بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأخ طلعت:
الاخت الفاضلة ..نورها ... بما إننى اوافقك فى كثير من النقاط والتى هى موضع الاساسفى الحرص على العلاجات المشروعة وعدم المُغالاة بها والتسلم لامرها .
...وهناأختلف برؤية أخرى حول المفهوم والتى جاء تحت سطورك لهذاالقول...اقتباس:بحيث توهم المريض وتربطه بالخلطة على أنها هي مصدر الشفاءبإبطالها للسحر، وهذا مفهوم خاطئ ينبغي أن يُصححولو دخلنا بتعمق بدل الفكرالسطحى للمفهوم ...ألم نجد أن إذا أمكن أخراج السحر يسهل فكهُ ..بمعنى إذا كانتالتلاوة لوحدها هى التى تفى بفك السحر وزواله ..سؤالى لماذا الرسول الكريم لم يكتفىبالقراءة على نفسه لابطال السحر...وقام باخراج السحر من البئر!؟
إن لعملية خروجالسحر هل الانجع لفكه وزواله ولذا فمن الافضل أن يقوم المرء بمساعدة نفسه بالتلاوةوالاعشاب المساعدة والتى تسهل عملية خروجه ليتم فكه, ومن السحر من يتم فكه حالخروجه من جسم المريض ايظاً ..فهل هذا عمل وهمى بعد حصول التغير المفاجىء للمريضنفسه !؟...أعتقد بانه يجب علينا التوضيح بعدم الاصراف فى التركيز على ان السحر يقومبفكه على هذه الاعشاب والوصفات فقط بل هى تكون مُساعدة فى حال وجود النية والقراءةعليها باذن الله .(انتهى قوله).
أقول :
اعلم أخي أن السحر لا يبطله إلا الله عز وجل والدليل قوله تعالى {قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله **.
والأعشاب المفردة التي وصفها وزكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لها تأثير على وظائف الجسم وتنقيته من كل السموم ، ولكنها حتماً لا تبطل السحر ، فالعجوة مثلاً التي وصفها النبي الكريم تعطل فاعلية السحر 12 ساعة فقط ولا تبطل السحر، والدليل من السنة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر حتى يمسي" [الحديث].
فلم يقل أن العجوة تبطل السحر ولكن توقف ضرره فقط لمدة 12 ساعة أي من الصباح إلى المساء. ولم يرد عنه ولا عن صحابته أنهم قالوا بأن الأعشاب أو الخلطات تبطل السحر، وإن كان لديك دليل يناقض هذا الكلام فأرجو أن تأتي به لتفيدنا؟.
فالعجوة تنشط الكبد فتفرز مضادات للسموم فيطهر الدم من السحر بعد إبطاله، ولها تأثير على دور الجن في الجسممما يضعف سيطرته بالتدريج وتنهار قواه سريعا.
هذا بالإضافة إلى كون السحر أنواع، فهناك سحر خارجي أي خارج الجسد وقد يكون مدفوناً أو مرشوشاً أو مغيباً في أعماق البحار والمحيطات، وهناك سحر داخلي أي مأكول أو مشروب.
واعتقادك بأن السحر لابد من إخراجه حتى يسهل إبطاله فما دليلك عليه؟
فلو جاءك مثلاً مريض من بلاد بعيدة جدا والسحر دفن هناك في عمق المحيط
فهل تبحث عن إبطال سحره بالقرآن والدعاء أم أنك ستشترط إخراجه من أجل إبطاله؟
لو اشترطت إخراجه لقلت باستحالة أن يبطله الله عن بعد، وإن قلت لا يشترط إخراجه.
إذن فإخراج السحر ليس شرطا لإبطاله. أرجو أن تكون قد اتضحت لك الأمور جيداً.
أما أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج السحر فوراء هذا الفعل حكم متعددة ، منها :
أولا: ليثبت لأصحابه صحة رؤياه في مسألة السحر التي تعرض لها، فكان لابد من أن يروا المادة السحرية بأعينهم حتى يصدقوا ونصدق نحن من بعدهم ويكون هناك اطمئنان (وهذا من بيان الاعجاز).
ثانياً : ليثبت لنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن السحر صناعة **قال تعالى إنما صنعوا كيد ساحر** ويبين لنا كيفية صناعته من قبل السحرة حتى لا يبقى هناك ثمة شك في عقولنا.
ثالثاً : كذلك ليعلمنا كيف نتعامل مع السحر إن عثر عليه أو أمكن استخراجه.
فمن يعجز عن التعامل مع أمر تكليف عن بعد فهذا ليس أدل على قصوره العلمي، لأنه من المحال أن يكون إخراج السحر شرط لإبطاله.
..إذا أمكن التوضيح لمصدر القوة المكتسبة وصحة إثبات هذاالقول:
"وذلك حتى لا نعطي له فرصة ليتقوى فيها فيأتيه المدد من الخارج ليعود إلى قوتهالسابقة"
المجمع عليه أن هناك ساحر من الجن يتابع السحر بالكامل، والخادم يعمل تحت إمرة هذا الساحر.
وبالتأكيد فالساحر من خارج الجسم يهدد الخادم ويتوعده حتى ينفذ ما هو مكلف به.
وقال تعالى ** واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان** [الآية] ، وهذه الشياطين هم سحرة الجن يعلمون الناس السحر.
فالجن فيهم الأسياد وفيهم العبيد، فالخادم عبد والساحر سيد، وهذه مسألة لا تخفى على معالج خبير.
هذا الساحر الجني مهمته إمداد الخادم بالدعم والقوة إذا ما تورط في عمله وتعرض لضغط الرقية {بعضهم أولياء بعض** ، لأن ساحر الجن يحرص كثيراً على إنجاح المهمة ويقوم بكل ما يلزم لكي يطول السحر ويدوم داخل الجسد محدثاً أمراضاً وخللاً في جسم.
وهناك الحديث المشهور الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله :
فعن جابر قال: قال رسول الله: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخلوحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم اللهعند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء).
و"ها هنا" تفيد أن الشيطان يتكلم من داخل البيت لا من خارجهوهو يكلم جمعاً من الشياطين وليس شيطاناً واحداً وهذا يدل على أنه القرين.
وهذا بدليل الحديث الذي رواه مسلم والإمام احمد عن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال: وإياي لكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير".
فالقرين يلازم الإنسان في كل زمان ومكان ومهمته هو محاولة إضلالنا والتربص بنا ليوقعنا في المعصية.
اذن من خلال الحديث الذي سبق فإن هناك مدد يأتي من الخارج، وعلى هذا؛ فمن أهم وظائف القرين، أنه يفتح الباب لدخول الشياطين إلى البيت، وإلىجسد مقرونه بهدف التسلط عليه، وبهدف إبقاء السحر داخل الجسد عن طريق تقوية خادم السحر الذي بداخل الجسم.
..نشكرلكم حرصكم وتعاونكم وإهتمامكم فى بهذا الخصوص ...ونطلب منكم فضلاً أن يتم إفادتناوتزويدنا بهذا السند من تقارير ونتائج مخبرية لما لها من مخاطر على صحة الانسان حتىيتم مقارنتها والنقاش من خلالها والاستفادة منها ...وبارك الله فيكم
إن الذي يقدم الخلطات للناس قصد العلاج خاصة وأنها خلطات مأكولة وتدخل في داخل الجسم، فهو ملزم ببيان صحتها وخلوها من كل المخاطر والمضاعفات، ولابد أن يبين المعلومات والتحليلات المختلفة للناس قبل أن يأمرهم بتناولها. فالبينة على من ادعى وليس العكس.
ولكن رغم ذلك فقد أخذت المبادرة واتصلت بعض الخبيرات من صديقاتي في ميدان الصيدلة وبيولوجيا علم الأحياء والطب، فأخبروني بأن هذه الخلطة بالذات وأقصد خلطة الشوبكي لها أضرار كثيرة على الجسم بسبب التفاعلات الكيميائية الناتجة عن التقاء مواد غير متناسبة فيما بينها.
إن صاحب الوصفة ملزم بأن يقدم التقارير الطبية التي تثبت سلامة وصفته وليس على كل مريض أن يتكبد مشقة البحث وتكبد نفقات التحليل.
بل أنا التي أطالبك وأطالب شيخنا أبو البراء بعرض شهادة طبية تثبت ما ذكرتموه من سلامة الوصفة على صحة الإنسان ولست أنا المطالبة بذلك.
وقد أعجبني كثيراً ما كتبه أبو البراء في مقاله المعنون : " حكم استخدام الأعشاب المركبة في الرقية والعلاج" فهو من أجمل ما قرأت في هذا المجال، فبارك الله فيه على ما خطت يمينه في هذا المقال.