عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:37 AM   #14
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الثالثة عشر :

يقول الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - عن علاج الاضطرابات الجنسية :

" وعلاج الاضطرابات الجنسية يتطلب تعاوناً كبيراً من المراجع في شتى المراحل العلاجية " التقويم والتداوي والمتابعة " ويشمل جوانب سلوكية ومعرفية ونحوها ، وقد تدعو الحاجة أحياناً إلى استخدام مؤقت لبعض الأدوية المساعدة 0 وقد جُربت هذه الأساليب العلاجية لهذه الاضطرابات في أنحاء العالم وكانت نتائجها إيجابية مشجعة واستفاد منها آلاف الناس " ذكوراً وإناثاً " خاصة إذا بادر الشخص بالعلاج قبل استفحال الحالة وتمكّنها 0 وهذا ما تدعمه الدراسات والأبحاث العلمية العالمية " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 100 ) 0


بعد قراءتي لما كتبه الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – حول موضوع " العطل الجنسي النفسي " ، لم أجد له تنويهاً أو إشارة تتعلق بـ " العطل الجنسي الروحي " ، وهذا العطل في حقيقته ناتج عن الإصابة بأحد الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين ، وحقيقة الأمر فإن ما لمسته من كلام الدكتور وكأنما ينظر بمنظار السخرية والاستهزاء من كافة النقولات التي تبين هذا المرض الروحي ، وأنقل بعض ما ذكره في كتابه :

* " وكثير من هؤلاء – يعني الزوجين – يداخله توهّم الإصابة بالسحر ( الربط ) أو العين أو أنه ممسوس ( به جنية عاشقة ، إن كان ذكراً ، أو بها جني عاشق إن كانت أنثى ) ويؤكد هذا حال كثير من الإخوة والأخوات الذين يراجعون المعالجين بالرقية طلباً لعلاج هذه المشكلات وأمثالها 0 وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يؤكد هؤلاء المعالجون تلك التوهمات ويرسخونها في أعماق المراجع ويثبتونها دون علم ولا بصيرة وإنما بناءً على تخرصات وتجارب شخصية قاصرة " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 100 ) 0

* " قد يستعجل الرجل فيطلق زوجته ظناً منه أن مشكلته متعلقة به ( أنه مسحور مربوط عنها أو به عين عنها أو نحو ذلك ) ثم تستقر نفسه بعض الشيء ويهدأ قلقه ويزول توتره فيقدم على الزواج من جديد فإذا بالحالة تعاوده مباشرة ( وربما أشد مما كانت ) فعندها يضطرب أكثر ويقلق ويحزن وقد يجزم له بعض الرقاة بأن فيه جنية عاشقة أو نحو ذلك مما يزيد المشكلة تعقيداً " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 99 ، 100 ) 0

إلى أن تكلم عن علاج الاضطرابات الجنسية وأشار بالكلام الذي بدأت به هذه الوقفة ، وأحب أن أعقب على مجمل كلام الدكتور الفاضل بخصوص هذه الجزئية بالنقاط الهامة التالية :

1)- الاضطرابات الجنسية التي قد تحصل عند البعض أسبابها عوامل كثيرة ، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

أ – العطل الجنسي الطبي : ويبرز هذا العطل بسبب قصور عمل بعض الأعضاء ، وينتج بسبب ذلك ضعف أو عجز جنسي عند الذكور أو الاناث ، ويعالج هذا العطل بالنسبة للرجال عن طريق مراجعة الأخصائيين في أمراض المسالك البولية ، وبالنسبة للنساء في مراجعة الأخصائيات في أمراض النساء والولادة 0

ب– العطل الجنسي النفسي : ويبرز هذا العطل لدى أولئك الذين لديهم صفات الخجل وعدم الجرأة وضعف الثقة بالنفس ، والميل للقلق والخوف والتوتر ، خاصة إذا كان الشخص حساساً تجاه هذه الغريزة وما يتعلق بها 0 ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 98 ) 0


وقد نقل الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – كلاماً عاماً مبدعاً حول هذا النوع من أنواع العطل باعتباره صاحب التخصص في هذا المجال 0

ج- العطل الجنسي الروحي : ويبرز هذا العطل لبعض الحالات المرضية التي تتعرض لإيذاء الجن أو الإصابة بالسحر أو العين ، بحيث يتعلق الأمر في الناحية الجنسية ، وقد يؤدي إلى عدم الاتزان في هذه الناحية وقد يأخذ هذا النوع أشكال متعددة ، ويمكن مراجعة ذلك في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أنواع صرع الأرواح الخبيثة ) ، وكتابي ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تحت عنوان ( أقسام السحر وأنواعه – سحر تقويض العلاقات الزوجية )، وكتابي ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) تحت عنوان ( أنواع العين والحسد ) 0

2)- وإن كنا جميعاً نقر بالنصوص النقلية الصريحة التي أكدت على أثر الأمراض الروحية بشكل عام ، كما أكد على هذا المفهوم أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً ، فمن باب أولى أن تؤدي تلك الأمراض إلى ما يعرف بـ ( العطل الجنسي الروحي ) ، وإن كنت أنقل مثل هذا الكلام فإن الخبرة والتجربة في هذا المجال جعلت لديّ فناعة مطلقة بمثل ذلك الأثر والتأثير 0

3)- ويبقى أن نتطرق إلى مسألة مهمة جداً تتعلق بهذا الموضوع ، وهيّ كيفية تحديد ماهية الأنواع الثلاثة سواء كان العطل طبي أو نفسي أو روحي ، وهنا تكمن أهمية مراجعة أهل الاختصاص الحاذقين المتمرسين الذين سوف يوجهون الحالة المرضية الوجهة الصحيحة ، ولا يكون ذلك بمعزل عن الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية لكافة الأطراف ، وإن كنت أعتب على بعض المعالجين ممن يتسرعون في قضايا التشخيص المتعلقة بالاضطرابات الجنسية وبالتالي زرع الوهم والوسوسة في نفوس المرضى ، وهذا واقع عملي مشاهد محسوس عند بعض من تصدر للرقية الشرعية نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق والسداد 0

4)- وما ذكره الدكتور الصغيّر تحت عنوان (العطل الجنسي النفسي) فهو موضوع متكامل يحتاج إلى القراءة المتأنية باستثناء بعض إشارات الهمز واللمز ، وقد أغفل الجانب الروحي – أعني ( العطل الجنسي الروحي )، وإن كان الأمر بسبب عدم قناعة الدكتور بهذا الجانب ، فإنني ومن باب الأمانة العلمية والمحبة والأخوة الصادقة أطالب الدكتور الفاضل بأن يولي هذا البحث مزيد من الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية وعقد جلسات مع بعض الإخوة الأفاضل أصحاب العلم الشرعي الذين يملكون خبرات طويلة في هذا المجال ، وأنا على يقين تام بأن النتائج العامة سوف تكون في صالحه من جانب ، وفي الجانب الآخر فإنها سوف تقدم نتائج تخدم الطب النفسي خدمة عظيمة ، وذلك للمكانة التي يتبوؤها الدكتور محمد بن عبدالله الصغيّر 0

5)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر في علاج الاضطرابات الجنسية المتعلقة بالنواحي النفسية ( العطل الجنسي النفسي ) فقد أبدع في الطرح وذكر ماهية وطريقة العلاج ، فنسأل الله سبحانه وتعالى له التوفيق والسداد 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة