الأخ المكرم ( جند الله ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أما قولك أخي الحبيب – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( مبلغ علمي أن هناك فارق بين ( فضائل القرآن ) وبين ( خصائص القرآن ) حسب ما تعلمنا من شيوخنا، فضائل القرآن ثابت بنص شرعي، أما مسمى خصائص القرآن فهذا ما ذهب إليه الصوفية والسحرة منهم، زعموا أن للسورة الفلانية خاصية في تفريج الهموم والكرب، ولتلك خصائص في إنزال المطر، وعودة الآبق، وتوسيع الرزق، وتزويج العانس، وكل هذه الخصائص استدراك على الشرع، لأنه لم ينزل بها وحي من الله تبارك وتعالى، فلا يعلم فضل سورة على سورة إلا الله ) 0
فهو مجانب للصواب ، فالمعنيان مترادفان ، وانظر ما نقل في الموسوعة الفقهية تحت كلمة ( قرآن ) - ( خصائص القرآن ) :
( الكتابة في المصاحف : القرآن هو ما نقل إلينا بين دفتي المصحف نقلاً متواتراً ، وقيد بالمصاحف ، لأن الصحابة – رضي الله عنهم – بالغوا في نقله وتجريده عما سواه ، حتى كرهوا التعاشير والنقط كي لا يختلط بغيره ، فنعلم أن المكتوب في المصحف المتفق عليه هو القرآن ، وإن ما هو خارج عنه ليس منه ، إذ يستحيل في العرف والعادة مع توافر الدواعي على حفظ القرآن أن يهمل بعضه ، فلا ينقل ، أو يخلط مع ما ليس منه ) ( الموسوعة الفقهية – الجزء الثالث والثلاثون ) 0
كما نقل في نفس الموسوعة تحت عنوان ( الإعجاز ) :
( من خصائص القرآن أنه كلام الله المعجز المتحدي باعجازه ، والمراد في الإعجاز ارتقاؤه في البلاغة إلى حد خارج عن طوق البشر ، قال الزركشي : ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجز ، لأن العرب عجزوا عن معارضته ، قال تعالى : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) 0
قال القاضي أبو بكر ذهب عامة أصحابنا – وهو قول أبي الحسن الأشعري في كتبه – إلى أن أقل ما يعجز عنه من القرآن السورة ، قصيرة كانت أو طويلة ، أو ما كان بقدرها ، قال : فإذا كانت الآية بقدر حروف سورة وإن كانت كسورة الكوثر فذلك معجز ) ( الموسوعة الفقهية – الجزء الثالث والثلاثون ) 0
أما قولك أخي الحبيب – وفقك الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( ولكن كما هو ثابت أن للسحرة سحر بالقرآن وبآياته ) 0
قلت وبالله التوفيق : وهذا الكلام مردود ولا أصل له ، قد يكون قصدك أنهم يدلسون على الناس بذلك لأي قد رأيت مداخلتكَ وقد أعددت ارد ، فأين ثبت لكَ من مصادر التشريع بأن السحرة يتعاطون بالقرآن في السحر ؟؟؟ إنما هو تدليس أخي الحبيب للتلاعب بعقول الناس 0
الواجب أخي الحبيب أن نعلم أن السحرة يطرقون أبواباً يدلسون فيها على الناس باتخاذ القرآن بكيفيات ليبينوا أن ما يقوموا به يقع ضمن نطاق الشرع ، بل يمتهنون كتاب الله وسنة رسوله لنيل مبتغاهم من الشيطان ، ومععلوم لديكَ بأ السحر عقد بين الساحر والشيطلن ، فالساحر يمتهن القرآن والسنة ويكفر بالله عز وجل في سبيل أن يحقق له الشيطان بعض مآلابه ، وإليك أخي الحبيب بعض طرقهم في ذلك :
1)- الطريقة السفلية :
وتعتمد هذه الطريقة على الاستعانة بأكبر عدد من الجن والشياطين الذين يخدمون الساحر وينفذون أمره ، وهذا النوع من السحرة يصل إلى درجة عالية من الكفر والإلحاد ، وتقوم هذه الطريقة على انتعال الساحر المصحف بقدميه والدخول به إلى الخلاء والبدء بتلاوة العزائم الشركية التي تحتوي على طلاسم محددة ، وحال الانتهاء من ذلك يخرج من المكان فتسارع الجن إلى طاعته وتنفيذ أمره ، وهذا النوع من السحرة يصل إلى انحطاط في القيم والأخلاق والمبادئ وخبث في النفس قل أن يصله نوع آخر ، فتراه مرتكبا لجميع الكبائر ناهيك عن الصغائر ومن ذلك إتيان المحارم واللواط والزنى خاصة مع المريضات ، وسب الأديان ، وكل ذلك تحقيقا لنزواته وأهوائه وإرضاء للشيطان وتقربا منه 0
2)- طريقة النجاسة :
وتعتمد هذه الطريقة على كتابة سور أو آيات من كتاب الله عز وجل بالنجاسات كدم الحيض والغائط والبول ونحو ذلك ، ثم يبدأ بتلاوة العزائم الشركية التي تحتوى على طلاسم يتقرب بها إلى الشيطان وأعوانه ، فيستحضر الأرواح الخبيثة على تلك الصفة فتأتمر بأمره وتطيعه فيما يريد 0
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : ( ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلام الله بالنجاسة ، وقد يكتبون حروف كلام الله - عز وجل - إما حروف الفاتحة ، وإما حروف قل هو الله أحد ، وإما غيرهما ، بنجاسة إما دم ، وإما غيره ، وإما بغير نجاسة ، أو يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان ، أو يتكلمون بذلك ، فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين ، أعانتهم على بعض أغراضهم ) ( البيان المبين في أخبار الجن والشياطين - ص 59 ) 0
3)- طريقة التنكيس :
وتقوم هذه الطريقة على كتابة سور أو آيات من كتاب الله عز وجل منكوسة أي معكوسة فيكتب السورة أو الآية من آخرها إلى أولها ، ومن ثم يبدأ بتلاوة العزيمة الشركية المحتوية على طلاسم معينة تقربا للشيطان وأتباعه فيطيعوا أمره وينفذوا رغباته 0
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( من وسائل الرقى الشركية العزايم كما يسميها السحرة والمشعوذون والتي يكتبون فيها آيات قرآنية ولكنهم ينكسوا الآيات ويكتبونها مقلوبة ويضعون ذلك في الورقة التي تحل وتشرب ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0
قال الأستاذ مصطفى عاشور : ( يقوم الإنسان الخبيث النفس بكتابة كلام الله تعالى بالنجاسة ، وقد يقوم بقلب حروف ( قل هو الله أحد ) ، أو قراءة ( سورة يسن ) بالمقلوب ، أو غير ذلك مما يرضاه الشيطان 0 فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين أعانتهم على بعض أغراضهم ، مثل : تغوير ماء من المياه ، وإما أن يحمل في الهواء إلى بعض الأمكنة ، وإما أن يأتيه بمال من أموال بعض الناس ، وإما بإيذاء أحد يعاديه ) ( عالم الجن أسراره وخفاياه – ص 75 ) 0
4)- طريقة الأحرف المقطعة لكتاب الله :
وتعتمد هذه الطريقة على كتابة سور وآيات من كتاب الله عز وجل مقطعة ، وحال الانتهاء من كتابة السورة أو الآية يبدأ الساحر بتلاوة العزيمة الكفرية المحتوية على الطلاسم المتنوعة تقربا لتلك الأرواح الخبيثة التي تسارع لتنفيذ رغباته وتحقيق مطالبه 0
5)- التلاعب بالسور والآيات :
وتعتمد هذه الطريقة على كتابة سور وآيات من كتاب الله عز وجل ناقصة بعض الأحرف أو الكلمات أو أن يلجأ الساحر إلى تغيير بعض الكلمات من أساسها ونحو ذلك من تلاعب يدل على خبث ودناءة نفس ، وحال الانتهاء من ذلك يبدأ بتلاوة العزيمة الكفرية المحتوية على الطلاسم المتنوعة التي تستحضر الأرواح الخبيثة فتأتمر بأمر الساحر وتنفذ رغباته وطلباته 0
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب فليتسع لنا صدرك فما أردنا إلا الحق ، ونشهد الله على ذلك ، مع تمنياتي لك بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0