بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( نورها الثانية ) ، لا فضَ فوكِ ولا عاش من يشنوكِ ، ما تقولينه هو ما ندين الله به ، ولكن لي بعض التعقيبات حول ما جاء آنفاً :
أولاً : أما قولكم يا رعاكم الله - :
( وأبو البراء هو من يزكي هذه الطروحات، سواء كانت عبارة عن أدعية أو برامج نظرية يمارسها المريض في شكل عبادات أو حركات رياضية أو عبارة عن خلطات أعشاب يتناولها المريض كسبب من أسباب الشفاء 0
من هنا تبدو المسؤولية كبيرة ، فالناس يثقون في الشيخ ويقصدونه لما له من سمعة طيبة وعلم نافع بحول الله في هذا المجال 0
قلت وبالله التوفيق : ما تفضلتم به هو منهجي الذي أسير عليه في العلاج والاستشفاء :
ولذلك أنصحكم أخيتي الفاضلة بمراجعة الرابط التالي :
( && حكم استخدام الأعشاب المركبة في الرقية والعلاج && )
واعلمي يقيناً أخيتي الفاضلة بأنني أضع نصب عيناي أمانة هذا العلم في كل ما أقوله أو أتحدث به ، وعندما تشكل عليَّ مسألة ما أعود لعلماء الأمة العاملين العابدين ، حتى يستقيم الأمر وفق الكتاب والسنة وعلى منهج سلف الأمة 0
ثانياً : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( لاحظت بأن أغلب المنتديات المختصة بالرقية الشرعية والعلاج الروحي تعطي أهمية كبرى للخلطات ، بحيث توهم المريض وتربطه بالخلطة على أنها هي مصدر الشفاء بإبطالها للسحر، وهذا مفهوم خاطئ ينبغي أن يُصحح ، لأنه لم يرد عن الرسول صلى الله ولا عن الصحابة ولا عن سلفنا الصالح بأن خلطة ما أبطلت سحراً، بل إن السحر يزول بكلام الله عز وجل وبإخلاص المريض في دعائه وتضرعه إلى الله، فالله هو الذي يُبطل السحر بكلماته ** قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ** ) 0
قلت وبالله التوفيق :
1)- نحن نتحدث عن منتدانا الغالي والحبيب ، وقلَّ أن تجدي وصفات من الأعشاب إلا ما ندر وقد توفرت فيها شروط الضوابط الحسية ، وحتى يستقسم الأمر وتعم الفائدة أعيدها للتذكرة :
1)- إثباتها كأسباب حسية للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى :
فالدواء لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال ، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المريض فيزول ، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء ، وأما الضابط لكل ذلك فهو التجربة والممارسة من قبل أهل العلم الشرعي الموثوقين المتمرسين الحاذقين في صنعتهم الملمين بأصولها وفروعها 0
2)- عدم الاعتقاد فيها :
ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتقاد في هذه الاستخدامات وأنها تؤثر أو تنفع بنفسها أنما هي أمور جعلها الله سبحانه أسبابا للعلاج والاستشفاء بإذنه تعالى 0
3)- خلوها من المخالفات الشرعية :
بحيث لا تحتوي كافة تلك الاستخدامات على أمور محرمة شرعا ، أو قد ورد الدليل بالنهي عنها 0
4)- سلامة الناحية الطبية للمرضى :
ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضبط كافة تلك الاستخدامات مراعاة سلامة الناحية الطبية ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ( السلسلة الصحيحة 250 ) وكل ذلك يؤكد على اهتمام المعالِج بالكيفية الصحيحة للاستخدام لما يؤدي إليه من نتائج فعالة وأكيدة بإذن الله تعالى ، وكذلك لعلاقتها الوطيدة بسلامة وصحة المرضى ، ومن هنا كان لا بد للمعالِج من إيضاح بعض الأمور الهامة للمرضى والمتعلقة بطريقة الحفظ والاستخدام ، وهي على النحو التالي :
أ - الكمية المستخدمة 0
ب- طريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة 0
ج - طريقة الحفظ الصحيحة 0
د - فترة الاستخدام 0
ويستطيع المعالِج الاستعانة بالمراجع الطبية أو المتخصصة في هذا الجانب ، لمعرفة تلك المعلومات وتقديمها للمرضى ، بحيث يكون مطمئنا على النتائج الفعالة والأكيدة ، دون التخبط في طرق استخدام الأدوية الطبيعة آنفة الذكر ، أو الكيفية الخاصة بها ، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على صحة وسلامة المرضى 0 والأولى أن يقوم المعالِج بإرشاد المرضى لمراجعة أهل الخبرة والدراية ممن حازوا على إجازات علمية في الطب العربي ليقدموا لهم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن كيفية الاستخدام 0
5)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين :
ومن ذلك الإيعاز للمرضى باستخدام بعض البخور التي تشابه العمل الذي يقوم به السحرة والمشعوذون في طرق علاجهم ، مما يؤدي بالآخرين لنظرة ملؤها الشك والريبة للرقية والعلاج والمعالِج 0
6)- عدم المغالاة :
ومن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المعالِج غاية الاهتمام في كافة الاستخدامات المتاحة والمباحة هو عدم المغالاة فيها بحيث يصرف الناس عن الأمر الأساسي المتعلق بهذا الموضوع وهو الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0
7)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم :
وهذا مطلب أساسي يتعلق بكافة الاستخدامات ، حيث أن بعض الأمور تتضمن دقائق وجزئيات قد تخفى عن الكثيرين وقد تحتوي في طياتها على أمور منافية للعقيدة أو مخالفات شرعية لا يقف على حقيقتها ولا يحدد أمرها إلا العلماء الربانيين 0
2)- هي أسباب حسية للعلاج والاستشفاء ليس إلا والشفاء أولاً وأخيراًُ من الله سبحانه وتعااى وهو من يسر لنا الأسباب الشرعية والحسية للعلاج والاستشفاء 0
3)- مما لا شك فيه بأن الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يبطل السحر ويشفي المريض ، ومن أجل ذلك جعل لنا الأسباب الشرعية والحسية للوصول إلى هذا المراد ، مثل ذلك مثل الطبيب والطب العربي وطب الأعشاب ولا ينكر ذلك مطلقاً فهناك فرق بين الأسباب الشرعية والحسية 0
وكون أن الصحابة لم يستخدموا أسباب حسية في علاج السحر ونحوه ، فلا يمنع ذلك من استخدامه من قبلنا فجرب ونفع ، ولا زلت أتحدث عن الأسباب الحسية ، أما الشرعية فهي توقيفية تعبدية 0
ثالثاً : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( بالنسبة للأعشاب فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأعشاب المفردة التي فيها نفع كبير للجسد، وحث المسلمين على حسن استعمالها، مثل الحبة السوداء والعسل والسنا والسانوت والتمر وخاصة منه العجوة وزيت الزيتون والزنجبيل والحلبة وغيرها من الأعشاب النافعة ) 0
قلت وبالله التوفيق : وهل يمنع مثل ذلك من تقدم طب الأعشاب واستخدام خلطات من قبل الأخصائئين في هذا العلم وقد أتت بنتائج باهرة تفوق الوصف والتصور ، فإن كان من يعد تلك الخلطات عالم بفنه خبير بصنعته فنعما بها ولا ينكر عليه مطلقاً بحجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، ولا زلنا نتكلم في المسائل الحسية وليست الشرعية ، مثل ذلك مثل تقدم العلومك الطبيىة بكافة تخصصاتها 0
رابعاً : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( أما من الناحية الشرعية فالمطلوب من الواصف للخلطة أن يكون لديه سند شرعي يدل على أن هذه الخلطة قد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم أو وصفها الصحابة والتابعين وعلماء السلف من بعدهم من أطباء اختصاصيين في مجال الطب مثل الرازي وابن الهيثم وابن سينا وغيرهم من فطاحلة الطب الإسلامي ) 0
قلت وبالله التوفيق : هذا الكلام مجانب للصواب ، وما يدل على ذلك ما أوردته آنفاً حول مسألة الأسباب الحسية المتبعة في العلاج والاستشفاء 0
خامساً : أما بخصوص خلطة الشوبكي فأرجو قراءة الموضوع بتمعن حتى تصلي إلى الحق المنشود ، وقد ذيل الكلام في المسألة بقول لأحد علماء الأمة الأجلاء 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0