أختي الكريمة بارك الله فيكم ومعذرة على التأخير....
بسبب كثرة الانشغالات وازدحام الأولويات ، ولقد أطلعت على توضيحكم المبارك ...أفادكم الله وحفظكم الله وسدد قلمكم ...وجعلكم دعاة للخير تنشرونعبيره أينما حللتم وارتحلتم في المنتديات وخارجها ...
فإن مما يسعد القلب ويبعث الأمل أن نرى بناتنا
وأخواتنا يسخرون إمكانياتهم الطيبة في الدعوة إلى الله .
أختي الكريمة ..لا أظن أن بيننا اختلاف كبير ..بل كلانا يتفق على هدف واحد بإذن الله... ولقد استفدت من ردك وموضوعك بارك الله في قلمك وجهدك .... ولما رأيت تنوع تفسير لفظة ( الكلمات ) في هذ الآية وتعددها ... قمت بالرجوع لأهل العلم المختصين فسألت فضيلة الشيخ جاسم العيناتي إمام وخطيب بوزراة الأوقاف بدولة الكويت وخريج جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ...قسم أصول الدين والعقيدة والتفسير وله دروس عديدة في تفسير القرآن العظيم فأفاد حفظه الله... بأن الآية اختلف في تفسيرها العلماء فهناك من نسب الكلمات من آدم إلى الله وهناك من نسب الكلمات من الله لآدم ( كما ذكرتم ) والثاني ( أي قولكم - ولله الحمد ) هو الراجح ....فالله ألهم آدم الكلمات ليتوب عليه .
وأما معنى ( الكلمات).... فأفاد حفظه الله بأن المعنى الراجح لتفسيرها هو قوله تعالى :**قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين**مؤكداً بأن أحسن طرق التفسير... أن يفسر القرآن بالقرآن بالدرجة الأولى .
ــــــــــــــــ
قلت وقد جاء في تفسير العلامة عبد الرحمن السعدي في اختصار وتيسير على القارئ ** فَتَلَقَّى آدَمُ ** أي: تلقف وتلقن, وألهمه الله ** مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ** وهي قوله: ** رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ** الآية، فاعترف بذنبه وسأل الله مغفرته ** فَتَابَ ** الله ** عَلَيْهِ ** ورحمه ** إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ ** لمن تاب إليه وأناب.
وتوبته نوعان: توفيقه أولا, ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها ثانيا.
** الرَّحِيمِ ** بعباده, ومن رحمته بهم, أن وفقهم للتوبة, وعفا عنهم وصفح.
وأضيف وقد جاء في تفسير بن كثير معنى قوله تعالي :
**قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين**
قال الضحاك بن مزاحم في قوله " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه .
ــــــــــــــ
والحمد لله نحن متفقون على أن الضمير من كلام الفلاسفة وكثير من الغربين العلمانين الذي لا يؤمنون بوجود الوازع الديني والخشية من الله فلذلك لا معيار واضح للضمير عندهم فضميرهم مع أبناء جلدتهم حي ومتيقظ أما مع المسلمين فلاضمير عندهم ، بل لقد علمت أن بعض العلماء المسلمين الذين خاضوا غمار الفلسفة وعلم الكلام وتأثروا فيهما... استخدموا مصطلح الضمير ... ولكن الأقرب للصواب أن نقول خشية الله ، المراقبة، النفس اللوامة كما اتفقنا بداية .
ـــــــــــــــــــــــ
وهذه نصيحة عامة لنستفيد وقرائنا الكرام
للشيخ صالح الفوزان حول اقتناء وقراءة التفاسير
السؤال/ التَّفاسير كثيرة ؛ فما هو التَّفسير الذي تنصح بقراءته ؟
الإجابة/ لا شك أن التفاسير كثيرة والحمد لله وهذا من نِعَمِ الله - سبحانه وتعالى - والتفاسير متفاوتة منها المطوَّلُ ومنها المختصر ومنها التفسير السَّالم من الأخطاء ومنها التفسير الذي فيه أخطاء ولا سيما في العقيدة والذي أنصحُ به إخواني هو " تفسير ابن كثير " فإنه من أعظم التّفاسير وأحسنها طريقة ومنهجًا ؛ لأنه يفسّر القرآن بالقرآن أولاً ، ثم بالسنة النبوية ، ثم بأقوال السلف ، ثم بمقتضى اللغة العربية التي نزل بها ؛ فهو تفسير متقن وموثوق ، وأيضًا هناك " تفسير البغوي " وهو تفسير مختصر جيد على منهج السلف وتفسير الحافظ ابن جرير الطبري ؛ فهو تفسير واسع وشامل ؛ فهذه التفاسير موثوق بها وكذلك تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي ؛ فهو تفسير جيد وسهل العبارة غزير العلم ، أما بقية التفاسير فهي تجيد في بعض النواحي ولكنها فيها أخطاء ولا سيما في العقيدة ولا يصلح أن يقرأ فيها إلا الإنسان المتمكن بحيث يأخذ منها ما فيها من الخير ويتجنب ما فيها من الخطأ لكن المبتدئ لا يستطيع هذا ؛ فعليه أن يأخذ التفسير الذي ليس فيه مزالق وليس فيه أخطاء ؛ مثل " تفسير ابن كثير " و" تفسير البغوي " و" تفسير الحافظ ابن جرير "
وكلها تفاسير - والحمد لله - قيمة وجيدة .
ــــــــــ
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال