..الاخ الحبيب ..بو راشد ..إن من قدرات الجن والشياطين فى تواصلها فيما بينهم من سرعة ومقدرة من الله فى تسيير كونه جعلها تكون هى الوسيلة لتعلم البشر السحر حتى إضلالهم ووقوعهم فى شر أعمالهم لوقوله تعالي ..(وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفرو يعلمون الناس السحر) البقرة.
وكل إنسان معه شيطان ومعه ملك،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم).
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين، فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه، ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله، والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل، وتشجيعه على الباطل، وعلى تثبيطه عن الخير.
...ولكن العلاقة التى تربط القرين هى التراسل فيما بينهم ...لقوله تعالي ..(إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) الاعراف...,بذلك عملية الرؤية قائمة كما تكون عملية التراسل والتى تخفا عنا ولا نستشعر بها إلا من خلال الوسوسة وإذا زادة بالمقادير الحسية شعرنا بها من خلال الاذى ..
فطبيعى يكون التوافق ما بين عملية القراين فى التسهيل على عملية مساعدة الخادم الموكل لهذا الساحر والذى يحاول الالمام بظروف غريمه المتمثل بالضحية المستهدف .
...اما سؤالكم لتلك الحدود فهو فعلمها عند الله حيث إنه ملازم له وهو ما يجعله على إطلاع كامل بحياته وسلوكياته والذى يهويه بها حين إستهوائه لنفسه وغوايتها لقولته تعالي ..قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان فى ظلال بعيد .ق27
أما أمكانية أبن آدم منعه للاطلاع على أسراره ..فهذا يتقدير من الله ليس بزواله على حسب إعتقادى وهو بالطاعات والامر بما امر الله ورسوله وما نهي الله به عبده وكذلك رسوله الكريم ...يكون فى عصمة الحافظين الذى جعلهم الله موكلين لهذا العبد العابد لله ووصول البلاغ إلى الساحر عن طريق اعوانه بان هذا العبد مستقيم لله ومطيع ولا يعصي ما امر الله به ورسوله ..فبهذا يكون القرين قد أرسل الرسالة والتى تحول بين تلك الاسرار المحيطة بهذا الشخص لا يلتقط عليه العيوب والتى قد يستغلها القرين والشياطين للاستحواذ عليه والله اعلم