ومعنى الشهادة للرسول بالرسالة تتضمن عدة أمور :
أولاً : الإيمان بأنه رسول الله حقاً وصدقاً .
قال تعالى ( يس . والقرآن الحكيم . إنك لمن المرسلين ) .
ثانياً : الإيمان الجازم بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين .
قال تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) .
وقال e ( وختم بي النبيون ) متفق عليه . وقال e ( .. ولا نبي بعدي ) متفق عليه .
وأما نزول عيسى في آخر الزمان فلا ينزل بدين جديد ، وإنما ينزل مجدداً لهذا الدين .
ثالثاً : الاعتقاد الجازم أنه أفضل الرسل .
كما قال e ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) رواه الترمذي .
رابعاً : طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .
وقال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ) .
وقد قال تعالى ( وإن تطيعوه تهتدوا ) .
وقال تعالى ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .
وقال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
وقال e ( من أطاعني دخل الجنة ) رواه البخاري .
خامساً :أن تصدق رسول الله فيما أخبر .
فكل خبر أخبر به e نصدقه ونقول سمعنا وآمنا .
سادساً : وأن لا يعبد إلا بما شرع ، لا بالأهواء والبدع .
وقد قال e ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم .
فإن الأصل في العبادات التشريع والدليل ، وأي عبادة ليس عليها دليل فهي بدعة .
سابعاً :ومقتضى هذه الشهادة أيضاً : الإقرار باللسان ، والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي رسول إلى جميع الخلق من الجن والإنس .
كما قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) .
وقال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) .
وقال e ( وبعثت إلى الناس كافة ) متفق عليه .
ثامناً : تقديم محبته على محبة كل أحد .
كما قال e ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) متفق عليه .