عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-05-2009, 07:23 PM   #3
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

افتراضي بداية متواضعة ... ونسأل الله التوفيق لنا جميعا ... اللهم آمين

( ( *:* الـــجــدار الــمــتـــهــــدم *:* ) )



سالت دموعه بغزاره ... لقد فقد كل شيء ... إنه الطفل الفلسطيني الذي كان ضحية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ...

بدأ يتذكر أحداث ما جرى في ذلك اليوم الحزين ..

بعد ليلةٍ سوداء مليئةٍ بالرعب والخوف ، من أن تسقط إحدى القذائف على منزله الذي عاش فيه 10سنوات من حياته ...

تذكر محمد منزله ، ففي فناءه كان يلعب بدراجته ، وتلك بقايا كرته التي انتزعها يوما من أخته ، وهذا الجدار المتهدم من بقايا غرفة جدته التي كانت تعطيه الحلوى ، فاشتد بكاؤه ... فتح عينيه فرأى مجلس أبيه الذي كان يقرأ فيه القرآن ، وبقايا من آلة والدته التي كانت تخيط ملابسه ... فصرخ منادياً ... أبي ، أمي

لم يبق له شيء ... هكذا أصبح وحيدا

بدأت الأحداث تدور أمامه ...

في ظهيرة ذلك اليوم الحزين ولغياب والده ، اضطرت والدته أن ترسله لشراء الخبز في وقت الهدنة ، لقد نفذ الطعام ولم يبق لهم سوى الماء !!!

الفتيات الصغيرات يبكين الجوع ، والجدة تحتاج إلى الغذاء والدواء ، فخرج محمد ...

في الطريق شاهد الرجال والنساء كلٌ منهم يتسابق لشراء حاجته ... فالوقت قصير ، والزحام شديد ...

وصل محمد إلى المخبز ، فوجد زحاماً لم يتصوره ، وقف في الطابور ... طال انتظاره ، وأخيراً جاء دوره ... نفد الخبز ، وقد بدأ وقت الهدنة بالانتهاء أيضا

فولى حزيناً ... رأتهُ امرأةً فعرفت حاله فأعطتهُ نصف ما لديها ...

فرح محمد وركض مسرعاً باتجاه قريته ومنزله ... وفي الجهة الأخرى والدته تترقب عودته ، فوقت الهدنة انتهى فعلاً ...


بدأ القصف ... وكان منزل محمد الأول قصفاً في هذه القرية ، فتعثر محمد وسقط من هول القصف وشدته ، فتناثر الخبز من يده ، فشرع في جمعه فرآه رجل فشده إليه ليحميه في منزله ، بكى محمد على الخبز ... فوعده الرجل بجمعه حال انتهاء القصف ...

خرج محمد ، جمع الخبز ، وولى باتجاه منزله ...

يا الله ... لم يعد يرى منازل !!!!

فصرخ : أين بيتي ؟!!

لم يبق ولا منزل في هذا الشارع ، كل المنازل قد استوت كاستواء الأرض ...

لم يبق له سوى جدار متهدم ، أسند جسده المنهك عليه وأجهش بالبكاء ...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة