السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب (أبو البراء)
ما يراه النائم في منامه له تقسيمات رؤى رحمانية، وأحلام شيطانية واضغاث أحلام، ولكل من هذه الأنواع الثلاثة صفات وخصائص يعرفها المعبرون، وبهذه الخصائص يستطيعون التمييز فيما بينها، وهناك نوعيات خاصة مما يراه النائم لا يقع تحت هذه القائمة من الخصائص والصفات، وهذا يكون بمثابة الكشف البصري، وهو يقسم إلى قسمين (كشف بصري يقظي) و(كشف بصري منامي)، وبالقياس على ما يحدث مع المريض أثناء اليقظة في فترة عقد الجلسة يستطيع المريض محاربة الشياطين وضربهم وقتالهم ورد عدوانهم أثناء الجلسة، وهذا كله معروف بين المعالجين وليس فيه جديد، فالمريض قد يرى شيطانا أثناء الجلسة، فيأمره المعالج أمسك به ولا تدعه يفر ويهرب، فيمسكه المريض بالفعل، ثم أطلب من المريض قطع رأس هذا الشيطان فتقطع رأسه، وبنتهي بذلك هذا الشيطان، كل هذا وخلافه يحدث في الجلسات، وبالقياس عليه فهو يحدث مناما، فترى المريضة مثلا أن شيطانا يطاردها، أو يهجم عليها، فتصارعه فتصرعه، ومن هذا الكثير والكثير من الروايات ما لا حصر له، في واقع الأمر أن هذه المنامات ليست أحلاما، والسبب هو قدرة المريض على التفاعل معها، أي أنه يكون مالكا لإرادته، وهذا لا يكون إلا في حالة الاستحواذ على جسد المريض.
هذا النوع لا يصح ان يطلق عليه حلما، لأنه فاقد لأهم خصائص الأحلام الشيطانية، وهي تصوير الشيطان للحلم، وفقدان النائم لإرادته، وضعف النائم أمام الشيطان وسيطرة الشيطان عليه، وانتصار النائم على الشيطان وامتلاكه لإرادته وتفاعله مع المنام كل هذا في مجمله يخرج هذا من دائرة الحلم الشيطاني، إلى دائرة الكشف البصري، وطالما أنه يحدث اثناء النوم فهو كشف بصري منامي، في هذا الكشف البصري يستطيع المريض بطريقة يعلمها الله (ثم إني أعلمها لكن لا استطيع البوح بالسر فيها حيث لا أملك على هذا دليل) يقوم المريض بقتال الشياطين ودحرهم بإذن الله، وخاصة في عمليات يعجز الجن المسلم عن القيام بها، ولا بدأن يقوم بها المريض بنفسه.
على سبيل المثال صنع لي السحرة أنواع كثيرة جدا من السحر لا حصر لها، فمما صنع لي كان (مسمار مسحور) دقوه لي في القفص الصدري، وكان خروج هذا المسمار المسحور في اليقظة أمر شاق جدا، وأحسبه مسمار إنسي وليس مسمار جني لأن الألم كان شديدا يصعب تحمله، واستمر ألألم بعده فترة طويلة، وكان خروجه في المنام أيسر بكثير جدا وارحم، فرأيت أنني أشد هذا المسمار بيميني، وأخرجه من وسط عظام صدري، ولا استطيع أن أصف لك كم الألم، وشدة العذاب في هذه اللحظات، كنت فيها كالطفل الصغير الذي لا يتمالك نفسه، وكدت أبكي من شدة الألم، حتى البكاء كنت لا أستطيعه، واستيقظت على هذا الألم وأنا لا أستطيع أن استرد أنفاسي، ولا أستطيع حتى أن أنطق بكلمة (آه .. آه ..آه)، واستمر إحساسي بالألم الموضعي عدة أشهر، حتى شفاني الحنان المنان جلت قدرته وتعاظمت منته والحمد لله على كل حال، وعندما كنت اعالج إحدى المريضات في تلك الأيام عبر الهاتف، سألت الجن المسلمين عن سر هذا الذي حدث لي، فأخبروني بأنه سحر صنع لك سحر على مسمار دق في صدرك، كل هذا كان جزءا بسيطا جدا وهينا من ضريبة معرفة هذا العلم، وكشف تلك الأسرار، وربما قبل أن أتعلمها.
لذلك أقول أن هذه المنامات هي جزء لا يتجزأ من العلاج، ونجاح نتائجها لا يمكن تحقيقه في كثير من الأحيان يقظة، وهي منة من الله على عبده ورحمة من لدنه تبارك وتعالى، لا قدرة للشيطان على حجبها، بل يكون الشيطان فيها في حالة ضعف بسب طاعة المريض لله تعالى، وبسبب كثرة الدعاء وتلاوة القرآن، لهذا كله تكون نتائج هذه المنامات العلاجية والشفائية فضل من الله تعالى، وأفضل من جلسات العلاج التي يعقدها المعاج للمريض، لأنها تكون بين العبد وربه مباشرة بدون وسيط وهو المعالج نفسه.
هذا ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم