عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2005, 11:59 AM   #5
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا جند الله المجند (أبو البراء) أفاض الله عليه بعظيم منه وفضله


تقول فضيلتكم حفظكم الله:


أولاً : كون أن يقتحم السحرة والمشعوذون عالم الجن والشياطين فهذا لا يعطينا المسوغ لاقتحام هذا العالم ، ولا زلت أدندن حول مسألة في غاية الأهمية وهيّ أن ما أراد لنا الكتاب والسنة أن نعلمه عن هذا العالم قد اتضح لنا ، وما دون ذلك فقول بدون مستند شرعي 0


أتفق مع فضيلتكم في أن الأصل في المسألة هو عدم الخوض في خصائص عالم الجن، لأسباب كثيرة أهمها الفارق الكبير بين قدراتنا وقدراتهم على فهم خصائصهم، لكن أعتقد أن فضيلتكم تتفق معي في أن لكل قاعدة استثناء.

فإن كان التعرف على أسرار عالم الجن محرما في الأصل وبوجه عام، لما أطلع الله نبيه سليمان على وجه الخصوص بأسرارهم، فلا يصح ن يطلع الله تعالى نبيه على أمر الأصل فيه الحرمة، وهذا يعني ضمنا أن سليمان عليه السلام عرف أسرارهم بوجه خاص به كنبي، ولو اراد الله تعالى أن لا تصل هذه المعرفة لإنس لما أعلم بها أنبياءه، وقد أمرنا أن نهتدي بهديهم في سبيل رضى الله تعالى، فجهل هذه المعلومات أهل الحق، وقصرت معرفتها على أهل الباطل من السحرة.

ومن الخطأ أن نظن أن السحرة هم الذين اقتحموا عالم الجن والشياطين، والأدق هو أن نقول أن الشياطين أطلعتهم على هذه الأسرار ليتعلموا فنون السحر قال تعالى: (ولكن الشيطين كفروا يعلمون السحر)، فبدون أن يتعرف الساحر على قدرات الجن فلن يحسن صنع أمر التكليف، ولن يحسن السيطرة على إنسان بدون أن يعلم إمكانيات من سيقوم بهذه السيطرة، فمن مقتضيات تعلم السحر أن يعلم الساحر خصائص الجن الموكلين بهذا العمل، وفي الوقت نفسه لا يجب أن نغفل نقطة هامة جدا أيضا، وهي أن الجني لابد وأن يعلم بخصائص جسم الإنسان حتى يتعرف على قدراته وكيف يتحكم فيها، إذا فالجن على دراية بعلم التشريح ووظائف الأعضاء أكثر منا نحن بني البشر.

الخلاصة:
إذا نحن هنا بصدد نقطتين هامتين في البحث بصدد مسألة سيطرة السحر بواسطة الجن على الإنسان، الأولى هي خصائص الجن وقدراتهم، والثانية علم التشريح ووظائف الأعضاء.

والآن ما علاقة خصائص الجن وقدراتهم وعلم التشريح ووظائف الأعضاء بالعلاج؟ من المعلوم أن الله تعالى أنزل لكل داء دواء، فإذا أصاب الدواء الداء حصل الشفاء، وهذه قاعدة أصيلة في الطب لا نملك إبطالها أو الحياد عنها.

وإذا كان علاج الأمراض الجنية ينقسم إلى شعبتين الرقية والدعاء، وتعاطي الأسباب المادية، إذا فعلاج الأمراض الجنية يدخل تحت قاعدة علاج الأمراض العضوية (إذا أصاب الدواء الداء حصل الشفاء).

إذا لابد من التخصيص في الدعاء، ولا بد من التخصيص في تعاطي الأسباب الحسية، كيف هذا الكلام؟ فيجب على المعالج أن يعلم أين موضع الجني من الجسم وهذا له صلة بعلم التشريح، وأن يعرف أيضا وظيفة هذا العضو وكيف يتحكم فيه، وهذا له صلة بعلم وظائف الأعضاء، إذا لا بد أن يكون المعالج ملما بهذه العلوم حتى يظف الدعاء المضاد للعمل الذي يقوم به الجني.

وقد مكنني هذا العلم من علاج بعض حالات السمنة كان السبب فيها تسلط الجن على الخلايا والغدد الدهنية في الجسم، فلما ركزت دعائي على الغدد والخلايا نقص الوزن في الجلسة الواحدة ما يعادل 5 كيلوجرام تقريبا، وبحد أقصى نقص الوزن بوجه عام حوالي 12 كيلو على مدار ثلاثة جلسات أو أكثر في خلال أسبوعين تقريبا، وصارت المريضة قادرة على أداء الصلاة ركوعا وسجودا بعد أن كانت تصلي على كرسي، وبعد أن فشل نظام التخسيس في انقاص وزنها على مدار شهرين 2 كيلوجرام فقط..

هذا من جهة هذه العلوم الطبية، أما من جهة الدعاء فسأضرب مثلا ولله المثل الأعلى، ولكن من باب تقريب المسألة للأذهان لا أكثر، هب أن شخصا ذهب إلى مطعم مثلا وجلس إلى مائدة الطعام وطلب من السفرجي أن يحضر له الطعام، فقال له: أنا جائع أريد أن آكل. حتما سيبادره الخادم بالسؤال: وماذا تريد أن تأكل؟ فيجيبه: أريد أن آكل طعام. فيسأله: وأي طعام تريد أن تأكل؟ فيجيبه: أريد طعاما. فيسأله: يا سيدي الطعام هنا أنواعه كثيرة جدا فأي طعام تريد أن تأكل بالتحديد؟ فيجيبه: أريد طعاما!!!!!!!! وهكذا كلما سأله قال: أريد طعاما.. طعاما، إذا فتحديد الطلب من المطلوب منه أمر لا يخالف العقل الحصيف والسلوك القويم.

نعود الآن إلى المريض والمعالج، فلو أن المعالج ظل يدعو الله تبارك وتعالى: (اللهم اشفي .. اللهم اشفي .. اللهم اشفي) بدون أن يحدد ماهو الداء طبعا سيجيبه الله تعالى لقوله تعالى (ادعوني استجب لكم)، لكن ألا توافقني أنه في ترك التخصيص في الدعاء هنا عدوان؟ فإن قلت أنه ليس عدوانا، إذا فهناك فارق بين الرقية المخصوصة والدعاء المجرد.

وأرى الأصوب أنه قد يكون عدوانا في الرقية، وليس عدوانا في الدعاء، لأن طلب الشفاء بوجه عام مطلوب ومأمور به لكونه عبادة، إذا فالدعاء عام والرقية أخص، خاصة أنه سيقال دعى فلم يستجاب له، هذا لغياب التخصيص في الدعاء، وترك النية، فالدعاء عبادة، والنية في العبادة شرط، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) أي إنما العبادات بالنيات، والدعاء من جملة العبادة.

فهناك حالات تدعو الله بالشفاء منذ 20 سنة وأكثر ولم يتم شفاءها، وهي حالات غير قليلة وفضيلتكم تعلم هذا تمام العلم، فإنه إذا وافق الدعاء الداء في هذه الحالة وتم الشفاء فهو استثناء لا يصح تعميمه، ربما لضعف الحالة، ربما لقدر إلهي، أسباب الاستثناء قد تكون كثيرة، لكن لا يصح التعميم في هذه المسألة.

وهل سيبقى الشيطان واقفا بلا حراك أمام الدعاء النازل عليه أم أنه سيغير من استراتيجيته؟ بالطبع سيتحرك في اتجاه آخر ليغير من استراتيجيته، فيظن المريض والمعالج أن الدعاء لم يجاب، لكن إذا حدد المعالج الداء وعلم موطنه ودعى الله تعالى دعاء مخصوصا بحالة معينة ووضع معين فسيصيب الدعاء موطن الداء فيشفى المريض، أليس هذا هو العلاج بالرقية؟ وإلا فلماذا هناك رقية النملة ورقية العقرب ورقية اللديغ ورقية المصروع ورقية المسحور، هذا كله في مجمله تخصيص للرقية والدعاء، فهل التخصيص يبنى على العموم أم على الخصوص؟ على الخصوص طبعا، وخصوص الشيء يبنى على العلم أم على الجهل؟ يبنى على العلم وإلا فقد خصوصيته، إذا لا بد للراقي أن يكون على علم بموطن الداء حتى يخصص دعاؤه، وإلا لو كان الأمر بالتعميم لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: )ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ‌؟)، فلابد أن الراقية هنا تعلم سر داء النملة، فاختارت له ما يضاده من دعاء، هذا هو مفهوم الرقية، أن يصيب الدعاء موطن الداء.

إذا هناك فارق بين الدعاء المجرد بوجه عام، وبين الرقية الخاصة بداء مخصوص بوجه خاص، وسوء فهمنا للنصوص الشرعية وقف حجر عثرة في طريق المضي قدما في سبيل تحقيق الشفاء.

وبناءا على ما سبق شرحه وبيانه، فإذا قلنا بترك التعرف على أسرار عالم الجن وخصائصهم للمختص وليس على وجه العموم، وقصرنا الرقية على الدعاء فقط، إذا نكون قد تحولنا عن الرقية الخاصة إلى الدعاء العام، وبناءا عليه تتعطل مقتضيات الرقية الشرعية، ولن يكون لها مكان بيننا، أصدقك القول ولا أخفي عليك سرًا أن أغلب حالات المس والسحر يتم شفاؤها قدرا من الله وعلى وجه الاستثناء، ولا يتم شفاءها على علم لأن العلم بأسرار عالم الجن وخصائصهم لا يزال سرا في أيدي السحرة إلا من شاء الله له أن يعلم هذا من المعالجين، فتجده حازقا في باب من أبواب العلاج بعينه، وتشفى بعض الحالات الأخرى على يديه قدرا من الله تبارك وتعالى، بينما يفشل في علاج حالات أخرى كثيرة جدا جدا فشلا زريعا.

وأعتقد أن باب (دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة) يجيز لنا التعرف على هذه الأسرار والخصائص، حتى يصيب الدعاء الداء فيحصل الشفاء. أما قول العلماء في هذا فقد أورد ابن حجر قول العلماء بجواز مطالعة كتب السحر للمتخصص للتعرف على ما فيها من كيد، وكتب السحر مصدرها أصلا هو عالم الجن وليس عالم الإنس، لقوله تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان) أي ما تتلوه الشياطين من كتب السحر، وبالمناسبة فكتب السحر المتداولة في الأسواق هي كتب سحر مزيفة، فبناء على هذه الآية الكريمة تسلم الشياطين السحرة كتب سحر جنية وتستردها منهم قبل وفاتهم، إذا فمصدر كتب السحر هو عالم الجن وهذا من خصائصهم، وبجواز مطالعتها للمتخصص، إذا يجوز التعرف على خصائص الجن بما يفيد في العلاج (ولا يجوز على سبيل الفضول والتطفل).




يتبع الرد على النقاط الأخرى في وقت لاحق بإذن الله تعالى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة