السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب بارك الله فيما ذكرت
لكن الصوفية يزعمون وكذلك السحرة أن هناك خاصية لكل سورة وآية وأن لها ******ة موكلة بها وبكل حرف, ان تعلم هذا الكلام كله فيما فيه غنى عن سرده، نعم أوافقك في انهم يدلسون ويسحرون بتدنيس المصحف كما سبق وأشرت فضيلتكم، فهناك فرق بين أن القرآن نفسه سحر، وهذا كفر محض لا مراء فيه، وبالتأكيد لم اقصد ذلك، وله معنى آخر هو التدليس والتدنيس، وهذا بكل بد ما أقصده، سبحان الله !!!!!!!!!!!!
فلا يصح أن يذهب ذهن الأخ الحبيب (الباحث) إلى المعنى السيء لا الآخر، لأنه احتمال لا يصح أن يرد بذهنه بالمرة في حق من نطق الشهادتين من أهل القبلة، ولم يرد حتى على لسان فاسق أو زنديق، فلم أسمع في حياتي كلها أحد قال ذلك إلا شياطين الجن، وما ذكر بنص القرآن عن قول الكفار (وقالوا إن هذا إلا سحر مبين)، هذه ثوابت ومسلمات لا يختلف عليها اثنين.
الفضل في اللغة (ضد النقص والنقيصة، والتفاضل التمازي في الفضل.. وفي التنزيل العزيز (يريد أن يتفضل عليكم) معناه يريد أن يكون له الفضل عليكم في القدر والمنزلة، وليس من التفضل الذي هو بمعنى اإفضال والتطاول) لسان العرب
أما الخصائص في اللغة: (يقال وخصه واختصه أفرده به دون غيره. و اختص فلان بالأمر وتخصص له إذا انفرد به دون غيره). لسان العرب
إذا ففضائل القرآن أي تمايز سور القرآن بعضها على بعض.
أما خصائص القرآن فهي ما انفردت به كل سورة من فضل دون غيرها.
وهذه الفضائل والخصائص لا تعلم إلا بنص شرعي وبوحي منزل، فالصوفية لم يتكلموا في فضائل القرآن، وفصلوا بينها وبين خصائص القرآن، فالخصائص هي ما تلقوه من العم اللدني وبالوحي والهام، وكتبهم مكتنزة بمثل هذا الإفك والعياذ بالله، لذلك وجب الفصل بين الخصائص التي يلحقها هؤلاء بالقرآن الكريم، وما ثبت بنص صحيح، وهذا هو الذي أقصده، وهو مدار كلامي، ولو راجعت كلام أخونا (جمال المصري) في بعض مداخلاته فقد ذكر شيء من هذا، لحرق كذا اقرأ كذا، وهذا كما هو أقر من وحي سحرة الجن، لا من نص شرعي، فسحرة الجن خصصوا سورة كذا لفعل كذا، وهذا هو مقصدي من كل ماذكرته في المسألة، لأن الخلط بين هذه المقاصد قد يوقع المسلم البسيط في ان يتلقى خاصية من هذه الخصائص المزعومة على أنها مشروعة، ونتائجها مجربة، وهي في الأصل تدليس من وحي الشيطان، وما هو إلا تدنيس لكتاب الله تعالى، وبفعل التدنيس يرتكب السحر وتزداد قوته.
هذا هو مقصدي في المسألة كلها حتى تتضح الأمور.