عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-04-2005, 09:23 PM   #5
معلومات العضو
ناصح أمين
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية ناصح أمين
 

 

افتراضي



بسم وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أما بعد


قال تعالى : (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) .

قال ابن كثير في تفسيره هذه الآية :

وقوله ( كل شيء هالك إلا وجهه ) إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت كما قال تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) فعبر بالوجه عن الذات .



و قال تعالى : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )) .
قال ابن كثير في تفسيره هذه الآية :

يخبر تعالى أن جميع اهل الأرض سيذهبون ويموتون أجمعون وكذلك اهل السماوات إلا من شاء الله ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم فإن الرب تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت أبدا قال قتادة أنبأنا بما خلق ثم أنبأنا أن ذلك كله فان وفي الدعاء المأثور يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك وقال الشعبي إذا قرأت ( كل من عليها فان ) فلا تسكت حتى تقرأ ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وهذه الآية كقوله تعالى ( كل شيء هالك إلا وجهه ) . انتهى

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )) . ( متفق عليه )



وفي صحيح ابن حبان :

عن ابن عباس ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، كان يقول : (( اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون)) .



وفي صحيح الجامع :

(( أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )) . ‌



عن ابن عباس ( صحيح )



وفي رواية في صحيح الجامع :

(( اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )). ‌

عن ابن عباس ( صحيح ) .



قال المناوي رحمه الله في فيض القدير :



‏ ( اللّهم لك أسلمت وبك آمنت ) أي لك انقدت وبك صدقت .

قال النووي : فيه إشارة إلى الفرق بين الإسلام والإيمان ( وعليك توكلت ) أي عليك لا على غيرك اعتمدت في تفويض أموري ( وإليك أنبت ) أي رجعت وأقبلت بهمتي ( وبك خاصمت ) أي بك أحتج وأدفع وأخاصم ( اللّهم ) إني أعوذ بعزتك أي بقوة سلطانك ( لا إله إلا أنت أن تضلني ) أي تهلكني بعدم التوفيق المرشاد ، والتوفيق على طرق الهداية والسداد وفي الصحاح ضل الشيء ضاع وهلك وضله إذا لم يوفقه للرشاد انتهى وكلمة التهليل معترضة ( أنت الحي القيوم ) أي الدائم القائم بتدبير الخلق ( الذي لا يموت ) بلفظ الغائب للأكثر وفي بعض الروايات بلفظ الخطاب أي الحي الحياة الحقيقية التي لا يجامعها الموت بحال ( والجن والإنس يموتون ) عند تقضي آجالهم ، وكلمة تضلني متعلقة بأعوذ أي من أن تضلني وكلمة التوحيد معترضة لتأكيد العزة واستغنى عن ذكر عائد الموصول لأن نفس المخاطب هو المرجوع إليه ليحصل الارتباط ومثله أنا الذي سمتني أمي حيدرة ولا حجة فيه لمن استدل به على عدم موت الملائكة لأنه مفهوم لقب ولا عبرة به وعلى تقديره فيعارضه ما هو أقوى منه وهو عموم قوله ** كل شيء هالك إلا وجهه ** مع أنه لا مانع من دخولهم في مسمى الجن بجامع ما بينهم من الاجتنان عن عيون الناس والحياة حقيقة في القوة الحاسة أو ما يقتضيها وبه سمي الإنسان حيواناً مجازاً في القوة النامية لأنها من طلائعها ومقدماتها وفيما يخص الإنسان من الفضائل كالعلم والعقل والإيمان من حيث أنها كمالاتها ومتمماتها والموت بإزائها وإذا وصف بها البارىء أريد بها صحة اتصافه بالعلم والقدرة اللازمة لهذه القوة فينا أو معنى قائم بذاته يقتضي ذلك على الاستعارة .







هذا والله أعلى وأعلم

فما كان من توفيق وبيان وإحسان فمن الله الواحد الديان فله الحمد في الأولى والآخرة وماكان من زلل أو تقصير أو نقص أو سهو و خطأٍ أو نسيان فمن نفسي والشيطان فأستغفر الله وأتوب إليه مما سلف وكان .

وصلى الله عليه نبينا محمد وسلم





أخوكم

ناصح أمين
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة