عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 08:27 PM   #4
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

مضت سنوات على الحادث حتى نسيت ما كان مع أختي
و ذات يوم كنت أنا و أخي في دولة من دول الغرب نتسوق
إشترينا أغراضنا و مضينا باتجاه محطة الحافلات (الباصات )
تذكر أخي أنه يريد شراء بعض الأغراض من الدكان المقابل و طلب مني مرافقته
فاعتذرت لأنني متعبة و فضلت أن أسبقه للمحطة ..أعطاني ما كان يحمله من أكياس .. و قال لن يتأخر
جلست في المحطة أنتظر فإذا برجل طويل القامة قوي البنية يظهر فجأة لم ندري من أين خرج ..
ضحكاته التي لم نجد تفسيرها كانت تملأ الأجواء
يتمايل يمينا و شمالا و كأنه يريد السقوط ثم يقف فجأة و ينظر لمن أمامه بنظرات حادات مخيفة
قلت أهو سكير أم مجنون ؟ و كأنني أوازن بين السكر و الجنون
فإذا به يقفز إلى إحدى النساء فيصفعها صفعة قوية جعلت شعرها يطير طيرانا
نظرت إليه مندهشة ثم أمسكت في خدها و ابتعدت عنه بعدما تلعثمث الكلمات على بوابة شفتيها
قلت لا حول و لا قوة إلا بالله هذا مجنون
أخذت أترقب خروج أخي من الدكان و لكن هيهات هيهات
تماسكت جيدا و أخفيت شعورا فطريا انتابني و أخذت أراقب ذلك المجنون ..
و أتمنى أن يغير مسار طريقه أو يشغله شاغل عن الإقتراب من المحطة
و لكن ما كانت إلا لحظات حتى وصل مسرعا و كأنه مدفوعا إلينا دفعا
(يا إلهي إنها كارثة لو اعتدى علي ..و كيف الفرار و أمامي مجموعة كبيرة من الأغرض)
قلت : لا يهم سأتركل شيء و أنجو بنفسي.. الفرار الفرار.. و لكن هل ينفع الهروب لمن لم يعتد الفرار
كانت هناك آنسة تقف قبلي و قد أزعجتني بكثرة إخراجها لمرآتها السحرية بطريقة متكبرة
و إضافاتها المتكررة للمساحيق على وجهها حتى غدى كوجه المهرج
و طبعا شغلها ما شغلها فلم تنتبه إلا و ذاك الرجل يتقدم إليها ضاحكا فيصفعها هي أيضا
حملقت بعينيها مندهشة من فعله و أعتقد أنها تمنت لو استطاعت في تلك الأجواء الساخنة أن تخرج مرآتها
طبعا لترى مخلفات صنيع الرجل بذاك الوجه الذي تفننت في طلائه
و لكن لا تجرأ طبعا على غير التنحي جانبا و الإبتعاد عن ضاربها بصمت
تذكرت عندها مقالة أختي فقلت جاء دورك يا زهراء
يا ترى أتتلقين صفعة كباقي النساء أم أنك ستكرمين بأكثر من واحدة

أين النجاة ؟ هل تبقى لي من الوقت لكي أفر؟ لا فات الأوان و لا مجال أبدا لذلك
فكرت في سرعة البرق أن أحمل ما غلى ثمنه و خف حمله بيد و أترك الثانية فارغة
و ما إن إقترب مني الرجل حتى رفعت يدي بسرعة و صفعته
و الله لا أدري كيف تجرأت على صفعه
قلت في نفسي سأتلقى صفعة محترمة على كل حال فوالله لأصفعنه قبل أن يصفعني
نظر الرجل إلي في اندهاش و هو لا يصدق ما فعلته به و لماذا
أغلق عينيه و فتحهما بسرعة ثم هز رأسه يمينا و شمالا
ثم أعاد النظر إلي ثم تركني و ذهب
و العجب العجاب أنه استقام بعد صفعتي في مشيته و لم يصفع بعدي أحدا
صفعتي له تزامنت مع خروج أخي من الدكان فترك ما في يده و جرى نحوي
لماذا ضربتي الرجل يا زهرة ؟
قلت: بكل بساطة و قد أراد صفعي فصفعته
و الله لا أدري أكان ثملا من السكر أو مجنونا
و لكنني صفعته دفاعا عن نفسي
ضحك أخي حتى كاد يسقط أرضا و قال و الله تفعلينها
و أكاد أجزم أن من رأى ما حدث لم يفرق بينكما
و قال و كأني بك تقولين لكل مجنون
((إن كنت مجنونا فسأريك جنوني))

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة