عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-09-2005, 09:47 PM   #6
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

دعوة للنقاش حول المرض الروحي ( الصرع ، السحر ، العين ) ومدة بقائه مع المريض !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
شيخنا الفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ذي بدء أدعو الله وإياكم بهذا الدعاء عسى أن يلهمنا سبل الرشاد بعد صلاح النيات
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

وبعد :
شيخنا الكريم حفظك الله تعالى :
أنا أحد الناس المتابعين لما تخطه يداك وقد استفدت منك كثيرا بارك الله فيك ونفع بك أمة الإسلام والمسلمين وقد استوقفتني عدة نقاط أود التوضيح من جنابك الكريم بارك الله فيك .
فقد كثر اللغط والتقول على الله بغير علم من قبل بعض الرقاة السذج ، كل يقول بخلاف الآخر مما جعلني أتساءل أين الحق بهذه المسألة أو تلك !؟
وبما أني أعلم بأن الضابط للحكم على الأقوال والأفعال هو الكتاب والسنة أحببت السؤال عن حكم عدة أمور من جانبك الكريم على أن يكون مؤصلا من كتاب وسنة بفهم سلف الأمة
فمن جعل القرآن والسنة جُنة له فلن يضل أبدا وبناء على ذلك أقول :
إن مسألة الخوض بالرقية أخذت أبعادا كثيرة مما حدا بالبعض أن تمسك بخبراته وعلومه حول مدة مكوث المريض بمرضه بعد الرقية فمنهم من قال سنين عديدة ومنهم من قال أشهر قليلة ومنهم من قال لا أعلم وما إلى هنالك كل حسب خبرته بالرقية ،.
ومن خلال استقرائي لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، تبين لي بأن المريض لا يلبث كل تلك المدة
إن انتفت الموانع وتحققت شروط الاستجابة فنحن لا ندعو أصم حاشا وكلا .
.ولعل بعض الرقاة لم ينتبه بأن طول المدة التي يلبث فيها المريض بمرضه قد تحدث له معتقدا مخالفا لهدي القرآن والسنة بان الرقية ليس فيها الشفاء المرجو وإلا لتمت الاستجابة وهو الذي التزم بكل التحصينات والأذكار وفعل المباح من خلال القرآن والسنة وكيف لا وهو قد قام بالمطلوب الشرعي مما يجعله يذهب إلى الدجالين والمشعوذين لعله يجد الراحة و الشفاء عندهم .

ومن الملفت في الموضوع قول بعض الرقاة للمريض أنت تحتاج لرقية مكثفة لأن الجني الصارع قوي جدا وربما هو مارد أو طيار أو جني أزرق أو أحمر وما إلى هنالك من الأمور التي لم ينزل الله بها من سلطان وإن ادعى البعض بأنه بخبرة الراقي وحذاقته يمكنه معرفة ذلك دون مستند شرعي أو أثر صحيح فضلا على أن يكون ضعيفا .
ومن خلال استقرائي للأحاديث والآثار تبين لي بأن المريض لا يلبث كثيرا بمرضه طالما اتبع التعليمات الصحيحة وفق الكتاب والسنة وما هو مباح كما بين ذلك الرسول صلى اله عليه وسلم ،
على أن نحدد معالم المباح فقد كثر اللغط بتلك الشماعة التي تسمى (مباح ) وأصبح كل راق يخترع أساليب مستغربة من أعشاب سامة وغير سامة وأوقات وآيات معينة بأوقات معينة بتحديد عدد معين والله المستعان

بعد أن بينت ما قد عُلم لديكم من أمور مستهجنة أقول :
فمن أصدق من الله قيلا ،ومن أصدق من الله حديثا ، قل صدق الله .
فمن الممتنع شرعا وعقلا ونقلا أن من التجأ إلى الله جل في علاه أن يضيعه إن انتفت الموانع وتحققت شروط الاستجابة باستثناءات نادرة جدا لحكمة يعلمها الله العليم الحكيم وبما أننا لا نتكلم عن الاستثناء بل عن جوهر الموضوع ألا وهو هل يخلف الله وعده بعد أن بين لنا في القرآن الكريم
( ادعوني أستجب لكم ) والأمثلة كثيرة من القرآن فلا داعي لتكرارها .
وأما من السنة ما ثبت بالصحاح وغيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان له حرز من الشيطان … الحديث
ومثله ــ إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله فيقال له : حسبك قد هديت و كفيت و وقيت فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي و كفي و وقي ؟ .
ومثله ــ ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء .
فلا داع لذكر الكثير من الأدلة لعدم التكرار ففي الدليل الواحد كفاية إن شاء الله .
فلعلك تلاحظ معي شيخنا أن بعض من يقول أنهم قد أصيبوا بالمس والعين والسحر هم مواظبون على أذكارهم ومنهم من هو على تقى وورع وعفاف وعلم وهو مؤمن وموقن بأذكاره وتحصيناته فهل نقول أن الأذكار لغو لسان لا تفيد التحصين وبناء على ذلك ننسف عشر السنة التي حضت وحثت على الأذكار بأوقاتها ومنافعها الجمة ؟! أليس في هذا تشكيك بالأذكار من قبل المريض المخبت ،القانت ، والمحتسب ، وهو ينتظر الفرج من الله باتباعه ما أمره الله به ورسوله .؟!
هذا إذا قلنا أن سبب المس أو العين الغفلة فنكون قد اتفقنا عند النقطة الأولى .

ولنأتي للمبحث الثاني ألا وهو :
هل يلبث المريض بمرضه أعواما دون شفاء كما يقول البعض ؟
أقول وبالله من خلال قراءتي ومتابعتي لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتبين لدي أن المريض من العين أو المس أو السحر (ما لم يكن مشروبا أو مأكولا ) يلبث بمرضه كل تلك الأعوام والشهور طالما جاء بشروط الاستجابة وانتفت موانعها .

لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند رقيته لعثمان بن العاص قام الأخير ليس به بأس وكأنه نشط من عقال ولم يلبث أعواما كما يحدث هذه الأيام والله المستعان ، ( وإن قال قائل هذا رسول الله فمن أنت !!!)
أقول : الأثر ليس من خصوصياته فاقتضى التنويه .

ومثله ما علمه إياه الرسول صلى الله عليه وسلم : سم الله ثلاث وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبعا فبرأ بإذن الله على الفور .

ومثله ما حدث لسهل بن حنيف بعد أن رآه بن ربيعة وهو يغتسل جسده ناعماً فأعجبه دون أن يبرك فأغمى عليه وصرع وبعد أن أفيض من فضل وضوء العائن في إزار المعيون قام وكأنه نشط من عقال .


وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن رقاه جبريل عليه السلام بعد أن دعا ودعا ودعا بتلك الليلة حتى نزل جبريل بأمر الله ورقاه بالمعوذتين فقام وكأنه نشط من عقال .

وأبو سعيد الخدري عندما رقى زعيم القبيلة لأيام ثلاث برأ بإذن الله ( مع العلم أن مرضه كان من جراء شيء مادي ألا وهو السم ).

ومثله عندما رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام فبرأ على الفور بإذن الله وخرج من فمه مثل الجرو يعدو _ إن صحت الرواية _ .

ومثله عندما جاءه رجل مكبل بالحديد فعلمهم ما يقرؤون عليه وحين عودته وجده سالما معافى بإذن الله والأمثلة كثيرة لا تحصى …_أيضا إن صحت الرواية _.

ولعلمنا أيضا بأن رجلا صرع بزمن الإمام أحمد رضي الله عنه فأعطى قبقابه لخادمه ليذهب ويهدد الجني الصارع فما كان من الجني إلا أن امتثل للإمام أحمد قائلا الإمام أحمد أطاع الله فنطيعه أو بهذا المعنى ولم يلبث كثيرا بخلاف المرة الثانية بعد وفاة الإمام رحمه الله .

ولعلمنا عدم ثبوت أن الإمام ابن تيمية رحمه الله قد عالج حالة لبس أو مس لسنوات كما يحدث في هذا الزمن والله المستعان فأين الخلل إذن ؟!!
حتى وإن ثبت ذلك عن الإمام مدة معينة فلا يعتد بذلك إن لم يكن بدليله .

هناك خلل ما أين ؟؟!!
الخلل والله أعلم
أن الناس قد عقدوا العزم والنية على أن ما أصابهم من مرض أو هم أو غم فهو من مس أو سحر أو عين ولا يلتفتون إلا ما هو أعمق مما يذهبون إليه ألا وهو المرض العضوي الذي مكانه عند الأطباء وإن خفي على بعضهم ففوق كل ذي علم عليم وما أوتيتم من العلم إلا قليلا والبشر معرضون للخطأ والأمثلة تكاد لا تحصى حول أخطاء الأطباء مما يحذو بالناس الذهاب إلى الرقية فيجدون إلا من رحم الله قد انبروا وتصدروا تلك المهنة إما عن جهل مركب أو علم مسبق بحوادث مشابه لحالتهم فيوصف لهم العلاج على أنه مس أو سحر مما يزيد من حالة المريض عضويا مرضا نفسيا (إيحائيا )فيتصرف المريض وفق ما أملى عليه الراقي
فمثل هذا الذي يلبث في مرضه لسنوات وإن شفي من الحالة المرضية يبقى في نفسه الخوف والذهول من المجهول من جن أو سحر كما أخبره الراقي من قبل والله المستعان .
وقد ذكر الله جل في علاه الضيق النفسي وعلاجه في القرآن إذ قال لنبيه :
ولقد نعلم أنه ليضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين .
فبالتسبيح والسجود بقين على الله يذهب ما في الصدور من هم وغم وحزن…


لكن أين يقيننا بكلام الله وكلام رسوله وهنا مكمن الخلل !

كما أن المريض ينسى أو يتناسى أن ما أصابه فبما كسبت يداه بإذن الله لقلة تحصنه ويقينه وإيمانه بالله جلت قدرته فمثل هذا الصنف لا يلومنّ إلا نفسه لطالما أن الله قد بين لهم ما يتقون .
فمن خلال ذلك يقوى الشيطان على المريض بالإيحاء والوسوسة لقلة بضاعة المريض بالتحصين واليقين لأنه وإن تم لبس الإنسان حين الغفلة فسيجد أن كلام الله جل وعلا طارد مزلزل له وقد كرمه الله على سائر المخلوقات فيكف ينزل لمستواهم ويخشاهم والله أحق بالخشية والتصديق .
وكيف لا وهو قد التجأ إلى صاحب الداء والدواء العليم الخبير فاطر السموات والأرض الذي يحيي ويميت وبيده مقاليد كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو علام الغيوب وأمره بين الكاف والنون .
خلاصة ما أود بيانه :

أولا:إن أكثر الناس يشفون من حالات المس أو السحر ( ما لم يكن مشروبا أو مأكولا ) أو العين بسرعة إلا باستثناءات قليلة ولحكمة يعلمها الله وهم قليل.

ثانيا : قسم من الناس قد التبس عليهم المرض العضوي من الروحي فالتجأوا إلى الروحي وتناسوا العضوي وقد قال صلى الله عليه وسلم ( عباد الله تداووا ما انزل الله من داء إلا وأنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله )

ثالثا : المرض النفسي وهذا واقع به قسم كبير من الناس إلا من رحم الله وأسبابه الخوف من المجهول وقد كفانا الله ذاك المجهول بالاستعاذة فقط ، ولو كنا متيقنين بالتعوذ فقط لكفتنا فما بالكم بتلكم الأدعية والتحصينات الكثيرة والتي لا مرد لها من الله إلا إياه !!!
وقد سئل الإمام ابن القيم رحمه الله ( يا إمام إننا نستعذ بالله من الشيطان الرجيم فلا نجد الاستعاذة بأنفسنا ؟؟
فكان رده رحمه الله (لأنكم تقولونها بألسنتكم ولم توقنها قلوبكم ) أو بهذا المعنى
فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .
ومن التجأ إلى الله بإخلاص ومحبة وتضرع وخفية فإن الله لا يضيعه.




توضيحا لكلمة مأكولا أو مشروبا :!!
إن السحر المأكول أو المشروب غالبا ما يكون بفعل فاعل من دس بعض المواد الضارة في الطعام أو الشراب من أعشاب ومواد لا يعلمها إلا الله ، والسحر كما هو معلوم كل ما خفي عن العين مما يحدث حالات تسمم وإعاقة بالدماغ يجعل الإنسان يهلوس أو يصاب بمرض عضوي لا يعرف الطب له علاجا إلا صاحب السحر أو فاعل فعلته ولذلك يقال أفضل طريقة لفك السحر فمن خلال الساحر نفسه لمعرفته بالمضاد لتلك العشبة التي أكلت أو سقيت أما بقية الأسحار فهي التي كنا نتكلم حولها .

وبعد هذا البيان أود التنبيه إلى مسألة مهمة ألا وهي أن المريض الذي لا يستجيب للعلاج الرباني فبأغلبية ظن أنه حالته ليست من الجن والسحر بل من الوهم وقلة الإيمان أو من أمراض عضوية استشكل فيها الأمر بينها وبين الجن والسحر فمكان ذلك عند الأطباء
ومنها ما هو عصبي من نقص في مواد الأعصاب مما يحدث للمريض نفس العوارض التي تتشابه مع التلبس والجن والسحر .
والفيصل بالأمر أن يعرض المريض على الراقي فإن ثبت وجود مس أو سحر من خلال القراءة عليه يكمل معه بالإرشاد والتحصن لانتفاء الموانع وقبول الإجابة بيقين الراقي والمسترقي وحسن الظن بشفاء الله له
وإلا فلا داعي على أن نحمّل المريض مرضا فوق مرضه بإيهامه أن الجن والسحر والعين هم السبب والعدو المجهول مما يجعله يترك التعاطي بالأسباب المادية ويمكث بدوامته شهورا وسنينا .


أرجو من جنابك الكريم شيخنا بيان ما قد استشكل عندي فمنكم نستفيد
والله من وراء القصد
وإلى نقاط أخرى لاحقا إن شاء الله .

متعجب

ـــــــــــــــــــــــــــ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة