السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة (أم القرى)
بالنسبة لحبس الساحر، فأنا أدعو الله برد سحره إليه وحبسه في جسده وأن يسلط الله سحره عليه، وهذا كلام واضح منه أنه لا صلة له بالجن على الإطلاق، ولكنه بحاجة إلى خبرة لأن الساحر سوف يتفلت من الدعاء عليه بأساليب وتحصينات وخدع كثيرة جدا لا يعرفها إلا خبير متمرس، لذلك فحبس الساحر قد يستغرق عدة أشهر أو سنة، ولا يصح أن اعلمه إلا لرجل على علم واسع بالضوابط الشرعية والعقيدة، وعلى مدار عدة سنوات من الجلسات العملية، وإلى الآن لم أعلم أحد هذه الطريقة.
بالنسبة لمسألة قتل الساحر من خلال جلسة العلاج فبابها يتطلب من طالب العلم التدرج حتى يصل إلى مرحلة يستطيع أن يستوعب فيها كيف يتم هذا بالدعاء لله وحده، بدون استعانة أو استعاذة أو تعاون مع الجن، وأذكرك أختي الكريمة أن من جملة أسحار الساحر هناك (أسحار قتل) فإذا دعوت الله بأن يرد على الساحر سحره قتل بسحره، هذا ما أستطيع شرحه لك ببساطة لأقرب إلى ذهنك إمكان الأمر من عدم استحالته.
أما كيف يقع القتل وبيد من يتم تنفيذه فلله جنود السموات والأرض، فلا تنسي أن الصحابة ذكروا في موقعة بدر أن رقبة الكافر كانت تقطع قبل أن يصل إليها السيف، قد يقع القتل بيد ملك من الملائكة، أو جن مسلمين صالحين، أو تقتله شياطينه، أو بقدر من الله تعالى، والدعاء كان سبب في قتله، في الحقيقة أنا لا أعلم بالتحديد، ولا أستطيع أن أجزم بشيء من ذلك، ولكن الذي أستطيع أن أجزم به أن هذا يتم بطريقة مشروعة مئة في المئة، وبالدعاء المنضبط شرعا فقط.
أنا أدعو الله تعالى في التوقيت المناسب الذي فقد فيه الساحر كل قوته وكل تحصيناته، وتسلطت عليه شياطينه، فيقع القتل والحرق والتعذيب في حقه بالدعاء، ولم أصل إلى هذه المرحلة إلا بعد التدرج في العلم والبحث والدراسة والتجريب على مدار سنوات طويلة، ولن يفهم أحد كيف وصلت إلى هذا إلآ بعد أن يتعلم على مدار سنين من التدريب والتمرس.
هذا بخلاف أن هناك معارف وأسرار عن عالم الجن والسحرة لا يصح الكلام فيها هنا، ولن يسمح لي الشيخ (أبو البراء) بطرحها، لأنني كما ذكرت لا سند لها من الكتاب والسنة ولكن عرفتها بالخبرة والاطلاع.
والسر في هذا كله هو علاقة القرين من الجن بمقرونه من الإنس أو الجن، لذلك فأنا في الوقت الحالي مازلت في دور البحث لإنشاء علم جديد أطلقت عليه (علم القرائن) وهو تقريبا البديل الشرعي لما يعرف بالعلوم الروحية عند أهل الكتاب، والذي وصلوا فيه إلى مرحلة متقدمة في هذا العلم، وأمكن لهم وضع تطبيقات استراتيجية وعلمية له في نطاق التنفيذ السري، بينما نحن لا نزال لا نعلم شيء عن ما وصلوا إليه.
سأعطيكي مثال لكي تتخيلي معي كيف يمكن أن يستفيدوا من هذا العلم، من الممكن مثلا إعادة توجيه طائرة معادية وضرب أهداف العدو بطائرته، وهذا عن طريق التحكم بقرين الطائرة نفسه، بل ومن الممكن تدميرها في الجو قبل إصابة الهدف، ومن الممكن تلقين الطيار نفسه أوامر بإعادة توجيه الطائرة، فيما يطلق عليه التخاطر عن بعد telepathy، فهناك ما يعرف بأبحاث و(علوم الباراسيكولوجي parapsychology)، وهي تزعم أن للإنسان قدرات فائقة يستطيع من خلالها تحريك الأشياء مثل تحريك كرسي من مكانه، وبالفعل هذا يحدث، ويطلقون عليه مصطلح التحريك عن بعد telekinesis ، أو ما يسمونه تأثير العقل على المادة (أو السيكوكينيسز)، إذا فمن يستطيع تحريك كرسي فما المانع أن يعيد توجيه طائرة معادية؟ كل هذا يعمل تحت مصطلح الخارق paranormal.
هذا كله اختصره لك في كلمة واحدة هي (السحر).
فإذا كان المعالج لا يفقه كيف يعمل هؤلاء، إذا فكيف يصح أن يطلق عليه صفة معالج خبير متخصص؟ هناك تطبيقات للعلوم الجنية فرع منها علاج الأمراض الجنية، إذا فالمواجهة القادمة مع هؤلاء تطورت وتغير نوعها، فما هو شكلها بالضبط؟ وكيف يمكن التواصل معهم عن جهل؟ أعتقد هناك اسئلة كثيرة جدا، وأوراق البحث فيها كثيرة جدا، لكن يجب أن يفيق المسلمون من غفلتهم وأن ينظروا حولهم بأفق متسع.
والشاهد أن موسى عليه السلامكأشهر معالج في تاريخ البشرية لم يعالج أمراض جنية، بل تصدى للسحرة في مواجهة علنية، إذا كان هناك نوع مختلف في مواجهة العلوم الجنية، هذا النوع من المواجهات تطور كثيرا اليوم وصار له تطبيقات مختلفة تماما نحن لا نعلم عنها شيء.
لذلك هناك فارق بين تعلم السحر واطلاع المتخصص المدروس على السحر، فتعلم السحر محرم لا خلاف فيه، أما الاطلاع المتخصص في هذه العلوم فاجازه أهل العلم والتخصص بصفة استثنائية.
قال الحافظ ابن حجر: (وفي المسألة خلاف كثير وتفاصيل ليس هذا موضع بسطها. وقد أجاز يعض العلماء تعلم السحر لأحد أمرين إما لتمييز ما فيه كفر عن غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه، فأما الأول فلا محذور فيه إلا من جهة الاعتقاد، فإذا سلم الاعتقاد فمعرفة الشيء بمجرده لا تستلزم منعًا، كمن يعرف كيفية عبادة أهل الأوثان للأوثان، لأن كيفية ما يعمله الساحر إنما هي حكاية قول أو فعل، بخلاف تعاطيه والعمل به. وأما الثاني فإن كان لا يتم كما زعم بعضهم إلا بنوع من أنواع الكفر أو الفسق فلا يحل أصلاً، وإلا جاز للمعنى المذكور...).
نقلا عن فتح الباري لابن حجر، كتاب الطب / باب السحر.
وقد أجاب شيخنا على هذه المسألة فقال:
الأخ المكرم ( حند الله ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
...................
عودة للمسألة المطروحة ، فإنه يجوز للمعالج صاحب العلم الشرعي المتمرس صاحب الخبرة والدراية الاطلاع على كتب السحر في نطاق محدود لمعرفة بعض خفايا هذا العالم وللتحذير من الطرق والأساليب التي يتبعها السحرة والمشعوون ، وما دون ذلك فلا 0
........................
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني.
هذا هو الرابط:
http://www.ruqya.net/forum/showthre...D%C7%D 5%ED%E1