[د.عبدالله]

تحذير من علاجين مستخدمين حاليا
تطوير طريقة جديدة لعلاج الربو


يعمل العلماء حاليا على تجربة وسيلة جديدة لعلاج الحالات المتقدمة من مرض الربو، تمثل أملا جديدا لمرضى الربو الذين لا تجدي العلاجات التقليدية في التخفيف من آلامهم.

وتتمثل الطريقة الجديدة في إدخال أسلاك إلى داخل الرئة لدى مرضى الربو لحرق بعض الأنسجة التي تعرقل قدرتهم على التنفس.

وتتستند طريقة العلاج هذه، والتي تستهدف المرضى الذين لا تتحسن حالاتهم بالأدوية التقليدية للربو، على حقيقة أن الأنسجة العضلية التي تنمو بشكل زائد والمبطنة لممرات الهواء داخل الرئة تشكل أحد أسباب مرض الربو.

فعندما تتعرض الرئة للإثارة فإن هذه الانسجة العضلية الرقيقة تتشنج مما يؤدي إلى تضييق الممرات الهوائية ويسفر ذلك عن ضيق شديد في التنفس يصل إلى حد اللهاث.

انتفاخ الحويصلات الهوائية يؤدي أيضا إلى مزيد من تضييق ممرات الهواء، ومع تكرار النوبات تغلظ هذه الأنسجة مما يسفر عن ضيق دائم في الممرات الهوائية.

ويهدف العلاج الجديد إلى التخلص من نصف هذه الانسجة العضلية على أمل أن يتحسن وضع الممرات الهوائية لتكون أقرب إلى الوضع الطبيعي.

ويبلغ عدد المستشفيات التي تقوم بإجراء هذه التجربة على مرضى الربو حاليا 17 مستشفى في الولايات المتحدة الامريكية و29 مستشفى في أنحاء العالم.

وقال مايكل سيموف أحد الاطباء الذين يقومون بإجراء هذه الوسيلة الجديد على المرضى “إن الناس مازالوا يمرضون بشدة من الربو. الناس مازالوا يموتون من الربو. قد تعتقد أن لدينا تحكماً أفضل حاليا لكن يبدو الأمر وكأنه يزداد سوءا أكثر منه تحت السيطرة”.

وأضاف سيموف “لدينا إمكانية حقيقية هنا، أعتقد أنها يمكن أن تؤثر في مرض واسع الانتشار”.

ويصل عدد مرضى الربو في الولايات المتحدة إلى أكثر من 20 مليون شخص، فيما يتوقع أن ترتفع هذه الأعداد في السنوات القادمة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد أكثر من 100 مليون مريض بالربو في العالم، كما يقتل المرض نحو 18 مليون شخص كل عام.

وكانت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية قد اعلنت أن علاجين مستخدمين للربو سيحملان تحذيرات أقوى من مخاطرهما الجانبية وإمكانية تسببهما في وفاة مستخدميهما.

وسيشير تحذير “الصندوق الأسود” المحدث إلى أن مادة “سالميترول” salmeterol ، أحد المكونات النشطة لعقاري “أدفير”Advair و”سيريفنت” Serevent، اللذين يتم تعاطيهما عبر الاستنشاق inhaler، قد تزيد مخاطر الوفاة المرتبطة بالربو.

ويعد العقاران من أكثر منتجات شركة “غلاسكوسميث كلين” (GlaxoSmithKline) للصناعات الصيدلانية البريطانية مبيعاً، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ويشار الى أن الصندوق الأسود يعني أقصى درجات التحذير من آثار جانبية أو مخاطر قد تنجم عن استخدام عقار ما، وتشترط دائرة الدواء والغذاء الأمريكية تضمينه في النشرة المرفقة.

ويحدد التحذير الجديد استخدامAdvair في حالات عدم فعالية استنشاق “كورتيكوسترويد”corticosteroids ذي الجرعات المتدنية أو المتوسطة في علاج النوبة أو حالات الربو القوية التي تستدعي استخدام العلاجين معاً.

فيما يُلجأ لاستخدامSerevent كعلاج إضافي فقط وعندما لا تسد جرعاتcorticosteroids بالحاجة المطلوبة.

واستندت الدائرة في قرارها إلى دراسة أمريكية وجدت ارتفاع حالات الوفاة بين مرضى الربو من مستخدمي العلاجين عن أولئك الذين قدمت لهم أدوية وهمية.

ويشار الى أن حالات الوفاة في الدراسة كانت محدودة: 13 حالة وفاة بين 176،13 مريض.

ونشرت الدائرة الأمريكية الأسبوع الماضي دليلاً طبياً لمرضى الربو حول استخدامات العلاجين وحثت المرضى على مناقشة المخاطر والفوائد المتصلة بهما مع أطبائهم.

ويعمل العلاجان على السيطرة على الربو على المدى الطويل وتقليل العوارض الملازمة للنوبة مثل ضيق التنفس وصفير الصدر كما يساعدان العضلات المحيطة بالشعب الهوائية في الرئة على الاسترخاء.

يشار الى أن مرض الربو يصيب كل سنة قرابة 300 مليون شخصن ويؤدي إلى وفاة 180 ألفاً منهم وفقا لمنظمة الصحة الدولية.

وتشير دراسات حديثة الى أن حوالي 90 في المائة من هذه الحالات يمكن تفاديها عن طريق نشر الوعي حيال هذا المرض، واعتماد أنظمة صحية أفضل، وتغيير في السياسات البيئية.

وتقول المنظمة إن النسب الأعلى موجودة في أوروبا الغربية حيث يموت شخص كل ساعة نتيجة الإصابة بداء الربو.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية المتعلقة بتكلفة علاج داء الربو، إلى أن هذه التكلفة تتجاوز تلك التي ينفقها العالم على أدوية وعلاجات مرض النقص في المناعة المكتسبة (الإيدز).

وتبدي المنظمة قلقا حول تصاعد نسب الإصابات على المستوى العالمي.

فقد قفز هذا العدد بنسبة 60 في المائة منذ عام 1908 وتضاعف عدد الإصابات في أوروبا خلال السنوات العشر الماضية، بحسب “معهد دراسات أمراض الحساسية” في بلجيكا.

وقد تم مؤخرا إطلاق حملة للتوعية ضد مخاطر داء الربو، هي مبادرة باتت مناسبة سنوية للتنبيه إلى هذا المرض ونشر الوعي حول كيفية تفاديه وعلاجه.

ويتسبب الربو بضيق في التنفس، ونوبات سعال حاد قد يؤدي خلالها التهاب المجاري الهوائية إلى حالات اختناق.

ويؤدي إلى انفجار 90 في المائة من هذه الأزمات، التعرض للغبار أو المكوث إلى جانب حيوانات أليفة، أو التعرض إلى رحيق الأزهار في مواسمها.

ويضاف إلى هذا عوامل أخرى بنفس الخطورة وهي التدخين والتلوث البيئي والتعرض لبعض المركبات الكيميائية.

(( من مجلة الصحة والطب ))

مع تمنياتنا للجميع بالصحة والسلامة والعافية .