السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكرمية (رهف عبدالباسط الشيخي)
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الشيطان بالخروج فخرج، لكن في واقع الأمر ليس دائما كان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الشيطان بالخروخ، ففي مرة قال: (بسم الله أنا عبد الله، اخسأ عدو الله)، والخاسئ من الشياطين (البعيد الذي لا يترك أن يدنو من الإنسان، والخاسئ المطرود) (لسان العرب)، وهذا يحمل على معنيين، الابتعاد عن جسم المريض، وهذا يستلزم أمره بالخروج وهو ما لم يأمر به، أو الابتعاد عن معاودة المريض بالأذى، وهذا هو الراجح لأنه عاد للتأكد من عدم ظهور الأذى مرة أخرى.
ولأنه لم يأمره بالخروج فالمعنى الأول مستبعد وغير وارد هنا، ويبقى المعنى الآخر وهو أمره بالبعد عن معاودة المريض بالأذى، لأنه لم يقل هنا ما يفيد صيغة الأمر بالخروج من الجسد، والشيطان الوحيد الذي وكل بنا فلا يفارقنا هو القرين الموكل بنا، إذا فالأمر بالخروج ليس قاعدة ثابة في العلاج، المهم المواظبة على العلاج والرقية حتى تتوقف الأعراض تماما، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل)، وهذا ليتأكد من عدم معاودة الشيطان بالأذى إلى المريض.
فعن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء، وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة، قال: (ناولينيه؟)، فرفعته إليه، فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال: (بسم الله أنا عبد الله، اخسأ عدو الله)، ثم ناولها إياه، فقال: (القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل)، قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال: (ما فعل صبيك؟)، فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم، قال: (انزل فخذ منها واحدة ورد البقية).(أخرجه: أحمد (16889). )
وبعد أن رقى النبي صلى الله عليه وسلم الولد، رجع مرة أخرى لأمه ليتأكد من عدم معاودة الشيطان له بالأذى، فماذا نفهم من هذا؟ أنه يجب المراجعة عدة مرات ومرات حتى نتأكد تماما من سلامة الجسد، وأنه لا يوجد ضمانات مادية يمكن التأكد بها من سلامة الجسم إلا بتكرار الرقية للتأكد من خروجه.
وسأحيلك إلى بحث لي هنا لتتعرفي كيف يمكن التأكد من سلامة جسمك ببعض الاختبارات الإكلينيكية أو السريرية مثل الضغط على الساق بطريقة معينة، ويمكن أن يمارسها غير المتخص، ومن ذلك سوف تتأكدين من سلامة جسدك تماما، وهذا موجود في هذا الرابط تحت عنوان إثارة الأعراض الظاهرة والخفية لمعرفة الاقتران الشيطاني !!!
أما إذا ثبت شفاؤك تماما فأنت الآن في مرحلة النقاهة، راجعي مقال لي عنها في هذا الرابط تحت عنوان فترة النقاهة وأهميتها في حياة المريض بعد مرحلة العلاج والاستشفاء !!!
هذا ما أعلم والله تعالىأعلى واعلم