الموضوع: حملة النور
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-10-2006, 07:32 AM   #2
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

لا بد للدعوة ان يقدر لها البقاء والخلود ، وان تكون ملائمة للفطر السليمة وموافقة للعقول الصحيحة وصالحة في مجال الحياة ، وان يكون لها اثرها في دنيا الناس .

على ان المبادئ السليمة والمثل العليا لا تكفي لوحدها لانهاض دعوة ونجاحها ، حتى يقوم على هذه المبادئ حماة يذودون عنها ويهبوا لها كل ما في وسعهم من طاقة وجهد .

ولقد بدأ الاسلام يبشر الناس بالحياة الطيبة ، ويعدهم بالسعادة والرفاهية ويشرع لهم الاحكام التي ترفع رؤوسهم وتطهر نفوسهم وتسمو بأرواحهم وتمكن لهم في الارض ، فوجد من القلوب الغلف والاكباد الغلاظ مقاوة عنيفة لم تنته الا بمقاومة اعنف واشد.

وفي كتاب الله ما يلفت النظر ويوجه القلوب والعقول الى هذا المعنى :

يقول سبحانه وتعالى :

" لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس..." الحديد : 25

ففي ارسال الرسل بالبينات وانزال الكتب ، اشارة الى المبادئ القويمة التي لا تصلح الحياة الا بها .

وفي انزال الحديد اشارة الى القوة التي تحمي هذه المبادئ وتصونها.

واكثر المسلمين في عهود مضت لم يقوموا بواجبهم نحو التراث الذي جعله الله امانة في اعناقهم وصلاحا لدنياهم ودينهم ، فتأولوا نصوص الكتاب ، وابتدعوا في الدين ، وزادوا عليه ونقصوا منه .

وضيقوا ما كان سهلا ، وحجروا ما كان واسعا ، وجمدوا على تقاليد بالية،

وعكفوا على عادات ما انزل الله بها من سلطان ،

وانتهى الامر بكثير من المسلمين ، الى ان صاروا في طرف وكتاب الله وسنة رسوله في طرف آخر.

ولم يعد الاسلام هو ذلك الحق القوي الذي ينزل الميدان ويصارع التيارات الفاسدة والاهواء المضلة والشهوات المردية والنزوات العمياء.....

لم يعد تلك القوة التي تقذف بالباطل وتهوي به في مكان سحيق .

وواجب المسلمين اليوم – اذا كانوا قد استيقظوا من سباتهم ، وارادوا ان يأخذوا مكانهم ، ويستردوا ما فقد منهم – ان يرجعوا الى الوحي الالهي ، وان يعودوا الى هدي الكتاب والسنة، وان يلفظوا كل ما عداهما من الترهات والاباطيل ، وان يقيموا حياتهم على هذا النهج الصالح الكريم .

فيكون واقعهم قرآنا حيا يمشي بين الناس ، وواجبهم ان يعرفوا قدر هذه التعاليم واثرها في حاضرهم ومستقبلهم ، بعد ان عرفوا قدرها في ماضيهم ، وان يفدوها بأنفسهم واموالهم ، ويكونوا لها سياجا منيعا يذودون عنها ويكافحون من اجلها.

انه لا وجود للمبادئ الا بقدر ما فيها من صلاحية وبقدر ما تقدم للانسانية من خير ، وانه ليس في دنيا الاقوياء اليوم مكان للضعفاء و الواهنين.

كتاب مبادئ الاسلام

فلنتصفح تاريخنا ، لننظر الى الاعمال العظيمة التي قام بها اجدادنا .

الم يتركوا لنا الميراث الضخم من العلوم والفنون والمعارف ، وغيرها من انواع الثقافات الانسانية ؟

الم يشيدوا هذه الحضارة الكبرى التي تعد من من اكبر المفاخر واعظمها ؟

الم يغيروا مجرى التاريخ ويوجهوا الحياة وجهة للروح فيها نصيب.؟؟

ان اجدادنا سادوا الشعوب وقادوا الامم ، فلم تسقط لهم راية ، ولم يطو لهم علم ، ولم يجبنوا في غزو ، او يضعفوا في كفاح ، او يقصروا في مكرمة ، مهما كلفهم ذلك من تضحيات ومهما بذلوا من جهود....

لقد استخلفهم الله بالارض ، فكانوا امنا للخائف ، ونصفة للمظلوم ، وقوة للضعيف، وغنى للفقير ، وعينا ساهرة على مصالح الناس، ويدا رحيمة تمسح الامهم ، وتخفف عنهم اوزارهم ، فعدت بهم الدنيا ، واطمأنت بهم الحياة.

نعم ، لنقلب صفحات تاريخنا المشرق ، ولتأخذ منه قبسا ينير لنا الطريق ويهدينا سواء السبيل .

ولنجعل حاضرنا امتدادا للماضي العريق، ولا نطمع بأن نسعد غيرنا ونحن لم نسعد بعد ....ففاقد النور لا يستنير به غيره................!!!!

ان الله جلت قدرته، كما ابقى اسباب الحياة المادية ، حتى لا يتوقف سير الحياة ، ابقى كذلك نبع الحياة الروحية ، حتى لا ينقطع الانسان عن الله فلا يضل ولا يشقى !!!!!

والمسلمون وحدهم المسئولون عن تبليغ هذه الرسالة الروحية السامية ، وهم المنتدبون من الله لحمايتها والذياد عنها ، وقد اعطاهم الله الكثير من اسباب النجاح.

وانما تعوزهم الارادة القوية ، والعزيمة المصممة والعمل الدائب والسعي الحثيث ...

ان بين ايديهم من الحقائق ولهم من التجارب ما يمكنهم – لو ارادوا - ان ينتفعوا بها ، وان يبلغوا السمو والرفعة ، ويحلقوا في سماء السؤدد والمجد.

انهم اليوم بين ان يؤدوا واجبهم ويضطلعوا بما حملوا من اعباء الرسالة .... وحينئذ يبسط الله لهم يده بالمعونة ، ويبوئهم مبوأ صدق، ويجتبيهم للزعامة التي وعدهم بها ،،

وبين ان ينصرفوا عن مهمتهم الى محقرات الاعمال وسفاسف الامور فيقبض الله يده عنهم وبكلهم الى نفسهم ثم يستبدل بهم قوما......

"..............يحبهم ويحبونه، اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله واسع عليم "" المائدة : 54
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة