عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-01-2010, 11:37 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك أو تتخذ معبودا يليق بصلاتك ( أبن الجوزي)


إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك أو تتخذ معبودا يليق بصلاتك ( أبن الجوزي)

قال ابن الجوزي:

رأت فأرة جملا فأعجبها...

فجرت خطامه فتبعها..

فلما وصل إلى باب بيتها..

وقف ..

ونادى بلسان الحال :

إما أن تتخذي دارا يليق بمحبوبك .. أو محبوبا يليق بدارك .

خذ من هذه إشارة:

إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك ..

أو تتخذ معبودا يليق بصلاتك ..!!

[المدهش456, و1/650ط:دار القلم]



وقال:

"أيها المصلي طهر سرك قبل الطهور, وفتش على قلبك الضائع قبل الشروع.

حضور القلب أول منزل , فإذا نزلته انتقلت إلى بادية المعنى, فإذا انتقلت عنها أنخت بباب المناجى .

وأول قرى ضيف اليقظة كشف الحجاب لعين القلب , وكيف يطمع في دخول مكة منقطع قبل الكوفة .

همك في الصلاة متشبث , وقلبك بمساكنة الهوى متلوث , ومن كان متلطخا بالأقذار لا يغلف , أدخل دار الخلوة لمن تناجي, واحضر قلبك لفهم ما تتلو , ففي خلوات التلاوة تزف أبكار المعاني.

إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم ( أخرج عليهن ) استغرقت إحساس الناظرات ( وقطعن أيديهن ) فكيف بالباب علقت فعقلت على الباب ؟.

لها بوجهك نور تستضئ به ... ومن نوالك في أعقابها حاد

لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد

لو أحببت المخدوم لحضر قلبك في الخدمة.

ويحك ! هذا الحديد يعشق المغناطيس , فكيف ما التفت التفت , إن كنت ما رأيت هذا الحجر فانظر إلى الحرابى تواجه الشمس فكيف مالت قابلتها.

(للشريف الرضي):

وإني إذا اصطكت رقاب مطيكم ... وثور حاد بالرفاق عجول

أخالف بين الراحتين على الحشى ... وانظر أنى ملتم فأميل

قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك ؟.

قال: أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!

هيهات ! مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس .

كان مسلم بن يسار لا يلتفت في صلاته , ولقد انهدمت ناحية من المسجد فزع لها أهل السوق , فما التفت , وكان إذا دخل منزله سكت أهل بيته , فإذا قام يصلي تكلموا ,وضحكوا , علما منهم أن قلبه مشغول .
وكان يقول في مناجاته : إلهي متى ألقاك وأنت عني راضي.

إذا اشتغل اللاهون عنك بشغلهم ... جعلت اشتغالي فيك يا منتهى شغلي
فمن لي بأن ألقاك في ساعة الرضا ... ومن لي بأن ألقاء والكل لي من لي


كان الفضيل يقول : أفرح بالليل لمناجاة ربي , وأكره النهار للقاء الخلق .

الموت ولا فراق من أهواه ... هذي كبدي تذوب من ذكراه
واشوقي متى ترى ألقاه ... ما مقصودي من المنى إلا هو




هل الطرف يعطي نظرة من حبيبه ... أم القلب يلقى روحة من وجيبه

وهل لليالي عطفة بعد نفرة ... تعود فتلهى ناظر عن غروبه

أحن إلى نور الربى في بطاحه ... واظمأ إلى ريا اللوى في هبوبه

وذاك الحمى يغدو عليلا نسيمه ... ويمسي صحيحا ماؤه في قليبه

هو الشوق مدلول على مقتل الفتى ... إذا لم يعد قلبا بلقيا حبيبه

[وقيل لبعضهم : إنا لنوسوس في صلاتنا ..

قال : بأي شيء ؟ بالجنة أو الحور العين والقيامة ؟

قالوا : لا, بل بالدنيا..

فقال : لأن تختلف في الأسنة أحب إلي من ذلك .

تقف في صلاتك بجسدك وقد وجهت وجهك إلى القبلة.. ووجهت قلبك إلى قطر آخر..!!

ويحك.. ما تصلح هذه الصلاة مهرا للجنة , فكيف تصلح ثمنا للمحبة .]


[المدهش ص454 , و1/648ط:دار القلم, ومابين المعقوفتين من :بدائع الفوائد لابن القيم وقد نقل جيع ماسبق عن ابن الجوزي3/1217ط: دار عالم الفوائد]


منقول
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة