عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-01-2007, 04:37 PM   #4
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي


ويستمر الأمر في تزايد مطرد

بعد ذلك توالت الأحداث وتتابعت الأمور وأصيبت الفتاة بكافة أنواع الإيذاء ، وتذكرت عندئذ ما قرأته في الكتاب الموسوم ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى – تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر ) للأخ الفاضل أبو البراء ، حيث ذكر جملة من أنواع الإيذاء التي يتعرض لها الإنس من قبل الجن والشياطين وكنت أقف حائرة بيني وبين نفسي وأتساءل في صمت خافت : أيعقل أن يحصل مثل ذلك الإيذاء من قبل هذه الفئة الباغية ؟ وهل يستطيع أن يصلوا إلى مثل ذلك حقاً وصدقاً ؟ وأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن أرى ذلك بنفسي ليكون عبرة وعظة لي ولكل من ينكر هذه المسألة العقدية 0

ويستمر الأمر في تزايد مطرد ، وتصاب الفتاة بصداع شديد للغاية ، مع الشعور بحركة غريبة في الرأس ، وقد شعر الجميع من حولها بتلك الحركة ، بل قد لمست بنفسي ذلك الأمر ، وشعرت وكأنها حركة طفل جنين في بطن أمه ، وتصاب الفتاة بعد ذلك بالعمى خاصة إذا أرادت أن تحفظ شيئاً من القرآن الكريم ، أو أثناء مذاكرة الدروس الخاصة بها ، وإذا أرادت القراءة تشعر بأن الصفحات التي أمامها خالية تماماً وكأنها صفحة بيضاء 0

ويتطور الأمر كي تصاب بالصمم خاصة إذا كلمها الأخ المعالج ، وكذلك يصاب فمها بالتشنج ولا تستطيع مطلقاً أن تتكلم أو تحاول رقية نفسها بالرقية الشرعية ، وأحياناً أخرى تراها تضع أصابعها في عينيها وبقوة شديدة ، وكنا نتدخل كي لا يحصل ما لا يحمد عقباه ، وكان الاعتقاد السائد عندي أن كل ذلك يحصل بتأثير خارج عن إرادتها وأن القصد والهدف والغاية من ذلك إيذاؤها بشتى الطرق والوسائل 0

وقد تعرضت الفتاة لاعتداءات قذرة ، وقد يتبادر لذهن البعض أن مثل تلك المواقف ربما تكون أمور نفسية ، ولكني عايشت الأمر عن قرب وأجزم بأن الأمر ليس كذلك ، ولقد كانت بعض الاعتداءات تحصل أمام أعيننا ، وكنا نوقظها بالرقية أحياناً ، وبالضرب أحياناً أخرى ، وقد حدث معها في المرة الأولى والكل نيام حيث شعرت بأن شخص يوقظها ، وعندما فتحت عينيها أغلقتهما مرة أخرى ، كي تجد شخصان يد الأول عند رأسها ، أما الثاني فأغلق فمها وقال لها : كنت أنوي الزواج منك ، أما الآن فسأنال ما أريد دون ذلك ، وحاول الاعتداء عليها .

ومنذ ذلك الوقت أقوم أنا وزوجي - أخوها - بالسهر عليها وحراستها من ذلك الأفاك اللعين ، وكنا نشعر في كثير من الأحيان بقرب الاعتداء ، حيث تهب في الغرفة نسمات باردة معطرة ، وأشعر في ذلك الوقت بأن أحداً معنا في الغرفة ، وأجد التعابير واضحة جلية على وجه الفتاة ، وقد كنت أتتبع المواضع بالزيت المقروء عليه ، وإذا تطور الأمر أحياناً ألجأ للرقية الشرعية ومن ثم للضرب الشديد ، ولم تكن تشعر بذلك مطلقاً ، وأحياناً قد تكون نائمة على الكنب فيعتدي عليها ويسحبها من قدميها حتى تسقط على رأسها ويرتطم بالأرض ، وهي تقاوم وتصيح وتدفع عن نفسها ، أما طريقة السحب التي رأيتها أنا والمعالج والمدرسة فكانت توحي تماماً بأنها تحدث بفعل فاعل ، مع أننا لم نرى ذلك في الواقع العملي ، وبفضل الله سبحانه وتعالى وحده استطعنا منع أغلب حالات الاعتداء ، ولقد كانت تحكي لي بعد إلحاح شديد تفاصيل ما حصل لها ، وكنت أعجب من الذي تذكره لي ، وأنا أعلم يقيناً من التي تقف أمامي فقد ذكرت لكم بأنها إنسانة ذات أدب وخلق ، فضلاً عن أنها فتاة صغيرة عفة السمع والبصر ، بحيث أنها لم تشاهد التلفاز ولم تهتم به قط ، وكذلك لم تكن لتهتم بالمجلات الساقطة ونحو ذلك من سفاسف الأمور ، وكنا نعرف يقيناً من هنّ صويحباتها ، ومع الاستمرار بالرقية الشرعية كنت أجلس معها جلسات قد تستغرق في بعض الأحيان الساعات الطوال لامتصاص آثار تلك المواقف المدمرة التي كانت تتعرض لها 0

وتتوالى الأحداث وتتعرض الفتاة لعمليات خنق من قبل هذا اللعين ، وكنت أراها وهي تحاول فك يديه من على رقبتها ولكن دون جدوى ، حيث كنت أرى يديها تطيران في الهواء ، وكانت عملية الخنق تصل إلى ذروتها في بعض الأحيان بحيث أن الفتاة كادت أن تموت بين أيدينا ولكن الله سبحانه وتعالى سلّم فله الحمد والمنة والفضل على ما أنعم به على عباده المؤمنين ، وكنا في مثل تلك المواقف نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وللرقية الشرعية ، وفي بعض الأحيان نلجأ للتوجيهات التي ذكرها الأخ أبو البراء في موسوعته ، أما في حالة وجود الأخ المعالج فكان يتصرف هو من تلقاء نفسه حسب خبرته ومعرفته ، حيث أن أغلب حالات الخنق التي كانت تعتري الفتاة تكون بوجوده وبين يديه 0

بعد ذلك اصطحبنا الفتاة إلى إحدى المستشفيات الخاصة – قسم الطب النفسي - وقد جلس مع الفتاة طبيب ومساعد له ، وقد سألا إن كنا قد عرضناها على بعض الاخوة المعالجين بالرقية الشرعية ، وأخبرونا بأن هؤلاء الاخوة المتخصصون يستطيعون الوقوف على حالة الفتاة فيما إذا كانت تعاني من صرع الأرواح الخبيثة أو أنها مصابة بحالة نفسية ، وقد أدهشني ذلك الأمر حيث أنهم لم ينكروا مطلقاً الإصابة بالمس الشيطاني ، مع أن بعض الأطباء عادة لا يقرون بمثل تلك الأمور ، وقد أثلج صدري مثل ذلك الأمر وعلمت يقيناً أن مثل هذا الالتقاء بين الطب والرقية سوف يصب حتماً في مصلحة المريض فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع 0

بعد تلك الأحداث المتلاحقة فقدت الفتاة شهيتها للأكل تماماً ، وأصبحت تأكل وتشرب رغماً عنها وبضغط منّا ، مما اضطرنا إلى أخذها مرة أخرى لذلك الأخ الذي يعالج بالرقية الشرعية ، فصعقها بالكهرباء ، وكان هذا الأخ الكريم يصرخ في وجه هذا اللعين ويقول له : أخرج من هذه الفتاة ، فسمعنا الخبيث يصرخ ويقول : سوف أخرج ، سوف أخرج، وأدعى أنه قد خرج ، وأعطانا هذا الأخ الكريم في ذلك الوقت جدولاً زمنياً للعلاج كي نسير عليه 0

غير الخبيث أسلوب تعامله معها

عدنا في مساء ذلك اليوم للمنزل ، وصرعت الفتاة في نفس الليلة ، وقد رأته وهو مضرج بالدماء ينظر لها بحزن وغضب ، ثم أن الخبيث غير أسلوب تعامله معها من التعذيب والترهيب إلى الاستعطاف والترغيب ، إذ أصبح يتصور لها بصورة شاب وسيم جميل للغاية ، ويتوسل إليها أن تبادله الحب ، وأخبرها بأنه قد ضحى بالكثير من أجلها ، وأنه لن يتخلى عنها مهما كان الثمن لذلك 0

وصارحتني بتلك الحقيقة وأخبرتني بكل شيء ، فبينت لها أن لا تنخدع بقوله ، وكشفت لها الأساليب الخبيثة الماكرة التي يلجأ إليها الشياطين في سبيل تحقيق مآربهم الخاصة ، وبينت لها أنه شيطان خبيث ذميم الخلقة كما جاء ذلك في محكم التنزيل ، وكانت بين الفينة والأخرى تناقشني وتجادلني في ضرورة التفريق بين الجن والشياطين ، وكنت أشعر أن ذلك الأمر ملقى في روعها وليست هيّ التي تتحدث بذلك وتؤمن به 0

ومن خلال نقاشي لها وتذكيرها بالله فطنت لنفسها من تلك الأوهام التي كان يلقيها ذلك الخبيث في روعها وَفَوَضت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى وعملت بنصيحتي لها ، فأقسم الخبيث أن يُنغِصَ عليها حياتها ، وأن يحرمها من دراستها ، بل أنه قد هددها بالقتل 0

وبدأت أصعب مرحلة

ومن هنا ومنذ ذلك الوقت بالذات بدأت أصعب مرحلة في مراحل هذه القصة العجيبة ، إذ بدأ الخبيث ينفذ تهديداته ، فكان يظهر لها في المدرسة تراه ولا يراه الطالبات أو المدرسات ويهددها بتعريتها من ملابسها أمام الجميع ، وقد لجأت مرات عدة إلى مدرسة التربية الدينية لرقيتها ، فما كان من الخبيث إلا أن صرعها ومزق ثيابها بيديها ، وحاول الاعتداء عليها فما كان من تلك المدرسة الفاضلة إلا أن ألقت بنفسها عليها وهي ترقيها بالرقية الشرعية ، ونتيجة لمثل ذلك التصرف أصبحت تلك المدرسة المسكينة تهاجم بالكوابيس في كل ليلة ، وابتليت بمرض أصابها في يديها ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى كشف كربتها وفرج عنها 0

ودخلت الفتاة في مرحلة جديدة نتيجة للظروف القاسية التي واكبتها خلال الفترة المنصرمة ، وأرادت أن تدخل في تحدي مع هذا الخبيث ، وأصرت على أن تتقدم للامتحان وكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً ، وكان التعاون ملحوظاً من قبل المدرسة ممثلة بالمديرة ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، حيث خصصت لها إدارة المدرسة غرفة الوكيلة لتقديم الامتحان ، وكان في الغرفة إضافة للفتاة أنا ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، وعند بدء الامتحان بدأت عيني الفتاة في وضع متقلب وهذا ما يسمى بـ ( الرأرأة ) ، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت عينيها بياض بالكامل ، ومن فوري قمت برقيتها بالرقية الشرعية وسرعان ما أصيبت بصداع شديد ثم صرعت ، فلما أفاقت أصرت على إكمال الامتحان ، وبدأت تكتب الإجابات المقررة وعلى الفور أصيبت يدها بالشلل ، بعد ذلك طلبت منها أن تمليني الإجابات بعد أخذ الإذن من الوكيلة ، ويفاجأ الجميع بأن الفتاة بدأت تضرب بطنها بشدة وقوة حتى صرعت ، أفاقت مرة أخرى وكلها إصرار وتحدي أن تتابع الامتحان المقرر ، فزعت الوكيلة والمساعدة فزعاً شديداً من كل ما حصل وهربتا معاً من الغرفة ، وبقيت أنا ومدرسة التربية الدينية التي أبت أن تتركني وحدي مع الفتاة رُغم إصراري عليها بمغادرة الغرفة ، وما أن بدأت في إجابة الأسئلة حتى رأيتها تطير من كرسيها التي تجلس عليه وكأن أحداً ما قد جاء مسرعاً ودفعها بقوة حتى وصلت إلى باب الغرفة على بعد متر ونصف من المكان الذي كانت تجلس فيه ، وأذكر أن مدرسة التربية الدينية قالت لي في ذلك الوقت : ما الذي يحدث من حولنا ؟ ، وما الذي يحصل لهذه الفتاة المسكينة ؟ ما أظن هذا الخبيث إلا أنه مارد ، ولكنها تساءلت ببراءة وقد كنا في ذلك الوقت في شهر رمضان المبارك ، أليست الشياطين تصفد في رمضان ؟ فكان ردي آنذاك آمنا بالله ورسله ، ولعلنا لم نفهم المعنى الحقيقي للحديث ، وكل ما حصل في ذلك الموقف يؤكد لنا جميعاً أن هذا الخبيث لم يكن يعمل لوحده إنما كان يعاونه أحد ما ، وقد رأينا كيف أن الفتاة تهاجم من عدة اتجاهات وفي آن واحد ، بعد كل ما حصل أفاقت الفتاة وقد أصرت على إكمال الامتحان ، عند ذلك شعرت باختناق شديد وجحظت عينيها ، وأصبحت ترى ذلك الأخ المعالج واخوتها يتعرضون لحوادث مروعة ويتقطعون أمام عينيها وهم يستنجدون بها ، فما كان مني إلا أن اتصلت بهم واحداً واحداً على الهاتف النقال لأبين لها كذب هذا الخبيث المتمرد لأن المسكينة كانت وكأنها تعيش الموقف على حقيقته 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة