عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-02-2012, 07:39 AM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي فافهموا –رحمكم الله- هذا، فإنَّه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة

فافهموا –رحمكم الله- هذا، فإنَّه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة..

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- (ت:795ه) في رسالته [تحقيق كلمة الإخلاص]:

((ومتى تمكَّنت المحبة من القلب، لم تنبعِث الجوارح إلا إلى طاعة الرب.

وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: (ولا يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصِرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها). وفي بعض الروايات: (فبي يسمع، وبي يبصر وبي يبطش، وبي يمشي).

والمعنى أنَّ محبة الله إذا استغرقَ بها القلب واستولَت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب، وصارت النفس حينئذ مطمئنة، ففنيت بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

يا هذا، اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبدَه لمرادِه منه فهو ممن يعبُدُ الله على حرف، إن أصابه خيرٌ اطمأنَّ به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يُرِد صاحبُها إلا ما يُريدُه مولاه.

وفي بعض الكُتُب السالفة: من أحب الله لم يكن شيءٌ عندَه آثَر مِن رضاه، ومن أحبَّ الدنيا لم يكُن شيءٌ عندَه آثر من هوى نفسِه.

وروى ابن أبي الدنيا بإسناده إلى الحسن قال: (ما نظرت) ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي، حتى أنظُرَ إلى طاعة أو معصية، فإن كانت طاعةً تقدَّمتُ، وإن كانت معصيةً تأخَّرت).

هذا حال خواص المحبين الصادقين، فافهموا –رحمكم الله- هذا، فإنَّه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة …)) اهـ.

[مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي (63،62/3)].

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة