عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-09-2006, 07:04 AM   #70
معلومات العضو
*&الزاوية القائمة&*
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي

أولاً :

ما زلت أكرر السؤال : ( ما ذا يعني لك مصطلح الغيبي الحاضر ) ؟
ما معناه ؟ أنا لا أستنكف أن أقول أني لا أدري ماذا تقصدين بهذا القول وقد جاء في الحديث ( إنما شفاء العيّ السؤال ) . وقيل : (نصف العلم لا أدري ) .


ثانياً : بالإضافة إلى سؤالي السابق أضفتُ هذه الأسئلة ، و أجاب شيخنا أبي البراء عن بعضها ، و لكن للأسف يبدو أنكِ لم تقرأي رده جيداً .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *&الزاوية القائمة&*
  
هل تتفقين أن نجعل نقاشنا في حدود الكتاب و السنة و فهم سلف الأمة ؟
يعني : أي شيء يقوله أي واحد منّا يأتي بدليل عليه . و هناك مسائل تحتاج إلى علم بأصول الفقه و العقيدة ، فهل أنتِ مستعدة ، أم نترك هذه المسائل لأبي البراء ؟؟

السؤال الكبير الآن :

هل يجوز أن نبحث في مسائل الرقية الشرعية بطرق مناهج البحث المختلفة؟ ما هي أساسيات البحث في مسائل الرقية الشرعية ؟ وما الذي يسعنا الاجتهاد فيه وما الذي لا يسعنا الاجتهاد فيه ؟ و هل كل شخص يمكنه أن يتصدى للاجتهاد ، أم أن للمجتهدين شروط ؟
.
هل سنتفق ؟

ثالثاً: هذه معتقداتي و وجهة نظري حول موضوع استخدام البحث العلمي في الرقية ، و لن أعيد صياغتها بل سأنسخها من كلامي السابق ، لأنه ليس عندي مزيد :

1- حقيقة الخوض في مسائل الأمراض الروحية بمنطق العقلانية أمرٌ متعب كثيراً و كثيراً جداً ، و نتائجه غير محمودة أحيانا ً و غير مجدية في أحايين أخرى .

2- المطلوب منا أن نناقش المسائل في حدود ما جاء به الخبر في الكتاب و السنة ، و أما ما سوى ذلك نسكت عنه ، قد نذكر بعض التجارب و الملاحظات من باب الفائدة ، لكن ملاحظاتنا و مشاهداتنا و حتى أبحاثنا لا يمكن أن تقدم لنا نتائج يمكن التسليم بها لأن جهودنا بشرية معرضة للخطأ و النقص ، و لا يعلم الغيب إلا الله .

3- الاعتقادات الظنية التي يطلقها بعض الرقاة عن العوالم الغيبية لا تنتج لنا إلا زيادة ظن و تشكيك في كثير من المسلمات و الثوابت . وهذا مزلق كبير ، أعاذنا الله و إياكم من مزالق السوء .

4- الإسلام لم يهمش العقل ، و لم يلغي دوره ، لكنه نهانا عن إعماله فيما لا يفيد ، و لا يغني من الحق شيئاً ، و نهانا عن تقديم العقل على النقل و تجاوزه . و أهل الكتاب لما أكثروا السؤال عن البقرة شدد الله عليهم في مواصفاتها ، و إنما أهلك من كان قبلكم كثرة السؤال .

5- علم الرقية علم شرعي تندرج تحته الكثير من مسائل العقيدة والفقه ، يعني مرتبط بديننا ارتباط وثيق جداً ، مرتبط بتوحيد الألوهية و الربوبية و الأسماء و الصفات و مرتبط بأركان الإيمان الستة .

6- ليس من السهل أبداً أن نخضع هذه العلوم للنقاش وهي أمور مسلم بها ، و إننا بذلك قد نقع فيما وقع فيه فلول الفلاسفة والمتكلمين من الخطأ و الزلل المؤدي للكفر والعياذ بالله ،لأنهم قدموا العقل على النقل ، فضلوا و أضلوا . كلام الفلسفة لا نريده ، لأن في شرعنا ما يغنينا عنه ، ولأنه يؤدي إلى مزالق كثيرة ، لمن ليس لديهم أساس شرعي متين .


7- مصدر علم الرقية : الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة و علينا أن نناقشه في حدود هذا الإطار ، لأنه دين ، و ليس كيمياء و لا فيزياء .
و تظل التجارب مطروحة للفائدة أو الاحتمال ، لكنها ليست للجزم أو لتاصيل قواعد مرتبطة بمسائل غيبية غير القواعد التي جاءت في الكتاب والسنة .

8- البحث العلمي في كل المجالات ضروري و مطلوب ، و يجب على كل مسلم أن ينفع الأمة بما مكنه الله من العلم ، فالنجار و الحداد والطبيب و المهندس و الفيزيائي و الكيميائي و الإداري و العسكري و العالم بالشريعة ، كل أولئك جنود واقفون على ثغرة من ثغرات هذا الدين .

9- حينما نطالب بالتوقف عن البحث في مسائل معينة تخص الرقية ، فلأننا نستقي بحثنا من الكتاب و السنة ، نأخذ ما جاء منها ، و نسكت عما لم يرد فيها ، لأن هذا العلم دين (فانظروا عمن تأخذون دينكم ) .


10- نحن لا نقف ضد العلوم الأخرى بل إن عالم الشريعة حريٌ به أن يكون ملماً بأطراف العلوم الأخرى و ملماً بفقه الواقع ، لكن الخطأ هو استخدام المقاييس العلمية النظرية على المسائل الشرعية الغيبية التي عرفناها من كلام الله ومن سنة رسول الله .


11- لسنا ممن يرفض العلوم الأخرى ، لكننا نرفض أن نجعل علوم القرآن والسنة قابلة لإسقاط الفرضيات و النظريات عليه ، و نرفض أن نزيد على علوم القرآن والسنة شيئاً لم يأتِ به الخبر.


و أما أدلتي التي أرجع إليها في كلامي :

أولاً من القرآن :

1- وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [الأنعام : 59]

2- عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً [الجن : 26]

3- وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج : 8]

4- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمِ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسولِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء/59]

5- إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ (النساء/105) الآيات، ولم يقل بما رأَيْتَ.

6- وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء/36]


ثانياً من السنة :

1- 159165( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ومنعا وهات ، ووأد البنات ، وكره لكم : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال )
الراوي: المغيرة بن شعبة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5975

2- أَنَّه صلى الله عليه وسلم لا يقول في التشريع إلا عَن الله عز وجل، ولهذا لم يُجِبِ اليهودَ في سؤالهم إِيَّاهُ عن الروح، ولا جابراً في سؤاله عن ميراثِ الكلالة، والمجادلة في سؤالها عن حُكْم الظِّهار حتى نزل عليه القرآن بتفصيل ذلك وبيانه، وأمثال هذا كثير **وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وأَحْسَنَ تَفْسِيراً** [الفرقان :32]

ثالثاً : من الأثر :

1- قال عثمان بن حنيف: اتهموا الرَّأْي في دينكُم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أَنْ أَرُدَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لرددته.

2- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو كان الدين بالرَّأْيَ لكان أَسفل الخفِّ أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحُ على ظاهر خُفِّه

3- أفتى عمر السائل الثقفي في المرأة التي حاضت بعد أَنْ زارت البيت يوم النحر أن لا تنفر، فقال له الثقفي: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتاني في مثل هذه المرأة بغيرِ ما أَفتيتَ به، فقام إليه عمر يضربه بالدرة ويقول له: لِمَ تستفتيني في شيء قد أفتى فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

4- كان ابن مسعود أفتى بأشياء فأخبره بعض الصحابة عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بخلافه، فانطلق عبد الله إلى الذين أفتاهم فأَخبرهم أَنَّه ليس كذلك

5- قال عمر بن عبد العزيز: لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم

6- قال الشافعي رحمه الله تعالى: أجمعَ الناس على أَنَّ مَنِ استبانتْ له سنةً عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يكن له أَنْ يدعها لقول أَحَدٍ من الناس

7- وقال رحمه الله: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلتُ: وفي لفظ: فاضربوا بقولي عَرْضَ الحائط

8- وقال رحمه الله تعالى: كل مسألة تكلمت فيها صح الخبر فيها عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عند أَهْل النقل بخلاف ما قلت فأَنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي

9- وقال الشافعي رحمه الله أيضاً: لم أسمع أحداً نسبته العامة أو نسب نفسه إلى علم يخالف في أَنَّ فرض الله تعالى اتباع أَمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسليم لحكمه، فإِنَّ الله لم يجعل لأَحَدٍ بعده إلاّ اتّباعَهُ، وأَنَّه لا يلزم قول رجل قال إلاّ بكتابِ الله أو سُنّة رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ ما سواهما تبع لهما، وإن فرض الله علينا وعلى من بعدنا وقبلنا في قبول الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد لا يختلف فيه

10- بعض من قواعد السلف في الاعتقاد من مقدمة شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق التركي و الأرناؤوط :
** القرآن مصدر الأدلة النقلية و العقلية .
** اتباع السلف في تفسير النصوص .
** الإيمان بمسائل الغيب محصورة في الخبر الصادق .
** رفض التأويل الكلامي .
** تقييد العقل و عدم الاعتداد به في غير مجاله .
** تحديد الألفاظ المتنازع عليها و تعيين مدلولاتها .



فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ [يونس : 32]





و أخيراً :

هذا ما لدي ، و ليس عندي مزيد ، و أرجو عدم التفرع في مناقشة أسلوب الكتابة أو مقصد الكتابة ، فو الله يا أخوتي أنه ليس لدي وقت البتة لمناقشة مثل هذه الأمور ، و نحن إنما نفرغ أنفسنا لهذا المنتدى و نتحمل الأعباء للجلوس على الحاسوب ، و على كاهلنا الكثير من المشاغل .

يا أخوتي : أنا لا أستنكف أن أقول عن نفسي ( أني أجهل الكثير من العلوم و المسائل ) ، و لا أستنكف أن أقول ( أنه لا يسعني إلا ما جاء في الكتاب والسنة ) ، و لا أستنكف أن أعود عن قولي بعد أن يظهر لي غيره من الحق .

وَكُـلُّ مَـا خَـالَفَ لِلْوَحْيَيْنِ ***** فَـإِنَّـهُ رَدٌّ بِـغَـيْرِ مَـيْـنِ

وَكُـلُّ مَـا فِيهِ الخـلاف نُصِبَا ***** فَـرَدُّهُ إِلَـيْهِـمَا قَـدْ وَجَـبَا

فَالـدِّينُ إِنَّـمَا أَتَـى بِالنَّـقْلِ ***** لَيْسَ بِالأوْهَـامِ وَحَـدْسِ الْعَقْلِ


والله من وراء القصد
    مشاركة محذوفة