عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-01-2007, 04:24 PM   #2
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

وقد كان يتقدم لخطبة الفتاة بعض الأقارب وغيرهم ، وكانت ذات جمال وخلق وأدب جم ، إضافة إلى أنها كانت تتمتع بصفات خيرة بحدود لا يمكن أن توصف ، وكانت تنتسب إلى عائلة عريقة وهي تنحدر من أسرة فاضلة ، وكانت الأم تفضل التريث في زواج الفتاة لحين متابعة دراستها الثانوية 0

السبب الرئيسي في تفجير المشكلة

ولعل بلوغ الفتاة لهذا السن وتقدم العديد لخطبتها هو السبب الرئيسي في تفجير المشكلة ، وإظهار الكامن ، وما أن بلغت الفتاة في نهاية المرحلة الثانوية وذلك بتاريخ 15 / 9 / 2000م ، حتى بدأت الأحداث المتتابعة والمتلاحقة لقصتنا الغريبة ، وتتكشف الحقائق الكامنة لما يقارب أربعة عشر عاماً ، أي منذ أن كان عمرها يقارب ثلاثة أعوام ، حتى بلغت سن السابعة عشر 0

ومنذ تلك المرحلة أصاب الفتاة كره شديد ومفاجئ للمدرسة والمدرسات ، وغلب عليها البكاء والصراخ والارتعاش ، وأصابتها حالة هستيرية ، بحيث أنها ترغب في متابعة دراستها ولكنها لا تستطيع ذلك 0

فكرت ملياً في تطور حالة الفتاة وأصبحت أربط الأمور بعضها ببعض وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن الأمر لا يمكن أن يَتبَعَ الأمور الطبية سواء العضوية منها أو النفسية ، وقد أوعزت الأمر بعد تحليل وبحث وربط الأحداث بعضها ببعض لما يسمى بالأمراض الروحية خاصة أنني أملك كماً من العلم الشرعي وليَّ نظرة عامة في كافة الأمور والأحداث التي تتابعت من حولي وبخاصة أن الفتاة تسكن معنا في نفس المنزل كما أشرت آنفاً .

الاتجاه للرقية الشرعية

ومن هنا توصلت إلى نتيجة مفادها أن أبدأ برقية الفتاة بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وكان ذلك الأمر فاستفتحت قراءتي بسورة البقرة ، فازداد صراخها ، وانتفخت أوداجها ، واسود وجهها ، وحاولَت أثناء ذلك أن تُغلق أذنيها ، وقد منعتها من ذلك الأمر ، إلا أنها تحولت لتقطيع شعرها وتخميش وجهها ، وقد دخلت معها في صراع شديد مرير كانت تحاول من خلاله إيذائي بشتى الوسائل والطرق ، ولكنني استعنت بالله سبحانه وتعالى وصبرت واحتسبت واستمرت قراءتي لسورة البقرة حتى انهارت بين يديّ ، لتصحو بعد ذلك مستغربة للحالة التي هيَّ عليها ولا تذكر أي شيء مما حدث خلال ذلك الموقف 0

وتيقنت عند ذلك بأن الأمر خارج عن نطاق الطب العضوي والنفسي واستعنت بالله سبحانه وتعالى ، وأصبحت أرقيها وأكرر الرقية الشرعية عليها ، وكان حالها يزداد سوءاً ، فَتَرَكت الطعام والشراب ، ولم يعد بمقدورها النوم الهنيء الذي كانت تنعم به سابقاً ، إضافة إلى أنها كرهت الجميع بمن فيهم أمها واخوتها 0

وعلمت آنذاك أن الأمر يحتاج إلى رجل صاحب مراس وخبرة في هذا العلم ، حيث أنني لا أملك إلا القليل بخصوص هذا الأمر آنذاك والأمر يحتاج إلى وجود إنسان متخصص في الرقية يستطيع أن يوجهنا الوجهة الشرعية الصحيحة في العلاج والاستشفاء 0
وتوجهنا إلى أحد المعالجين بالرقية الشرعية ، ولم يكن الأمر بالسهولة التي نريدها ، حيث واجهتنا صعوبة بالغة سواء في الذهاب أو العودة ، وقد تم الأمر بصراخ وصراع ومقاومة شديدة 0

قرأ عليها هذا الأخ الكريم وحدد لنا برنامجاً أسبوعياً كي نسير عليه ، وفعلنا ذلك ولكن دون أي فائدة أو تحسن يذكر ، وخلال هذه الفترة تابعنا العلاج الطبي ولم نتركه حيث كنا نذهب بها إلى المستشفى للعلاج بمعدل مرة أو مرتين يومياً ، ولم يتغير في الأمر شيء ، وكان تشخيص الأطباء(حالة نفسية) أو (هايبر فنتليشن)(hypr Ventalation)، وكان العلاج المعهود إبر مهدئة بالإضافة إلى استخدام المغذي( الجلكوز ) ، وبعض الأطباء ممن عاين الحالة نصحنا بالذهاب إلى من يعالج بالرقية الشرعية حيث أفادوا بأن الحالة لا تعاني من أية أمراض عضوية أو نفسية ، ومع ذلك فلا ننكر مطلقاً أن الفتاة قد استفادت فائدة عظيمة جداً من مراجعة المستشفى بسبب إعطائها المغذي ( الجلكوز ) حيث أنها امتنعت مطلقاً عن الطعام والشراب كما أشرت آنفاً 0

بعد ذلك اتصلنا بأحد الاخوة المعالجين بالقرآن وكانت تربطنا به علاقة صداقة قوية وقديمة ، وأردنا منه معاينة الحالة كي نقف على حقيقة المرض الذي تشكو منه ، فنحن إلى هذه اللحظة لا زلنا في دوامة لا نعرف أولها من آخرها ، وكان ذلك الأمر فحضر الأخ مشكوراً ومكث معها أربع ساعات متواصلة بوجودنا جميعاً ، وكانت خلال هذه المدة غائبة عن الوعي تماماً ، وكان يصدر منها صراخ شديد وتوسل ، وقد ضربها الشيخ ضرباً شديداً ، وعندما عادت لوعيها لم تشعر بكل ما دار حولها ولم تشعر بالضرب مطلقاً 0

مرحلة جديدة من المعاناة والألم

وبدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم ، وبدأت الفتاة تشعر بأعراض جديدة ، حيث بدأت تشعر بآلام في منطقة الأرحام وتقلصات غير طبيعية ورافق ذلك خروج دم من نفس المنطقة ، وقد وَقَفتُ على ذلك الأمر بنفسي وشعرت بتلك التقلصات ولكني أوعزت الأمر إلى انقباضات عضلية عصبية ، وكل ذلك أدى إلى أصابتها بأزمة نفسية ، وحاولت أن أهدئ من روعها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى 0

وقمنا بتوجيه من الأخ المعالج باستخدام زيت الزيتون المقروء عليه ، ودهن جميع أنحاء جسم الفتاة وبخاصة منطقة الأرحام ، ويتحول الأمر من التقلصات إلى آلام شديدة جداً تكاد لا توصف ، بل أصبح الوضع وكأنها تعاني من أمر يشبه طعن السكاكين ، وازداد ألم الفتاة وأصبح ليلها في أوله وفي آخره ألم وعذاب ، وكانت تصرخ وتتألم ويأتيها ما يأتيها من تعب وإرهاق مما لا يعلم بحالها إلا الله ، ونحن برفقتها حتى يطلع الفجر 0

خلال هذه الفترة نقلت الفتاة من مدرستها إلى مدرسة أخرى ، وحاولت المسكينة أن تنتظم في الدراسة ولكن دون جدوى ، حيث كان الصرع يطرحها من فينة لأخرى ، وبالرغم من أن المدرسة جديدة عليها ، وكذلك قلة الساعات التي كانت تحضر بها إلى المدرسة ، وأحياناً قد لا تحضر مطلقاً ، بالرغم من كل ذلك فقد حازت على إعجاب مدرساتها وزميلاتها ، وكانت تحصل في الامتحانات القليلة التي تقدمت إليها على أعلى الدرجات بل قد يصل الأمر في أغلب الأحيان أن تحصل على الدرجات النهائية 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة