[ابن حزم]

وكلما توغلت في شباك هذا الهاتف إزداد يقيني أنني أمام أمرٍ جلل،
حتي شاء ربك أن ينجي عبده الفقير إليه من مكر وشراك الشيطان الرجيم،، سمعت الإقامة لصلاة العشاء، فهزني شعور غريب أن قم فصلي فرض ربك، فقمت سريعاً وصليت العشاء، وأتاني ما أتاني وأنا أصلي يتردد في نفسي والذي نفسي بيده كما أقول لكم:
إيه يا صاح
أفق
أفق يا إسماعيل
إنك مسحور
لقد سحرت
أفق
أفق وإلا هلكت.
كل هذا أسمعه يتردد في صدري وعقلي، وما هو إلا نداء نفسي، ففهمت وقتها وذلك بإذن ربي الذي لم يرد أن يسحر عبده الضعيف، علي عمل شيطان مريد، فوقع في نفسي أنني بالفعل مسحوراً، وصرت أردد وأنا ساجد في ذل إلي ربي ومولاي وناصري الذي قال: لا يفلح الساحر حيث أتي.
وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.
إن ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين.
وأخذت أكبر، وأذكر ربي كثيراً وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وأدعوه بما فتح علي من دعاء أن يفك قيدي وأسري ومسي وسحري، كل هذا في ركعة واحدة، بل سجدت واحدة كانت أطول سجداتي إلي رب العباد،
حتي انتهيت من صلاتي وأنا أضحك في نفسي عجباً من ضعفي ومن ضعف كيد الشيطان الرجيم وجنده، فعندها تعلمت بالدرس والحساب، أن كيد الشيطان قوياً صلباً كالفولاذ ومتين كجلمود الحجر وذلك علي كل الناس، ولكنه أخي وأخيتي ضعيف علي كل عابد مخلص مؤمن لرب العباد.
والذي نفسي بيده إخواني الأحباء لو لم يشأ ربي وربكم في نجاتي من هذا السحر المريد ما كنت نجوت أبداً، ولعاد إليكم اسماعيل مرسي وفي رأسه وقلبه شيطان مريد، ولكن الله شاء وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولله الأمر من قبل ومن بعد،،