... إنجاز طبي في محاربة الطاعون الرئوي...
تمكن فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية من اكتشاف أحد العوامل التي تساعد على سرعة انتشار مرض الطاعون الرئوي في جسم الإنسان، والذي يتسبب في وفاة المصاب خلال وقت قصير.
وبحسب رأي المختصين فإن الطاعون الرئوي ينتج عن إصابة الفرد ببكتيريا “يرزينية القوارض”، أو ما يعرف باسم Yersinia pestis ، وهي من أنواع البكتيريا التي يمكن مقاومتها بالمضادات الحيوية، إلا أن سرعة انتشار المرض، الذي غالباً ما تظهر أعراضه بعد استفحاله في الجسم، يتسبب في وفاة المصاب خلال 34 أيام من حدوث العدوى.
ويوضح الباحثون أن الطاعون الرئوي ينتقل بين الأفراد من خلال التعرض لرذاذ العطاس أو سعال المصابين، والذي يحمل جرثومة Yersinia المسببة للمرض. وكان الطاعون قد انتشر في أوروبا خلال العصور الوسطى، حيث سمي “الموت الأسود”، وذلك بعد أن أودت هذه الجرثومة بحياة أكثر من ثلث سكان تلك القارة.
وبحسب رأيهم فإن المصاب بالطاعون الرئوي يعاني من تجمع سوائل في الرئة تحوي في داخلها البكتيريا، لتنتقل بعد فترة وجيزة إلى أعضاء الجسم المختلفة، ومن ثم إلى مجرى الدم.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية “علوم” في عددها الأخير إلى أن غياب أحد الإنزيمات في الجرثومة والمسمىPLA ، يؤدي إلى زيادة الفترة الزمنية التي يحتاجها المرض للانتشار في أنحاء الجسم.
وبحسب الدراسة التي أجريت على الفئران، فإن الجسم يعمل على تشكيل تجلطات دموية تحبس في داخلها الجرثومة المسببة للمرض، وذلك كرد فعل منه على مهاجمة البكتيريا له وانتشارها في أنسجته.
ووفقاً لقول الباحثين فإن أنزيمPLA الموجود لدى الجرثومة يملك القدرة على تحليل تلك التجلطات، ليطلق البكتيريا المحتبسة في داخلها، الأمر الذي يسهل من انتشار المرض في أنحاء مختلفة من الجسم.
وينوه الباحثون بأهمية تطوير علاجات تستهدف هذا الإنزيم عند بكتيريا Yersinia ، الأمر الذي قد يفيد في إطالة الفترة الزمنية قبل استفحال المرض، ما يمنح الأطباء وقتاً أطول في مقاومته.
كما يأمل القائمون على الدراسة بأن تتوجه شركات التصنيع الدوائي للبحث في هذا المجال، وذلك بغرض التوصل إلى مثبطات فعالة ضد هذه البكتيريا، تكون غير سامة بالنسبة للخلايا البشرية.
منقول ... مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والسلامة والعافية .