أحبتي في الله
لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء . و الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر و لاشك أشد بلاء الناس الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة .
وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط .
وما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .
ويود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء .
و مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصبيه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرزة لا تهتز حتى تستحصد .
والمرض حطة يحط الخطايا عن صاحبه كما تحط الشجرة اليابسة ورقها . و الدواء من القدر وقد ينفع بإذن الله تعالى .
و الله تعالى ينزل المعونة على قدر المؤنة وينزل الصبر على قدر البلاء .
فالدعاء الدعاء ...
والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء . فلنتحر أوقات الإستجابة ولنجتهد بالدعاء فالدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا . وفي الثلث الآخر من الليل وأقرب ما يكون العبد لله وساجد و عند نزول الغيث .
وهذا كله مما صح وثبت عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضل الباري عظيم وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
يتبع