عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-05-2012, 11:11 AM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


(باب ما يفسد الصوم)

المفطرات هي مفسدات الصوم. ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ﴾ هو الاستمتاع بالجماع ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ﴾ ذكر بعد ذلك الأكل والشرب ثم قال: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ فهـٰذه الآية جمعت أصول المفطرات، وهي الأكل والشرب والجماع، بالإضافة إلى الحيض والنفاس في معناه، فالمفطرات هي هـٰذه وما كان في معناها.
(من أكل) الأكل دخول الطعام من طريق الفم
(أو شرب) الشرب دخول الماء من طريق الفم
(أو استعطَّ) أي أدخل إلى جوفه شيئا من طريق أنفه، ف السّعوط هو جذب الشيء بالأنف (بدهن، أو غيره)،
(فوصل إلى حلقه) مثله لو استنشق ماءً فوصل إلى جوفه.
مقصود الفقهاء بالجوف فهو كل مجوف وهو شيئان في البدن: ما حواه الصدر والبطن، والدماغ.
(أو احتقن) أي أدخل شيئا إلى جوفه من طريق الدبر، كالتحاميل والماء الشرجي الذي يوصل للتنظيف والمعالجة، والحقن الشرجية ، وما أشبه ذلك من الأسباب، وليس المقصود بالحقنة الإبرة في الاصطلاح المعاصر.
الذي يظهر أن هـٰذا التعميم يحتاج إلى دليل؛ لأن الحكم منوط بالأكل والشرب.
والقول الثاني في هـٰذه المسألة أنه لا يفطر إلا بالأكل والشرب، من الطريق المعتاد، ومثله ما كان من طريق الأنف، أما إذا وصل شيء إلى حلقه من غير هذين الطريقين كما لو قطّر في عينه فوجد شيئا في حلقه، أو قطّر في أنفه فوجد شيئا في حلقه، فإنه لا يفطر بذلك على ما ذكره جماعة من أهل العلم.
وهـٰذا القول أقرب إلى الصواب، أن الفطر ما يكون بالطريق المعتاد، أما ما لم يكن عن طريق معتاد وليس في معنى الأكل والشرب فإنه لا يفطر على الصحيح.
ومثله ما عند جمهور المعاصرين ما إذا أدخل إلى بدنه ما يستغني به عن الطعام والشراب كالإبر المغذية، فإنهم ألحقوها بالمفطرات في قول جمهور المعاصرين.
ذهب طائفة من أهل العلم من المعاصرين إلى أنّ الإبر المغذية ليست مفطرة، وهـٰذا القول من حيث النظر أقرب إلى الصواب؛ لكن نظرا إلى أن هـٰذا القول هو قول الأكثرين وهو الذي انتهت إليه كثير من المجامع الفقهية ينبغي تبيين هـٰذا للناس والاحتياط بترك هـٰذا لاشك أنه أقرب إلى الصواب.
(أو استقاء فقاء) أي أخرج ما في جوفه عن طريق طلب ذلك ، فمن استقاء فقاء أفطر يفطر وحكى ابن المنذر الإجماع على ذلك. وبالنظر إلى الإجماع فإن الإجماع قد ورد ما يفيد عدم حفظه.
( أو حجم) أي أخرج من غيره الدم عن طريق الحجامة (أو احتجم) فعل ذلك فعله بنفسه أو فُعلت به الحجامة.
وهـٰذا الذي ذكره المؤلف هو من مفردات مذهب أحمد رحمه الله حيث عدوا الحجامة والاحتجام من المفطرات.
والقول الثاني وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن الحجامة مكروهة للصائم ولا تفطر.
( فسد صومه.)
(ولا يفطر ناسٍ بشيء من ذلك) أي لا يفطر من فعل شيئا من الأمور المتقدمة.
(وله) للإباحة ودفع توهم المنع (الأكل والشرب) يعني وسائر المفطرات. (مع شك) إذا شك فالأصل بقاء الليل، والتبين هو إما باليقين وإما بغلبة الظن. (في طلوع الفجر؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾[البقرة:187].).
(ومن أفطر بالجماع) والجماع لا يتحقق حكمه إلا إذا التقى الختانان بأن يولج الحشفة أو قدرها، وهو أن يولج رأس الذكر، أما إذا لم يحصل هـٰذا فإنه لا يكون بذلك مجامعا. ولا فرق أنزل أو لم ينزل (فعليه كفارة ظهار) الكفارة التي ذكرت في الحديث على وجه الترتيب: ابتداء بالعتق، ثم صيام شهرين متتابعين، ثم بالإطعام.
الكفارة ليست ثابتة في شيء من المفطرات إلا في الجماع، هـٰذا قول جمهور العلماء وذهب الإمام مالك رحمه الله إلى أن الكفارة تثبت في حق ن انتهك حرمة رمضان.
(مع القضاء) يعني قضاء يوم مكانه، ودليلها رواية ابن ماجه، ولكنها رواية شاذة فلا معول عليها.
(وتكره القُبْلَةُ) القبلة نوع مباشرة (لمن تتحرك شهوته) خشية أن يقع في المحظور.
وقد جاء عن بعض أهل العلم استنادا إلى حديث أبي هريرة وغيره التفريق بين الشيخ والشاب، وكل هـٰذه الأحاديث ليس عليها معول؛ لأنها ضعيفة، والقبلة جائزة للصائم ما لم تحرك شهوته
(ويجب اجتناب كذب، وغيبة، وشتم، ونميمة، كل وقتٍ؛ لكن للصائم آكد.) يعني هـٰذه محرمات في كل الأوقات وفي وقت الصيام آكد.


 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة