السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي في الله (مسك)
يجب أن تفرقي بين الرقية وهي مجرد الدعاء لرفع البلاء، وبين الرقية كوسيلة تطبيقية للعلاج من الأمراض الجنية، هناك بون شاسع بين الاستخدامين، فالرقية بوجه عام تأتي دائما بعد وقوع البلاء لرفعه عن المبتلى، أما الاستعاذة فتأتي قبل وقوع البلاء للتحص من بالاستعاذة بالله تبارك وتعالى،إذا فكل من الاستعاذة والرقية دعاء، لكن هذا له زمانه وذاك له زمن آخر، والرقية على هذا لها هدف محدد وهو رفع البلاء عن المبتلى، فهناك رقية من الأمراض البشرية والنفسية وكذلك من الأمراض الجنية، والتعامل مع الأمراض الجنية له خصوصيته، وهذه الخصوصية في التعامل منها ما هو متعلق بالجني ذاته، ومنها ما هو متعلق بالمريض، ومنها ما هو متعلق بالمعالج، والذي يهمنا هنا هو المعالج وصفاته التي تؤهله لتحمل هذه المسؤولية، منها الشجاعة، وأنا شخصيا لا أخفي عليك سرا كان هناك حالات يقشعر منها بدني.
يكفي أن المريض نفسه شاب شعره في أقل من شهرين، هذا من شراسة وضراوة ما كان عليه من شياطين وأبالسة، وكانت امرأة ساحرة من الجن، وكان لها (عنكبين) يخرجان من فمها، تستخدمهما في التحليق، والتقطيع، والقتل، وغير ذلك الكثير، حتى الجن المسلم لم يستطيعوا مهاجمتها، رغم شدة قوتهم بسبب هذه العناكب، وكانت هذه الشيطانة على اتصال مباشر بإبليس، وقد عرضت علي أن أكون أكبر (ملك يحكم العالم في هذا الزمان) في مقابل خروجها تماما من جسد المريض وشفاؤه، بشرط واحد فقط وهو، أن أكتب لها على ورقة (أنا مسؤول عن كل ما سيحدث)، على أن تحتفظ هي بهذه الورقة، بكل تأكيد هذه الورقة ستقدمها إلى إبليس حتى يلبسها التاج، وطبعا هي لم تصل إلى هذا الحد من التنازل إلا بعد أن خسرت ملكها كله على مدار عدة سنوات، وفي مقابل هذه الورقة كان من الممكن أن تسترد كل قوتها من إبليس، إلى أن نصرني الله عليها وهي الآن أسيرة في أيدي الجن المسلمين، بعد معارك استمرت عدة سنوات دفعت فيها كمعالج الثمن الغالي والرخيص.
وبسبب هذه الشيطانة تم إيقافي قبل فجر ليلة ضرب أبراج أمريكا، ولم أعلم بالحدث إلا بعد حدوثه بيوم، هذا من جراء السحر الذي تسببت فيه هذه الشيطانة وبعض سحرة الإنس، وتم خروجي من السجن بعد اسبوع واحد، الطريف في الأمر أنه تسلط علي اثنين من وزراء إبليس وربما ثلاثة لا اذكر على وجه التحديد، وكانا موكلين (بسحر الخوف) حتى كاد الخوف يقتلني، ورغم هذا لم أكن أشد ثباتا إلا في أثناء التحقيق معي وأنا معصب العينن، فإذا نزلت إلى الزنزانة بدأ عمل الشياطين معي في االتسلط بالرعب الذي بالفعل كاد يوقف نبض قلبي، وأصبت بالهزال الشديد خلال فترة أسبوع فقط رغم أن جسمي طويل وممتلئ نوعا ما، كل هذا حدث لي بسبب حالة هذا المريض، فهل من الممكن لك أن تتخيلي ما معنى أن يتسلط اثنين من وزراء إبليس على إنسان بالرعب والخوف؟
وكنت أضطر في بعض الجلسات مع هذا المريض عند حضور الجن على جسده إلى الاشتباك باليد والتلاحم بالجسد مع المريض، بعد أن يكون كل من في المكان قد فروا وأغلقوا علينا الباب من الخارج، طبعا غلق الباب كان بأمر مني حتى لا يهرب مني المريض، لم يكن أحد من أهل المريض يتحملون منظره ولا صوته أثناء هذه المعارك التي لم تخلو من إصابات لكلا الطرفين المعالج والمريض.
هذا غيض من فيض، والأحداث والذكريات كثيرة جدا، أعتقد أنه في هذا القدر كفاية لكي تتعظي انت ومن تحاول من النساء إقحام نفسها في عمل لا يستطيعه إلا الرجال، وهو التعامل مع الجن، المسألة ليست إيمانا وتوكلا فقط، ولكن أسبابا أوضعها الله في الرجل وفضله بها على المرأة.
والله ولي التوفيق