عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2008, 06:20 PM   #22
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو سند ) ، الأصل الذي ننطلق منه في الحكم على العلاج بالمحرم هو مجموع الأحاديث النبوية الشريفة :

عن أم الدرداء - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله :

( إن الله تعالى خلق الداء والدواء ، فتداووا ، ولا تتداووا بحرام )

( السلسلة الصحيحة 1633 )

قال المناوي : ( " إن الله تعالى خلق الداء والدواء " أي أوجده وقدره " خلق الداء والدواء " ندبا بكل طاهر حلال وكذا بغيره إن توقف البرء عليه ولم يجد غيره يقوم مقامه ، والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وكذا تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار ودخل فيه الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له وأقروا بالعجز عن مداواته ) ( فيض القدير - 2 / 228 ) 0

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أن رسول الله :

( نهى عن الدواء الخبيث )

( صحيح الجامع 6878 )

قال المناوي : ( " الدواء الخبيث " أي السم أو النجس أو الخمر ولحم غير المأكول وروثه وبوله ، فلا تدافع بينه وبين حديث العرنيين 0 وقيل : أراد الخبيث المذاق لمشقته على الطباع والأدوية وإن كانت كلها كريهة ، لكن بعضها أقل كراهة ) ( فيض القدير - 6 / 314 ) 0

قالت أم سلمة - رضي الله عنها - : اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز ، فدخل النبي وهو يغلي فقال :

( ما هذا ؟ فقلت : إن ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا ، فقال رسول الله : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) وفي رواية : " إن الله لم يجعل في حرام شفاء " )

( السلسلة الصحيحة 4 / 175 )

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وأما التداوي - بالخمر- فإن بعضهم قال إن المنافع التي كانت فيها قبل التحريم سلبت بعد التحريم بدليل الحديث المتقدم ذكره ، وأيضا فتحريمها مجزوم به ، وكونها دواء مشكوك بل يترجح أنها ليست بدواء بإطلاق الحديث 0 ولا يجوز تعاطيها في التداوي إلا في صورة واحدة وهو من اضطر إلى إزالة عقله لقطع عضو من الأكلة والعياذ بالله ) ( فتح الباري - 10 / 80 ) 0

قلت : وفي عصرنا الحاضر لا يجوز التداوي بالخمر مطلقا لانتفاء الأسباب الداعية لاستخدام المضطر كما بين الحافظ - رحمه الله - في الفتح ، ولتوفر المستشفيات والمصحات وتوفر الأجهزة والمواد الطبية التي تغني عن استخدامها لذهاب عقل المريض ، كالبنج ونحوه ، إلا في حالة الضرورة التي ينتفي معها وجود تلك الأسباب المشار إليها آنفا 0

يعقب الدكتور عبدالرزاق الكيلاني على مجموع أحاديث الرسول التي تحث على طلب الدواء مع وجود الداء فيقول :

( هذه الأحاديث الشريفة تمثل قاعدة عظيمة من قواعد الطب أرساها النبي منذ أربعة عشر قرنا ، فهو :-

أولا : جعل طلب الدواء امتثالا لأمر الله تعالى الذي وضع لكل داء دواء ، فقال لأصحابه - رضي الله تعالى عنهم - : تداووا عباد الله ، وهم الذين كانوا ينسبون الأمراض إلى الأرواح الشريرة والشياطين00 ويتخذون لها التمائم والتعاويذ ، لذلك سألوه عليه الصلاة والسلام : أنتداوى ؟

ثانيا : فتح آفاق البحث والتجربة أمام الأطباء والعلماء ليكتشفوا لكل داء دواء ، فالدواء موجود ولكنه قد يبقى مجهولا إلى أن يكتشفه العلماء والباحثون 0

ثالثا : بعث الأمل والتفاؤل في نفوس المرضى ، فلا ييأسون ويقول بعضهم : دائي ليس له دواء ، فإذا كان الدواء مجهولا اليوم فقد يكتشف غدا 0

رابعا : بين أن الموت لا بد منه ، فلا خلود في الأرض ، وعندما يأتي القضاء يعمى البصر ولا ينفع الدواء :

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول

( الحقائق الطبية في الإسلام - ص 64 ) 0

وقد ذكرت في كتابي الموسوم ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعهين ) بعدم جواز ذلك في مبحث ( الاعتقادات الخاطئة في ميزان الشريعة ) تحت عنوان ( الاعتقاد بفضلات البول والغائط لعلاج العين ) ، حيث قلت :

يلجأ البعض للأخذ من الفضلات العائدة لبول أو غائط العائن لعلاج العين والحسد ، وهذا اعتقاد باطل كما أفتى بذلك علماؤنا حفظهم الله ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، حيث يقول :

( أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل )( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 195 ) 0

أما ما تفضل به العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - بقوله :

( إن تأثير العين يحدث في المعين في بدنه ، أو في بعض أجزاء بدنه ، وأنه يزول إذا برك العائن عليه ، وكذا إذا أخذ له من فضلاته ، حتى من ريقه أو بوله أو عرقه ، أو غسالة جزء من بدنه ، حتى ولو لم يعلم بذلك )

فهو اجتهاد منه قد جانب الصواب لعموم الأدلة التي تبين خلاف ذلك كما ورد آنفاً وهو مأجور إن شاء الله تعالى فهو عالم معتبر من علماء الأمة له مكانته في العالم الاسلامي ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة