السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تعقيب لي على طريقة سحب السحر من العروق
لقد قمت بمطالعة هذه الطريقة مسبقا وهي تختلف تمام الاختلاف عن طريقتي التي سبق وشرحتها، فالطريقة التي طرحتها هي طريقة للكشف عن مواضع الأسحار وتجمعها في الدم، أما هذه الطريقة فهي من وجهة نظر مبتكرها طريقة علاج، وشتان ما بين العلاج والكشف، ولي وجهة نظر وتحفظات شخصية بخصوص هذه الطريقة، وهي كالآتي:
المعالج هنا يقوم بإخراج السحر من العروق عن طريق الفم وعن طريق المعدة والعرق والبول والبراز، وهذا يعني افتراض وجود فتحة خروج ما بين العروق والمعدة والمثانة والمستقيم والغدد العرقية، والأوعية الدموية أو الجهاز الدوري مستقل بذاته عن الجهاز الهضمي وجهاز الإخراج، وعلى هذا فلو أن السحر خرج عن طريق الفم فمن المفترض أن يخرج دم، وطبعا المعالج هنا لم يذكر خروج دم، إذا فهذه الطريقة متعلقة في الغالب بأمر غيبي خاص بعالم الجن، وفي الغالب الراجح هو (قرين مادة الجسم)، فإذا فرضنا صحة تحليلي هذا، فإذا كان هذا يتم عن طريق (قرين مادة الجسم) فصفات القرين تتبع صفات المقرون، فإذا استحال هذا في عالم الإنس فهو محال في عالم الجن ايضا.
أقصد إذا كان وجود فتحات بين العروق والفم والمعدة معدوم، فهو كذلك معدوم في القرين، وبذلك تبطل صحة هذه النظرية، إلا أنها كنظرية صحيحة من وجهة نظر تحريك السحر في الدم وتجميعه في بؤر محددة ثم التعامل معه بعدة طرق مختلفة بعد ذلك، فمن هذا الجانب يصح هذا، أما القول بأن السحر يخرج من الفم والمعدة والبول والبراز بهذه الطريقة فمستحيل نظريا وعمليا، إلا في حالة واحدة فقط أن يجمع المعالج السحر في موضع محدد ثم يقوم (باستجنان السحر) أي يدعو الله تعالى بصرف السحر إلى عالم الجن وإبطاله هناك، فيتم نقل السحر إلى (قرين مادة الجسم)، ويبطل هناك في عالم الجن.
وطريقة استجنان السحر هذه أتبعها مثلا مع السحر المأكول والمشرب، فبدلا من القيء و الإسهال والتبول يتم استجنان المادة السحرية، وإبطالها في عالم الجن، وبذلك أجنب المريض مشقة القيء والإسهال وتناول الملينات والوصفات الضارة بالجسم غالبا، وقد نجحت هذه الطريقة بنسب عالية جدا، ولا تستغرق عشرة دقائق على الأكثر، وحسب كمية الأسحار الفرعية المتعلقة بالسحر الأصلي، مع اختيار التوقيت المناسب لهذه العملية.
ثم إن هذه الطريقة يصعب عملها بغير يد المتخصص، خاصة أن المعالج أعلم الناس بمسارات العروق والشرايين والأوردة، فوظيفة الشريان خلاف وظيفة الأوردة فهذا ينقل الدم المؤكسج من القلب إلى الجسم، وذاك ينقل الدم المؤكسد من الجسم إلى القلب، فكيف يستطيع المعالج بهذه الطريقة التحكم في حركة الدم؟ إذا فلابد من إلمامه بعلم التشريح أولا حتى يتقن هذه الطريقة، وعلى هذا فغير المتخصص لا يستطيع القيام بها بنجاح، وبالتالي من المستحيل أن يقوم بها المعالج مع الإناث تحت أي ظروف أو ضوابط كانت، وسيكون العمل بها قاصرا على الذكور البالغين والأطفال الصغار بوجه عام، وهذا على عكس طريقة الكشف بالضغط التي ذكرتها فمواضعها محددة ومعروفة يمكن لأي شخص القيام بها خلاف المعالج.
لذلك أعتبر هذه الطريقة هي مجرد نظرية جانبت الصواب، ومن الصعب تطبيقها بوجه عام، والتأكد من نتائجها على وجه الخصوص، لأنها تخالف الواقع، فجني النتائج ليس شرطا لصحة النظرية خاصة مع عالم الجن، وإلا فهذه النظرية لها جانب منطقي لا أعلمه، وكان حريا بالمعالج قرن النظرية بالطريقة، وهذا لم يحدث.