الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء :
حقا هذا من البلاء والابتلاء فصبرا أخيتي فأن البلاء اذا أقبل تحزمت الشياطين له وجعلته مركب اليك وظنت انها قد ادركت بغيتها ممن كرمه الله عليهم . شمر ي عن ساعدي الصبر واجعلي فكرك في مابين يديك من الايام القادمه ومالاح ليل مصيبه وصبر عليها العبد الا تبعه فجر النصر مع الاجر ولاتظني ان هذا ليس مقدر عليك .. لا .. بل قدره الله عليك وعلى الناس وذلك ليميز الخبيث من الطيب وربما هذه المصيبه هي فجر صادق لكشف هموم وغموم فان بها يأنس الفقير مع الغني سبحانه ويأنس الضعيف مع القوي سبحانه ويأنس المظلوم مع الرحيم سبحانه . هاقد بان لك نور الطلب فأطلبيه وتبتلي اليه فان ماعندك ظاهره العذاب وباطنه الرحمه ولو تعلمين ما يجزيء به الكريم على الصبر لكان الصبر احب العبادات اليك فانه يجزيء عليه بغير حساب فاذا كانت الصدقات وغيرها من سائر العبادات تقدر يوم القيامه بحسنات معدوده فأن الصبر يجزيء بغير حساب وأصحابه هم الذين يطلبون العود الى الدنيا حتى يقطعوا بالمناشير لما يرون من اجر الصابر
سبحان الله ان لك دموع تخرج من القلب بحرارة المظلوم وقد يأست من العباد ان ينفعوها بشيء وعلمت ان ماتعلق بها القلب سابق انما هو سراب بقيعه يحسبه الظمان ماء . الان ستعلمين معنى لو اجتمع اهل الارض على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك . الان ستعرفين من كل قلبك قوله ففروا الى الله . الان يخلوا القلب من كل شيء الا من الله هذا اول منازل الصابرين فأري الله منك صدق التوكل وصدق اللجؤ اليه ولا تتسخطي ولا تجزعي وان كلموك وقالوا بالاشارة او باللمز فقولي أنما أشكوا بثي وحزني الى الله لاتتكلمي بهم في المجلس واذا ذكروا لك فاستغفري لهم والتمسي العذر فان اغلب الناس همج رعاع الا من رحم ربي فاذا رايت المصيبه جاءت من اقرب الناس اليك فاعلمي انه من عظيم المنه ولك في الخليل ابراهيم سنه ولمحمد صلى الله عليه وسلم قدوه فانهم ابتلوا بأبائهم وعشيرتهم الاقربين فان الخلة منزلة عظيمه فلا بد ان يخلوا القلب من احب شيء حتى يكون لله خالص
وعليك بالدعاء فانها السهام التي لاتخطيء وأياك ان تدعين عليهم بل ادعي لهم
أتهز بالدعاء وتزدريه وماتدري مافعل الدعاء سهام الليل لاتخطي ولكن لها اجل وللاجل انقضاء
احببت ان اسلي نفسي واسليك يأخيتي
فان نسال الله ان يثبتك ويعجل بالفرج