عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-11-2008, 10:00 AM   #4
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

أول ما يجدر بنا الإشارة إليه هي
نظرة الطفل للكبار وخاصة للوالدين
لا شك أن المدرسة الأولى للأطفال هي الأسرة و المربي الأول هما الأم و الأب و لذلك فإن نظرة الطفل لهذان العنصران ما هي إلا نظرة إكبار وتعظيم و إجلال و إن كنا لا نقصد بالكلمات بمفهومها التعبدي العميق (فالعظمة و الإجلال لله و حده)
نظرة إلى من يعتقد و يتصور أن لا يخطئا أبدا
لأنهما مصدرا الثقة و مصدرا الحب و مصدرا التعليم و العطاء...
هذه هي نظرةالأطفال لمن يتلقوا عنهم المعرفة و التربية و الأخلاق و المعاملات...
فيرى الطفل والده أو و الدته كمثال حي عن الصدق في المشاعر و القدوة للإتباع ...
فإذا قال أحدهم لطفله لا أجبك
فقد أهلكه من حيث لا يدري
فالطفل الذي يصدق كل كلمة تخرج من فم والديه
يصدق فعلا أن كلمة لا أحبك تخرج صادقة من تلك الشفاه
فتنغرس كشوكة أو كسهم في ذلك القلب
لتحي تساؤلات سرية بين الطفل ونفسه لا يمكنه أن يعبر لك عنها
بل سيحبسها دفينة في صدره
ليتصرف إنطلاقا منها فيبني عليها جسورا من ردات أفعال قوية و قد تكون عنيفة و غير مسؤولة
بعد أن بدأت الثقة في مشاعرك نحوه تهتز
و تتزعزع تبدأ الشكوك تنغرس بشدة في نفسيته
فإذا قلت له بعدها مباشرة (لا أنا أحبك )
أحس بأنها كلمة مجردة لا قيمة لها على أرض الواقع
خاصة إذا قلتها بدون شرح بدون ملاطفة بل دون أن تجلس معه لتصارحه عن حقيقة مشاعرك و تبين له زلتك وتبدد عنه الشكوك و الظنون و تداوي جروح كلماتك
إن لم تفعل فسيحس بأنك تتلاعب بمشاعره
و عندها ستعجز عن مداواة وقع تلك الكلمة القاسية عليه في المستقبل
و لن يصدقك
بل إنه يبدأ يشك في أنك تكذب عليه
و هذه مصيبة أخرى و داهية كبرى أن يكذبك طفلك في مشاعرك نحوه

أما عن ردات الفعل الناتجة
من عناد و تجرء تمرد و مضايقات تصدر من الأطفال
فهذا تعبير عن إستياء حالتهم النفسية من وقع كلمة لا أحبك على نفسياتهم الضعيفة
كالزجاج الرقيق إذا تكسر فمن ذا يجبر كسره
و لذلك فإن عصيان الأطفال و مشاغباتهم وتمرداتهم و إزعاجاتهم المتعمدة ليست مرض كما يعتقد الكثير من الناس
و إنما هي عرض لأمراض قد تتفشى فيهم إن لم نجد لها الوقاية
و نهيء لها المناعة الكافية لمنع حدوثها

لا أريد من كلامي هذا
أن يحس البعض باليأس والتشاؤم و قد يكون ممن قالها للأطفال مرات و مرات ..
و لكنني أريد الإشارة إلى خطرها
و مازال الوقت أمامك لتصلح ما أفسدتها تلك الكلمة
و هي أن تجلس مع طفلك
و تضمه ضمة حب و تغدق عليه بنسمات حنانك لتخبره إن أخطأت في حقه بتلك الكلمة و توضح له و تفسر له و تعلمه أنك تحبه
و تجنب بعدها قدر المستطاع أن تلفظ بهذه الكلمة ( لا أحبك )
لأن خطأ الطفل
لا يقابل بعدم حبه و بتجريح مشاعره التي هي أغلى ما يملك
و لو عاملك طفلك
الذي قد تخطيء في حقه أكثر من خطئه في حقك بالمثل لكنت أنت الخاسر
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة