شتان ما بين هؤلاء......وأولئك !!!!!
الإنسان.. كل إنسان تقريبا.. حين يشعر( أو بالأحرى يتحقق)، كم هو قريب من الموت.......
تخامره بعض التساؤلات بينه وبين نفسه......
فإن كان من أهل الآخرة، أي ممن يرجون لقاء الله ، لابد انه سيسأل نفسه....................
تري.......... هل فعلت كل ما كان يمكنني فعله لكي تربو حسناتي علي سيئاتي؟
هل اتقيت الله ما استطعت؟
أم أنني تجاوزت حدودي ـ في بعض أمري ـ واتبعت ما أملاه علي الشيطان؟
هل اتقيت الله في خلقه؟
هل ساعدت من لجأ الي طلبا للمساعدة.. وقد كان ذلك بإمكاني؟
هل رحمت الضعيف وأعنته علي أمره؟
هل أمهلت معسرا اقرضته بعض المال.. أو تجاوزت عن الدين لما رأيت من عسره؟
هل ربيت أبنائي تربية زرعت فيهم الأخلاق الفاضلة؟
أم انني كنت قدوة سيئة لهم؟
أما بالنسبة لأهل الدنيا........
فالأسئلة التي سوف يطرحها الواحد منهم علي نفسه، ربما تدور حول......
هل حققت لنفسي مركزا اجتماعيا مرموقا؟!
هل جمعت الثروة التي كان يمكنني أن أجمعها؟!
أم انني تراخيت شيئا ما، وكان يمكنني أن أجمع أكثر؟!
هل تبوأت المناصب التي كنت أحلم بها أم أنني فاتتني فرص لم استغلها وراحت لغيري؟!
هل استمتعت بما فيه الكفاية أم انه كان يمكنني ان استمتع أكثر؟!
هل حياتي التي عشتها كانت حياة زاخرة بالإنجازات التي تذكر لي،؟؟
أم انها كانت حياة قاحلة لم أكد أنجز فيها شيئا..
الله مدار تفكير أهل الآخرة..
والناس مدار تفكير أهل الدنيا..
وكل فريق منهم ........ يقوم بإجراء معادلة لحياته..
واما ترضيه هذه المعادلة...... أو تسخطه على نفسه،
لأنه لم يفعل ما كان ممكنا أن يفعله..
يشعر الواحد من هؤلاء....... أو اولئك ، بأن هناك فرصا اهدرها، ومجالات غفل عنها..
وانه كان يمكنه أن يحسن من موقفه هنا أو هناك.. سيظهر كل ذلك واضحا جليا، وسيكون إما مبعثا للرضى ......وإما مبعثا للسخط والندم..
أيا ما كانت الوجهة التي اختارها الإنسان لنفسه
( ولكل وجهة هو موليها ) ( البقرة148)
ان التحقق من قرب الموت.....يري الانسان الايجابيات والسلبيات في حياته وسلوكياته.. وربما افاد هذا في تصحيح اشياء تتطلب التصحيح، أو في اضافات هنا وهناك..
وكذلك ربما تؤدي الي تغيير النظرة الكلية الى مفاهيم الانسان وتصوراته.. وغاياته ووسائله..
وقد ينقل هذا العديد من ابناء الدنيا... ليصبحوا ضمن ابناء الاخرة....... لأنهم سوف يتبينون تفاهة الآمال التي كانوا يعقدونها على الدنيا وعلى الناس.. وأنها لا تساوي كل هذا الاهتمام الذي كانوا يولونه لها..
فيكتشف.. عيوبا يمكنه بالارادة أن يجتثها ويستأصلها،
وانه مقصر في أشياء..قد تكون هي المعاملات الطيبة مع الناس،
ويكون مازالت لديه الفرصة لكي يصلح من أمره ما اعوج أو لكي يستكمل ما نقص..
لأن حياتنا الأولى تتوقف عند الموت..
وما بعد الموت هو الأهم.. لأنه الأبدية..
*****
ألم ترى أن النوم بالنصف حاصل ***** وتذهـب أوقات المقيل بخمسـها
*****
الحساب الختامي المبكر ...بتصرف