من الأطباء فإن أغلب النساء اللاتي يعرضن عليهم لا يتصفن بأي مرض صحي ، ولكن صحتهم النفسية على غير ما يرام .


وإذا نظرنا إلى المرأة نظرة منصفة ، سنجدها في كثير من أطوار حياتها يصيبها التعب والإرهاق ، وهي بنت يصيبها تعب الدورة وآلامها ، وهي متزوجة وحامل يصيبها آلام الحمل والوضع عند الولادة .. وبعد الولادة تعب السهر والإرضاع وخدمة الأطفال .. الخ .


وهذا يختلف من امرأة لأخرى ، فهناك الشديدة القوية الصابرة ، وهناك الضعيفة القليلة العزيمة الخائرة ، والزوج الذكي هو من يخفف عن زوجته ولا يتأفف من كلامها وطريقتها ، ويحاول أن يخرجها من آلامها هذه بالفكاهة أو الانشغال في موضوع آخر محبب إلى نفسها .

وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم رجع ذات يوم من جنازة من البقيع ، فوجد عائشة رضي الله عنها تشكو صداعاً في رأسها وتقول : وارأساه !

فقال علية الصلاة والسلام : وقد بدأ يحس ألم المرض ، بل أنا والله يا عائشة وارأساه ! فلما كررت الشكوى داعبها بقوله : ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك ؟! فصاحت عائشة وقد هاجت غيرتها ، ليكن حظ غيري ! والله لكأني بك لو فعلت ذلك ، لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نساءك ! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. المسند ( 6 / 228 ) .

فبالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشكو الألم والمرض ، إلا أنه عليه الصلاة والسلام يداعب عائشة بقوله ذاك حتى يخفف عنها ، ولم يزجرها أو يعنفها .


وعلى الزوج أيضاً أن يعين زوجته في أعمال البيت حين يشعر منها بالتعب والإرهاق وليحتسب عند الله الأجر في ذلك .


أيضاً فإن الزوجة يجب ألا تكثر الشكوى حتى لا تضايق الزوج ، بل عليها أن تصبر وتحتمل ، ولتعوّد نفسها على عدم الشكوى عند كل صغيرة فإنها ستنتصر بذلك على نفسها وعلى أمراضها وأوجاعها ، ثم عليها أن تسارع بالكشف الطبي ، لإنه ربما كان ما تشتكي منه مرضاً يستحق الكشف والعلاج ، و حتى لا يكن التأخر في الكشف والعلاج عاملاً من عوامل التأخر في الشفاء أو صعوبته ..


وعلى الزوجة أن تستعين بخبرة من سبقنها في الولادة وتربية الأبناء فستجد عندهن الكثير من النصائح المفيدة التي تجعلها توازن بين مطالب الأبناء وواجباتها في المنزل ، وتعينها على تربيتهم والاهتمام بهم ، حتى تبدأ من حيث انتهى الآخرون وتستفيد من خبراتهم ، وتقلل قدر المستطاع من المجهود الذي تبذله ربما بدون عائد مجزئ نتيجة عدم الخبرة .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة