باسم الحداثة
من ذا الذي وشى الكلام بحلية
فذوى الزمان، وفي وشي يزهد
إني ليحزنني سيادة جاهل
نصب “اسم كان” ولم يقل ذا منكر
أو سكن الكلمات دون غضاضة
وبجر أحوال يلوك ويجأر
ولربما رفع المفاعيل التي
يخزى الصغار لرفعها والقصر
وعلى الهواء تراه طودا شامخا
باللحن والقول السقيم ينظر
يفتي لكل المعضلات تعالما
وإذا يجد الجد فهو المدبر
ويقول عن أم اللغات عقيمة
وتنازع الموت الزؤام وتنكر
زعم الدعي نفاد أغراض لها
أرسى دعائمها قديما معشر
إني عليها لا أخاف من الردى
ومن الذين تأمروا وتنكروا
لكن أخاف إذا توارى نجمها
ألا يكون مجود ومفسر
ما دامت الأدواء في منهاجها
وهناك من برجالها يتندر
وهي الغريبة في الحياة وغيرها
باتت على شعب الحياة تسيطر
لغتي سبيل للكتاب وهديه
وبغيرها سبل الهدى لا تبصر
ولها علينا واجب متعين
من أجلها نحيا، نموت، ونقبر
فهي الولود مدى الزمان وغيرها
لليأس سائرة، تشيخ وتكبر
وهي الودود فلا تضن بفيضها
ما دام طالبها يكد ويسهر
ويجول بحثا عن لطيف فوائد
ويغوص في لج الطروس ويسبر
ما زال في القاموس در كامن
لكن لغير مكابد لا يظهر
وأرى ازورارا عن أصيل ثقافة
باسم الحداثة بعضنا يتنكر
لغة الدخيل غدت تشنف سمعهم
وعيونهم للحق ليست تبصر
ولربما هجروا الفصيح للهجة
هل تلتقي لهجاتنا أو تحصر؟
والشعر تعمية ورمز غامض
لا وزن فيه ولا معان تذكر
وإذا احتججت على قصائد نثرهم
قالوا: فنحن بذي القصائد أخبر
لا نبتغي نحت القوافي إنما
من كل قيد شعرنا يتحرر
والشعر منكم زائف متخلف
و”الهذر” منا نهضة وتطور
خابوا وخاب صنيع زعنفة غدت
عن عجزها بخداعها تتستر
باعوا بلا ثمن وعقوا أمهم
لولا تأبيها لكادت تنحر
د. عبدالعزيز صافي الجيل