عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-01-2007, 04:52 PM   #7
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

واستمر الخبيث في محاولة إيذاء الفتاة بكل ما أوتي من حول وقوة ، وذات يوم كانت تحمل إبريق ماء ساخن فصرعها واندلق عليها الماء الساخن وتأذت من ذلك الأمر كثيراً ، علماً بأننا قد حذرناها جميعاً من الاقتراب من الأشياء الحارة أو لمسها ولكن الخبيث أحياناً كان يسيطر على تفكيرها فينسيها ذلك، ولكننا كنا نحتاط ونتنبه لهذا الأمر بحول الله وقوته0
وفي أحد المرات وكعادة الخبيث فقد سيطر على تفكيرها فحملت قدر ماء يغلي وحاول أن يصرعها في ذلك الموقف إلا أنه لم يستطع ذلك لضعفه وانهيار قوته ، وهذا فضل من الله سبحانه ، فما كان منه إلا أن دفعها للأمام بقوة شديدة ، فانسكب الماء بعيداً عنها بقدرة الواحد الأحد سبحانه وتعالى 0

ومن المحاولات المستميتة لهذا الطاغية للنيل من تلك الفتاة أن تعرض لها ذات يوم وقصده كتم أنفاسها بيديها ، وقد كنت جالسة آنذاك بجوارها منشغلة في الكتابة ، وانتبهت لها وهي ترفس بقدميها ، ولولا مشيئة الله وستره لربما قتلها الخبيث ، والأمر الملفت للنظر أنه كانت له القدره في التصرف بيديها سواء كانت نائمة أو مستيقظة ، ولكن هذا الأمر أصبح في تناقص مطرد ولله الحمد والمنة 0

ومن الأمور النافعة التي أدت إلى تحسن الفتاة تحسناً ملحوظاً استخدام جهاز كهربائي صغير ، وهذا الجهاز يستخدم استخداماً موضعياً ولا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى سريان تيار متردد في جميع أنحاء الجسم ، وقد عَلِمنا يقيناً كم يخاف هذا الخبيث من استخدام هذا الجهاز ، وقد استخدمته عدة مرات إلى أن استطاع التحايل عليّ والفرار من ضرب الكهرباء بسرعة البرق ، وأصبح يتحاشى صرعها في حال وجود الجهاز معي ، ويكتفي بإيلامها في مواضع متفرقة من الجسد ، وكلما حاولت مطاردته كان أسرع مني في الهروب ، أما في حالة عدم وجود الجهاز فكان يحاول صرعها وينجح في بعض الأحيان وإذا أتيت بالجهاز فر وولى هارباً ، وفي إحدى المرات حاولت إصابة الخبيث بالجهاز الكهربائي لمنعه من إيذائها فر وجعلها تشعر بسريان الكهرباء تجري في جسدها لمدة ربع ساعة على أقل تقدير وكان يلاحظ ذلك حتى على شفتيها ، واستمر الحال معنا على ذلك وقد اتصلنا بالأخ أبو البراء لنسترشد بنصحه في ذلك ، حيث أشار علينا أن تحاول الفتاة قيام الثلث الأخير من الليل بسورة البقرة ، وحاولنا ذلك ولكنها لم تنجح ، حيث كانت تشعر بآلام حادة توقعها أرضاً ، ويستمر العذاب والألم من منتصف الليل حتى بزوغ الفجر ، وكنت أراها وكأنها امرأة في حالة ولادة : انتفاخ البطن ، وتشنج وطلق حاد متقطع ، وقد استخدمت في ذلك الوقت الكهرباء الموضعية في مناطق متفرقة من الجسم كالبطن والظهر ، وجدير بالذكر أن هذه الآلام كانت مترافقة مع انقطاع الاعتداءات عليها خاصة بعد استخدام الأسباب الحسية المشار إليها آنفاً ، وقد استمر الوضع على ذلك كل ليلة ، وحاولنا أن نكرر قيام الليل مرة واثنتان ، ولكن الفتاة لم تستطع ذلك ولم تصمد أمام الآلام الحادة التي كانت تنتابها ، فأجلنا المحاولة إلى إشعار آخر ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه بدأت الآلام تقل تدريجياً ليلة بعد ليلة إلى أن تلاشت بالكلية0

استخدام أسلوب آخر

وبدأ الخبيث باستخدام أسلوب آخر للنيل من عطف وحب الفتاة حيث أصبح يعمد كي يُريّ الفتاة شريط حياته ، فأصبحت تنام فجأة ، أو تصرع بين يديّ ، وكنت أنظر إليها فأراها وكأنها تعيش في عالم آخر ، وتخبرني بعد ذلك بأنها ترى فتاة صغيرة تعرفها جيداً ولكنها لا تدري من هيّ ، وحولها خلق كثيرون يشبهون البشر وليسوا كذلك ، وترى طفل صغير يبتعد عنهم ويلتحق بالفتاة فيبكون عليه ، وكان أشدهم بكاءً رجل وامرأة كبيران في السن فيدعوانه ليعود إليهم ولكنه لا يستجيب لهم ويلحق بالفتاة فيتركانه ويرتحلان 0

وذات يوم يريها ذلك الزنديق الفتاة الصغيرة وهيّ تبكي ، فيبكي الصبيّ لبكائها ببكاءٍ أشد ، وإن ضحكت ضحك بضحك أشد ، ويصور لها أيضاً أنهما يلعبان سوياً ، واستمرت تلك المشاهد تتكرر على الفتاة ، وأصبح يستغل أناشيد الإخاء والمحبة في الله التي كانت تسمعها ويحاول اقناعها بأن ذلك ينطبق على حاله وحالها ، وكنت أدخل معه في حوارات لإبطال مزاعمه تلك فكان يحاول إيذاءها ، وقد كان صرعه لها منذ بدايته يتخذ أشكالاً على النحو التالي :
* تصرع فتراه وتسمعه دون أن نسمع نحن شيءُ على لسانها 0
* تصرع صرعاً كلياً فلا ترى ولا تسمع شيئاً 0
* تصرع ويتكلم على لسانها ، وتراه وهو يتكلم دون أن تسمع ردنا عليه 0
* تصرع فتراه وتكلمه وتردّ عليه بشدة ، ونحن نسمع ذلك ونعلم يقيناً أنها التي تتكلم ، ومما كانت تقوله لهذا الطاغية :
- أعرف أنك قد عذبتني ولكنك في عذاب أشد 0
- وأعرف تماماً أنني بذلك أزداد حسنات بإذن الله تعالى ، وأنت على العكس من ذلك تماماً فتزداد إثماً وسيئات 0

وغير ذلك من كلام آخر نجزم أنه كلامها هيّ وأنها تخاطبه به ، وقد كانت تلك اللحظات أشد ما يكون في تعذيبه لها ، وكان يبكي لكلامها ويتسلط عليها بالتعذيب والآلام ، عند ذلك نصحتها ألا تكلمه أو ترد عليه وتكتفي باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعانة به وحده ، رغم أني أعلم أنها تكون غائبة تماماً عن عالمنا هذا 0

وقد استمر جدولنا في العلاج والاستشفاء بفضل الله ومنه وكرمه نزيد ولا ننقص منه شيئاً ، مع إضافة استخدام السدر والماء المقروء عليه ، ومن ثم عرض لي سفر لجمهورية مصر العربية لمناقشة بعض الأمور المتعلقة برسالة الدكتوراة التي أحضر لها ، فظهر الخبيث قبل سفري وهددها بأنه سوف يفعل الأفاعيل بها ، ولم تخبرنا المسكينة حتى لا تؤثر عليّ ولا على الهدف الذي ذهبت لأجله ، فلما سافرت مع زوجي بدأ يكيل عليها ألوان من العذاب والإيذاء طول تلك المدة ، وذات يوم اتصل الأهل بنا وكنت أسمع صراخها الشديد ، ورغم مرارة التجربة إلا أن ذلك كان درساً لها ولهذا الطاغية ، أما بالنسبة لها فحتى تتيقن أنه لا يملك أحد من الخلق النفع والضر وأن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى ، وأما بالنسبة لهذا الخبيث فقد رآها وهي الفتاة الضعيفة التي لا تملك حولاً ولا قوة كيف أنها لجأت إلى الله سبحانه وتعالى ثم الأسباب الشرعية والحسية كاستخدام الزيت والماء والملح ، وكيف أنها تقرأ وتستغيث بالله سبحانه وتعالى ، وتتحمل كافة الآلام والأسقام ولم تطاوعه في مطالبه الشيطانية ، ولم تستسلم له مطلقاً ، وتحتسب كل ذلك عند الله الواحد الأحد 0



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة