عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 29-03-2007, 04:09 AM   #12
معلومات العضو
الخزيمة
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

قال بن كثير


"طلعها كأنه روؤس الشياطين "تبشيع لها وتكريه لذكرها. قال وهب بن منبه شعور الشياطين قائمة إلى السماء، وإنما شبهها برؤوس الشياطين وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر، وقيل المراد بذلك ضرب من الحيات رؤوسها بشعة المنظر، وقيل جنس من النبات طلعه في غاية الفحاشة وفي هذين الاحتمالين نظر، وقد ذكرهما ابن جرير والأول أقوى وأولى، والله أعلم.



قال الثعالبي

وقوله تعالى: {كَأَنَّهُ * رُءوسُ ** ٱلشَّيـٰطِينِ ** اخْتَلَفَ في معناه؛ فقالت فرقة: شَبَّهَ طَلْعَها بثَمَرِ شَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ يقالُ لَها «رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ»، وهي بناحِيَةِ اليَمَنِ، يقال لها: «الأَسْتَنُ»، وقالت فرقة: شَبَّهَ برُؤوسِ صِنْفٍ منَ الحيَّاتِ يُقَالُ لها «الشَّياطِين»، وهي ذواتُ أعْرَافٍ، وقالت فرقة: شَبَّه بما اسْتَقَر في النُّفُوسِ مِنْ كَرَاهَةِ رؤوس الشياطين وقُبْحِهَا؛ وإنْ كانَتْ لاَ تُرَى؛ لأن الناسَ إذا وصفوا شَيْئاً بِغَايَةِ القُبْحِ قَالوا: كأنَّه شَيْطَانٌ؛ ونَحوُ هذا قولُ امْرِىءِ القيس:
أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي وَمَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ فإنَّما شَبَّه بما استقر في النفوس من هيئتها، والشَّوْبُ: المِزَاجُ والخَلْطُ؛ قاله ابن عباس وقتادة،



قال القرطبي

قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ ** أي قعر النار ومنها منشؤها ثم هي متفرّعة في جهنم. {طَلْعُهَا** أي ثمرها؛ سمي طلعاً لطلوعه. {كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ** قيل: يعني الشياطين بأعيانهم شبهها برؤوسهم لقبحهم، ورؤوس الشياطين متصوَّر في النفوس وإن كان غير مرئيّ. ومن ذلك قولهم لكل قبيح هو كصورة الشيطان، ولكل صورة حسنة هي كصورة مَلَك. ومنه قوله تعالى مخبراً عن صواحب يوسف: {مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ** وهذا تشبيه تخييلي؛ روي معناه عن ٱبن عباس والقُرَظي. ومنه قول ٱمرىء القيس:
* ومَسْنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أَغْوَالِ V
وإن كانت الغولُ لا تعرف؛ ولكن لما تصوّر من قبحها في النفوس. وقد قال الله تعالى: {شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ** (الأنعام: 112) فمردة الإنس شياطين مرئية. وفي الحديث الصحيح: «ولكأنّ نخلها رؤوس الشياطين» وقد ٱدعى كثير من العرب رؤية الشياطين والغيلان. وقال الزجاج والفرّاء: الشياطين حيات لها رؤوس وأعراف، وهي من أقبح الحيات وأخبثها وأخفها جسماً. قال الراجز وقد شبه المرأة بحية لها عُرْف:
عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حين أحلِف
كمثلِ شيطانِ الحمَاطِ أَعْرَفُ
الواحدة حَمَاطة. والأعرف الذي له عُرْف. وقال الشاعر يصف ناقته:
تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأنّه
تَعَمُّجُ شيطانٍ بذي خِرْوعٍ قَفْرِ
التَّعَمُّج: الاعوجاج في السير. وسهم عَمُوج: يتلوّى في ذهابه. وتَعمَّجت الحية: إذا تلوّت في سيرها. وقال يصف زمام الناقة:
تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأنه
تَعَمَّجُ شيطانٍ بذي خِرْوعٍ قَفْرِ
وقيل: إنما شبه ذلك بنبت قبيح في اليمن يقال له الأَسْتَن والشيطان. قال النحاس: وليس ذلك معروفاً عند العرب. الزمخشري: هو شجر خشن منتن مُرّ منكر الصورة يسمى ثمره رؤوس الشياطين. النحاس: وقيل الشياطين ضرب من الحيات قباح
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة