الأخت المكرمة ( أسرار ) حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
لقد ذكرت كلاماً حول هذا الموضوع في كتابي الموسوم ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، نحن عنوان (الاعتقاد بربط الفتيات الصغيرات لحفظ العفة والطهارة ) ذكرت فيه الآتي :
يلجأ البعض لربط الفتيات الصغيرات بعزائم وطلاسم معينة بحيث تؤدي تلك العزائم الى حفظهن من الاعتداء على أعراضهن وعفتهن وطهرهن ، وقد يحصل ذلك الفعل ايضا بالنسبة للزوج في يوم زواجه فلا يستطيع أن يأتي أهله ، ولا ينفذ تأثير ذلك الا بإذن الله تعالى ، ويعتبر ذلك عملا منكرا ، ويعد ضربا من ضروب السحر والشعوذة ، والمسلم لا ينقاد وراء قول العامة ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، والحفاظ على صون البنات وعفتهن ، يكون باتخاذ الأسباب الشرعية والحسية المباحة لذلك 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن ربط العريس بقراءة خاصة لا يستطيع أن يجامع أثناء دخوله فأجابت : ( قراءة شيء ليلة الزواج بحيث يكون العريس مربوطا عن زوجته ليلة الزفاف أو عند العقد فلا يجامعها فهذا نوع من السحر ، والسحر محرم لا يجوز تعاطيه وقد ثبت النهي عن تعاطيه في القرآن والسنة ، وأن حد الساحر القتل ) ( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – 1 / 183 ) 0
عودة لأسئلة الأخت الكريمة – فرج الله عنها كربتها – فيسرني الإجابة على النحو التالي :
السؤال الأول : هل لاحدكم خلفية عن الموضوع ؟؟؟
الجواب : نعم أخية فكما بينت لكِ هيَّ طرق سحرية كفرية لا يجوز تعاطيها أو التعامل مع من يتعاطى ذلك ، وينطبق فيه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى رواه أحمد والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال : " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " ( صحيح الجامع 5939 ) وإسناده على شرط الصحيح ، وعن جابر مرفوعاً : " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " رواه البزار وفيه عقبة بن سنان وهو ضعيف ، وعن أنس مرفوعاً : " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول ، فقد برئ مما أنزل على محمد ، ومن أتاه غير مصدق له ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن ، وعن ابن مسعود قال : " من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً ، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " رواه البزار والطبراني ورجاله ثقات ، وفي الباب أحاديث كثيرة تدل على كفر الساحر والكاهن والعراف ، لأنهم يدعون علم الغيب وذلك كفر ، ولأنهم يخدمون الشياطين والجن ويسجدون لهم ، ويذبحون لهم ويطيعونهم في المعصية ، بترك الأوامر وفعل المحرمات ، وذلك كفر وشرك والمصدق لهم يعتقد صحة علمهم بالغيب ويرضى به ، فيكون كافراً ، وقد روى البزار بإسناد جيد عن عمران بن حصين مرفوعاً : " ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " ( السلسلة الصحيحة 2195 ) ورواه الطبراني عن ابن عباس بإسناد حسن دون آخره 0
السؤال الثاني : هل الربط حقيقة ام مجرد خرافة اعتقد فيها اهلنا ؟؟؟
الجواب : كما تبين أختاه فليس الأمر مجرد خرافة بل هو حقيقة واقعة كما تبين آنفاً 0
السؤال الثالث : هل طيلة فترة الربط كنت معرضة لاذى الجن الذي يعمل على حمايتي حسب زعمهم ؟؟؟
الجواب : ليس كل ربط يكون بواسطة الجن ، فقد يكون وقد لا يكون ، وهيّ عزائم وطلاسم تؤثر وينفذ فعلها بتقدير الله الكوني لا الشرعي ، والله تعالى أعلم 0
السؤال الرابع : وكيف السبيل الى فك الربط دون الوقوع في الحرام ؟؟؟
الجواب : إن كان هناك عزائم معينة موضوعة في مكان ما عند ذلك تؤخذ هذه العزائم ويقرأ عليها الرقية الشرعية وتحل بالماء ، ويمكن أن تحل بالماء والملح ، أو أن تلقى بعد حلها في البحر أو النهر ، أو أن تحرق ، ولا يقوم بذلك إلا المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس ، لأن بعض هذه الأسحار يكون عليها رصد من الجن فيقع تأثيرها على من قام بفك هذا السحر فليتنبه لذلك ، والله تعالى أعلم 0
أما إن كانت تلك العزائم تحتاج إلى العودة للساحر ، فهذا لا يحوز كما أسلفنا آنفاً ، ويلجأ الإنسان في مثل هذه الحالة إلى الله سبحانه وتعالى والرقية الشرعية واستخدام الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء ، والله تعالى أعلم وأحكم 0
مع تمنياتي لكِ أختي الفاضلة ( أسرار ) بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0